اختطاف صحافي عراقي تساءل عن مصير زميله المخطوف

بغداد - استنكرت منظمات وهيئات عراقية وعربية حادثة اختطاف الصحافي توفيق التميمي الذي يعمل في جريدة الصباح أثناء توجهه إلى مقر عمله صباح الاثنين في بغداد، في تكرار لحوادث اختطاف الصحافيين من قبل مسلحين مجهولين دون أي محاسبة أو تحقيق في هذه الحوادث رغم إعلان الحكومة عن ذلك.
وقال صحافيون في جريدة “الصباح” الحكومية، إن “مسلحين ملثمين اعترضوا السيارة التي كانت تقل مسؤول صفحة المحافظات في جريدة الصباح توفيق التميمي، بعد مغادرته منزله في حي أور”.
وأضاف الصحافيون “كان مع التميمي، الصحافي علي حمود الحسن إلا أن الخاطفين أمروا التميمي بالترجل من السيارة تحت تهديد السلاح واقتادوه إلى جهة مجهولة دون معرفة مصيره حتى الآن (الثلاثاء)”.
ودانت نقابة الصحافيين العراقيين، وشبكة الإعلام العراقي واتحاد الصحافيين العرب حادثة اختطاف التميمي. وطالبت الجهات المختصة باتخاذ موقف جاد وحاسم لإيقاف مسلسل قتل وتهديد واختطاف الصحافيين والإعلاميين الذين يؤدون واجبهم المهني والوطني والكف عن المضايقات والتهديدات التي تتعرض لها وسائل الإعلام التي تمارس عملها وفق ما تمليه وقائع الأحداث.
وقالت شبكة الإعلام العراقي إن مسؤول قسم صفحة المحافظات في جريدة الصباح تعرض إلى عملية خطف من أمام منزله، واعتبرته “عملاً غير مسؤول”.
وقبل يومين، نشر التميمي تغريدة على تويتر، تساءل فيها عن مصير مازن لطيف، الصحافي والناشر الذي يعمل معه في شبكة الإعلام الحكومية، والذي اختطف قبل 37 يوما ولم يعرف مصيره حتى الآن.
كما نشر تغريدات سابقة تدين الانتهاكات المتواصلة ضد المتظاهرين العراقيين في النجف وتقاعس الحكومة عن محاسبة الجناة.
ويتعرض العديد من الصحافيين والناشطين إلى عمليات اغتيال واختطاف في العراق منذ سنوات طويلة، لكن وتيرة هذه العمليات تزايدت بصورة ملحوظة منذ بدء الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة والنخبة السياسية الحاكمة مطلع أكتوبر من العام الماضي، واستمرت حتى الآن رغم الاعتداءات المتواصلة على المحتجين.ويوجه ناشطون في الحراك الشعبي أصابع الاتهام إلى فصائل وميليشيات شيعية نافذة مقربة من إيران بالوقوف وراء هذه الحوادث، وهو ما ينفيه قادتها.
وأطلقت مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون مؤخرا، حملة تحت شعار “من أجل أن لا تصبح أنت الضحية القادمة” للمطالبة بإطلاق سراح المختطفين ومعرفة مصيرهم.
ودعت مؤسسة المدى إلى وقفة احتجاجية في شارع المتنبي الجمعة القادم، للمطالبة بالكشف عن مصير الإعلامي والناشر والناشط المدني مازن لطيف وزميله الصحافي توفيق التميمي.
وأكد القائمون على الحملة أن الهدف منها الضغط على الحكومة والجهات الرسمية وتحميلها مسؤولية سلامته وعودته إلى عائلته.
وقد مرت 40 يوماً تقريبا على اختطاف الكاتب والناشط مازن لطيف، ضمن سلسلة من عمليات اغتيال الناشطين والصحافيين وخطف المشاركين أو الداعمين للاحتجاجات، في حملة لترويع المثقفين العراقيين والصحافيين والناشطين.
وقال أصدقاء الكاتب المختطف إن “الظهور الأخير لمازن لطيف كان في بغداد، في الأول من شهر فبراير الحالي، وكان قد اتصل بأصدقاء له، وقال لهم إنه داخل مقهى في ساحة الميدان وسط العاصمة، ثم اختفى، وهاتفه مغلق”.
وتسببت عمليات الخطف والاغتيال للصحافيين ومهاجمة المقرات الإعلامية بالعزوف عن التغطية الإخبارية للمظاهرات، فاعتمد الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي للقيام بأنقسهم بهذه المهمة.