اختلال النظام الغذائي للحوامل يزيد مضاعفات الحمل الخطرة

سيدني - تشير دراسة بحثية حديثة إلى أن الكثير من الحوامل يتبعن نظام تغذية غير متوازن ويفتقر إلى الحاجيات الأساسية من المعادن والفيتامينات وهو ما يزيد من خطر تعرضهن لمضاعفات الحمل.
ووجد تحليل نتائج 18 دراسة منشورة سابقًا عن جودة النظام الغذائي للحمل وما قبل الحمل أن النساء عمومًا لا يستهلكن الحد الأدنى الموصى به من الخضروات أو الحبوب أو الفولات أو الحديد أو الكالسيوم. وأظهرت الأبحاث أن الكثير من النساء الحوامل يحصلن على الكثير من السعرات الحرارية من الدهون.
وقالت شيري كاوت من كلية إنديفور للصحة الطبيعية في كوينزلاند، بأستراليا، “لصحة جيدة خلال الحمل أو ما قبله، تعد الخضروات مصدرًا مهمًا لحمض الفوليك وتعتبر الحبوب مصدرًا مهمًا لحمض الفوليك والحديد”.
وأضافت كاوت، لرويترز عبر البريد الإلكتروني، إن الفوليك والحديد يساعدان على منع عيوب الأنبوب العصبي لدى الأطفال ويقللان أيضًا من احتمال الإصابة بفقر الدم أثناء الحمل أو انخفاض الوزن عند الولادة. ويساعد الكالسيوم على الحماية من تسمم الحمل وهو نوع من أنواع ارتفاع ضغط الدم بشكل خطير يتطور أثناء الحمل.
وأوضحت كاوت “إن الإفراط في تناول الدهون يمكن أن يسهم في زيادة الوزن غير الصحي للأمهات”. ويمكن أن يكون تأثير زيادة الوزن هذه لكل من الأم والرضيع كبيرًا، حيث ترتبط سمنة الأم بزيادة خطر الإصابة بتسمم الحمل ومرض السكري الحملي وماكروموسوم (الأطفال الأكبر حجمًا) والتشوهات الخلقية وولادة جنين ميت والرضع منخفضي الوزن ووفيات الأمهات”.
الفوليك والحديد يساعدان على منع عيوب الأنبوب العصبي لدى الأطفال ويقللان أيضًا من احتمال الإصابة بفقر الدم
وكانت دراسة بريطانية سابقة قد أشارت إلى أن نقص تناول الفواكه والخضروات أثناء الحمل يعرض المولود للإصابة بالزهايمر في مرحلة متقدمة من حياته.
وأوضحت الدراسة الصادرة من جامعة كولومبيا البريطانية، أن أعراض الزهايمر التي قد تصيب كبار السن فوق الـ65 عاماً، مصدرها في الأساس قبل الولادة، عندما تقل نسبة فيتامين “إيه” التي ينبغي أن يحصل عليها الجنين من خلال المشيمة أثناء تكونه في رحم الأم.
وفسر الباحثون السبب، بأن أيّ نقص في فيتامين “إي” يؤدي إلى إنتاج بروتينات تسمى “أموليد بيتا” المسؤولة عن الإصابة بالزهايمر أو الخرف، حيث تتشكل لويحات من شأنها تدمير الخلايا العصبية وإعاقة وظائفها، ما يؤدي إلى فقدان الذاكرة.
وأجرى الباحثون اختبارات على نطاق واسع على الفئران، حيث لم تصل إلى الأجنة كمية كافية من الفيتامين خلال فترة الحمل عن طريق المشيمة، وكانوا أكثر عرضة لتدهور الذاكرة والأسوأ عند اختبارات التعلم عند الكبر.
وقال الباحثون إن هذه المرحلة، أي عدم وصول كمية كافية من فيتامين “إي” إلى الجنين داخل رحم الأم، هي الفترة الحاسمة للتأثير على بقية حياة الشخص، حيث تؤثر سلباً على أنسجة المخ في مراحل لاحقة من حياة الشخص.
ومن المعروف أن الأطعمة الغنية بفيتامين “إي” هي البطاطا الحلوة والطماطم والسبانخ والكرنب والجزر والخس والجريب فروت والمانجو والبطيخ والمشمش، كما يعتبر زيت الزيتون والأكباد والكلاوي مصدراً جيداً للفيتامين أيضاً، لكنه يوجد بكميات قليلة في الزبدة ومنتجات الألبان كاملة الدسم والسمن والأسماك الدهنية والبيض. ووجدت الدراسة أيضاً أن النساء قد يكن أكثر ميلاً إلى اتباع الإرشادات الغذائية عندما يكنّ أكثر ثراءً ولا يدخنّ أو يكنّ أكبر سنا أو يمارسن الرياضة بانتظام.

وقد تم إجراء أكثر من نصف الدراسات في أستراليا والصين والهند؛ وكانت البقية من أوروبا وكندا واليابان وباكستان. ولاحظ مؤلفو الدراسة أن جميع الدراسات تقيس التزام المرأة بالمبادئ التوجيهية الغذائية الوطنية، وليس المبادئ التوجيهية الدولية.
واستخدمت الدراسات مجموعة واسعة من الطرق لتقييم جودة النظام الغذائي، مما يجعل من الصعب استخلاص استنتاجات واسعة النطاق من خلال تحليل البيانات المجمعة.
ولم يتم تصميم التحليل الجديد لتحديد ما إذا كانت عادات الأكل قد تؤثر بشكل مباشر على النتائج الصحية للنساء أو الأطفال أو كيف يتم ذلك.
يلاحظ الباحثون أنه من المحتمل أن يتبع عدد أكبر من النساء الإرشادات إذا فهمن التوصيات وكان لديهن متسع من الوقت للذهاب إلى محلات البقالة.
وقالت كاوت “تشير النتائج المستخلصة من هذه المراجعة إلى أن النساء في الفترة التي تسبق الحمل أو خلاله، ربما يكنّ أقل تحقيقا للأهداف المنصوص عليها في الإرشادات الغذائية والتوصيات”.