"اخطف من تحب وسيزوجها لك القانون".. آخر الإشاعات المثيرة للجدل في مصر

منشور على مواقع التواصل الاجتماعي يدّعي أن القانون المصري يمنح من يخطف فتاة لمدة 72 ساعة حق الزواج منها.
الجمعة 2023/05/19
من ينشر الإشاعات

القاهرة - تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي منشورا يدّعي أن القانون في مصر يمنح من يخطف فتاة لمدة 72 ساعة، حق الزواج منها. إلا أن هذه المزاعم غير صحيحة، والقوانين المصرية تفرض عقوبات صارمة في حالات مماثلة.

وجاء في المنشور المقتضب الذي تداولته على نطاق واسع حسابات مصريّة على منصتي تويتر وفيسبوك “اخطف من تحب لمدّة 72 ساعة، وسيزوجها لك القانون، حسب المادة 395”.

وأتى تداول هذا المنشور في الأشهر الماضية في ظلّ نقاشات قانونية وجدالات على حسابات مصريّة على مواقع التواصل بشأن حقوق النساء في قوانين البلاد.

كما أتى المنشور عقب سلسلة جرائم خلال العام المنقضي، أقدم فيها شبان مصريون على قتل شابات لأنهنّ رفضن الارتباط بهم. وقد صدرت أحكام إعدام في عدد من تلك القضايا.

والإشاعة قديمة سبق أن ظهرت في فلسطين والأردن قبل أن تنتقل إلى مصر.

تقرير حكومي مصري سابق كشف عن زيادة في معدل الشائعات التي تستهدف استقرار البلاد خلال الفترة الماضية

ومع أن الكثير من المستخدمين تعاملوا مع هذه المنشورات على نحو ساخر، إلا أن كثيرين آخرين أخذوها على محمل الجدّ.

إزاء ذلك، قامت مواقع ومنصّات مصريّة بتفنيد هذا الخبر الذي يُخشى أن يشجّع على الإقدام على العنف، على غرار منصّة “متصدّقش” المتخصّصة بالردّ على الأخبار المضللة في مصر، والتي استعرضت العقوبات القاسيّة في القانون المصري على من يقدمون على الخطف.

وقال المحامي والحقوقي المصري أحمد أبوالمجد إن “ما جاء في هذه المنشورات تضليل”.

وأضاف “لا توجد أي مادّة في قانون العقوبات المصري تحمل رقم 395 وتتحدّث عن علاقة الخاطف بالمخطوفة”.

وتابع “المادّة الوحيدة القريبة مما يروّجه المنشور كانت تحمل الرقم 291 وتبنّتها مصر عام 1904 من القانون الفرنسي قبل أن تلغى (..) وكانت تعفي المجرم المغتصب من العقوبة إن تزوّج الضحيّة”.

وقد ألغيت المادّة 291 من القانون المصري عام 1999.

وفي ظلّ التخوّف من أن يشّكل هذا المنشور عاملا مشجّعا على الخطف بهدف تسهيل الزواج، شدّد الحقوقي المصري أحمد سميح، مدير مركز أندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف، على أنّ الخطف في القانون “جريمة، حتى لو كان بمبررات عاطفيّة”.

وأوضح “القانون لا يزوج أحدا عن طريق الإرغام، والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان تتعامل مع المرأة على أساس أنها من الفئات التي تحتاج إلى الدعم والمناصرة”. وأضاف “المنشور يهدف إلى تضليل الناس، وسط ظروف اقتصادية صعّبت الزواج (…) لا المعلومات في المنشور صحيحة ولا المنطق منضبط ولا القانون يسمح”.

وسبق أن كشف تقرير حكومي مصري عن زيادة في معدل الشائعات التي تستهدف استقرار البلاد خلال الفترة الماضية، وذلك بالاعتماد على عدد من التقنيات الحديثة لبثها والترويج لها بهدف إثارة البلبلة.

5