اختلاق الأطفال للقصص دليل على خيالهم الخصب

ألعاب تقمص الأدوار والقصص الوهمية دلالة على التطور الصحي لدى الأطفال.
الخميس 2021/01/21
غياب الواقعية في قصص الأطفال لا يدعو للقلق

برلين - يؤكد مستشارو توجيه الأطفال أنّ الصغار حكاؤون بارعون. فقد يقولون، “سقط جون في الحضانة اليوم وجاءت سيارة إسعاف بصفارات الإنذار وأضواء وأخذته”.

ولن يستغرق الأمر الكثير من التقصي لاكتشاف قصص متداخلة مثل السابقة، التي غالبا ما يثبت عدم صحتها، حيث أن الكثير من الأطفال لديهم خيال خصب وهم مبتكرون للغاية في اختلاق الأشياء. ولكن إلى أي مدى يجب على الآباء السماح بهذا ومتى يجب قول شيء؟

ويجب على الآباء مجاراة القصة وإبداء الاهتمام بها، بحسب دانا مونت، مستشارة توجيه الأطفال في ألمانيا. وتقول “سوف يعلمون الكثير عما يدور في أذهان أطفالهم وكيف يرون العالم”.

لا يوجد أي داع للقلق عندما يتبيّن أن قصص الطفل ليست واقعية بالكامل، بحسب مونت، التي تقول إنها علامة على التطور الصحي للطفل لأن الأطفال يتعلمون التعاطف من خلال ألعاب تقمص الأدوار والقصص الوهمية.

وتشير إلى أنه يجب على الآباء أن، يضعوا فى أذهانهم أن الأمر لا يحتاج فقط إلى تخيل وذكاء لابتكار القصص ولكن أيضا القليل من المهارة اللغوية.

تعلم مونت من خلال خبرتها في المجال الاستشاري أن الكثير من الآباء يفزعون إذا ما اعتقدوا أن ابنهم كاذب بارع. ولكنها ترى أن تعنيف الطفل غالبا ما يؤتي بنتائج عكسية، موضحة أنه يمكن أن يؤدي إلى المزيد من قول أمور غير حقيقية بدافع الخوف من العقاب.

وحتى لو لم يكن الآباء متأكدين مما إذا كانت القصة قد حدثت بالفعل من عدمه، تقول مونت إنه ينبغي منح الطفل فرصة الاستفادة من الشك. فعندما يكون الأطفال صغارا للغاية، حتى الأشياء الخيالية تبدو حقيقية لهم. غير أنه يمكن للوالدين أن يسألوا الطفل عندما يكون هناك شيء غريب في قصة ما.

وبشكل عام، الأطفال دون سن الثلاث سنوات، وأحيانا حتى في سن الأربع سنوات، لا يمكنهم دائما التمييز بين الحقيقة والخيال. وهم لا يمكنهم فَهْمُ الفرق بين الاثنين حتى سن الخامسة ويمكنهم حينها الكذب عن قصد للحصول على شيء يريدونه.

ويؤكد خبراء علم النفس أن بعض الأطفال يلجأون إلى الكذب، لأنهم في مرحلة معينة، تمتد من ثلاث سنوات إلى 12 سنة، يبنون أقوالهم على أحلامهم، مما يضطرهم إلى اختلاق حالة من الواقع الكاذب وهذا ما يدفع الآباء إلى الاعتقاد بأن أولادهم يكذبون، لكن الحقيقة مغايرة تمامًا.

ويرى الخبراء أن تأليف القصص في هذا العمر أمر طبيعي، لأن الطفل يخترعها من أجل المتعة، لذلك على الآباء ألا يشعروا أطفالهم بالذنب.

ويقول الخبراء إنه في مرحلة الطفولة تعتبر هذه الأكاذيب طبيعية، فالطفل لا يميز بين عالم الواقع والخيال. فهما مندمجان عنده، لأن الوعي الأخلاقي لم يتشكل لديه بعد. ويضيفون أن هذا النوع من الكذب يزول عندما يكبر، مشيرين إلى وجوب التمييز بين حالتي الكذب والتخيل.

لكن في الثامنة من العمر يميز الطفل بين الأمور الصحيحة والخاطئة في محيطه، وهو أمر طبيعي في مجرى التطور الأخلاقي عند الإنسان، وفق خبراء علم النفس.

 
17