اختلاق أحداث وهمية لتقييد عمل الصحافيين في الصين

جهود مكثفة لمنع الصحافة من البحث في مسألة حساسة تضع الصين منذ عام 2018 تحت ضغط دولي.
الجمعة 2019/06/28
تضييق على الصحافيين

كشقار (الصين) - أكد عدد من الصحافيين أن السلطات في منطقة شينغيانغ المضطربة في شمال غرب الصين تختلق أحداثا وهمية، كحوادث سير ملفقة ونشر سياح وهميين، لتمنع الصحافيين من الاستقصاء حول مسألة معسكرات احتجاز المسلمين.

وتفرض الحكومة الصينية إجراءات أمنية مشددة في هذه المقاطعة الواسعة التي تقع على حدود آسيا الوسطى وباكستان، منذ وقوع سلسلة اعتداءات دامية نسبت إلى أعضاء من أقلية الإيغور المتحدثة بالتركية.

وتُتهم الصين باحتجاز نحو مليون شخص في شينغيانغ بمعسكرات إعادة التأهيل. وتنفي بكين هذا الرقم، وتقول إن هذه المعسكرات هي “مراكز تدريب مهني” لمكافحة التطرف الإسلامي.

وفي الطريق إلى واحد من تلك المعسكرات، شاهد صحافيون مشهداً يكاد يكون خيالياً: شاحنة صغيرة تتحرك ببطء شديد نحو سيارة مركونة على جانب الطريق، ثم تتوقف على بعد مليمترات من السيارة، وتصطدم بها عمداً.

وخلال دقائق، جذب هذا “الحادث” حشود المتفرجين وتوقف السير بسببه. وهكذا تحقق هدف الشرطة بعرقلة الوصول إلى المعسكر.

وتظهر هذه الحادثة الجهود المكثفة التي تقوم بها السلطات لمنع الصحافة من البحث في هذه المسألة الحساسة التي تضع الصين منذ عام 2018 تحت ضغط دولي. لكن خلال الإعداد لتقرير جديد ولمدة ستة أيام في شينغيانغ، تمكن صحافيون من وكالة فرانس برس من رؤية ثلاثة معسكرات هي عبارة عن مبان ضخمة محاطة بأسلاك شائكة.

وفي معظم الأوقات، يخضع الصحافيون لمتابعة من السلطات بعد عقد أي مقابلة مع نزلاء المعسكرات، فالحديث بشكل مكشوف مع الصحافة الأجنبية يشكل خطراً عليهم.

وفي كل محاولة للوصول إلى أحد المعسكرات، تظهر حواجز أو ورشات بناء على الطريق بشكل مباغت. لمنع الصحافيين من الاقتراب منها أو تصويرها.

وفي تقرير جديد لنادي المراسلين الأجانب في الصين (أف.سي.سي.سي)، أكد صحافيون أنهم تعرضوا للملاحقة ومنعوا من حجز غرف في فندق. وقال الصحافي ناتان فاندر كليبيه من صحيفة “غلوب أند مايل” الكندية إنه منع من التقدم من قبل عناصر أمن، وتابع موضحا “اقتربوا من سيارتي وهم يحملون دروعاً”. وأضاف “أخذ شرطي كاميراتي وقام بحذف الصور”.

وأكدت مراسلة صحيفة “ذي دايلي تلغراف” البريطانية صوفيا يان أنها اضطرت للسير 80 كيلومتراً لأربعة أيام خلال إعدادها لتقريرها لأن “أشخاصا مجهولين طلبوا عبر اللاسلكي من سائقي التاكسي” أن يوقفا الرحلة.

18