اختبار حبوب "4 في 1" لعلاج ارتفاع ضغط الدم دون آثار جانبية

سيدني - أجرى علماء أستراليون الاختبارات السريرية لحبوب ابتكروها لعلاج ارتفاع ضغط الدم، تحتوي على جرعات صغيرة من أربعة أدوية، وكانت النتائج جيدة ودون آثار جانبية.
وتشير مجلة “ذي لانسيت” العلمية إلى أن علماء جامعة سيدني الأسترالية ابتكروا دواء مركبا لخفض مستوى ضغط الدم، يتكون من جرعات صغيرة من أربعة عقاقير معروفة تستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدم، واتضح من نتائج الاختبارات أن فاعلية الدواء المركب أعلى من فاعلية استخدام كل دواء بمفرده.
وكما هو معروف يسبب ارتفاع ضغط الدم نوبات قلبية وجلطات دماغية خاصة بين الذين أعمارهم فوق الـ50 عاما. ومع ذلك لا يقيس يوميا ضغط الدم إلا القلة القليلة منهم.
وتقول البروفيسورة كلارا تشو، رئيسة فريق البحث، من جامعة سيدني “بعد ارتفاع ضغط الدم بصورة حادة يضطر الأطباء إلى وصف دواءين بجرعات كبيرة، تؤثر في الكبد والكلى. وإذا لم ينخفض مستوى ضغط الدم يصف الأطباء أدوية أخرى. ونتيجة للأعراض الجانبية الناتجة عن تناول هذه الأدوية يقرر الكثيرون الامتناع عن تناولها، ويعيشون في خطر دائم للإصابة بنوبة قلبية أو جلطة دماغية.
وتضيف تشو “أردنا معرفة ما إذا كان الأشخاص الذين يعانون من الآثار الجانبية نتيجة العلاج سيستفيدون من دواء مركب من جرعات صغيرة جدا من الأدوية المستخدمة في العلاج”.
وقد اختبر الباحثون الحبوب المركبة على مجموعتين من الأشخاص البالغين. تناولت المجموعة الأولى الحبوب المركبة 4 في 1. وتناول أفراد المجموعة الثانية نوعا واحدا من الأدوية المستخدمة في تركيب الدواء الجديد.
ارتفاع ضغط الدم يسبب نوبات قلبية وجلطات دماغية خاصة بين الذين تفوق أعمارهم الـ50 عاما
وأظهرت النتائج أنه بعد مضي 12 أسبوعا انخفض ضغط الدم لدى 80 في المئة من أفراد المجموعة الأولى و لدى 60 في المئة من أفراد المجموعة الثانية. بالإضافة إلى هذا كان انخفاض ضغط الدم في المجموعة الأولى أكثر استقرارًا من المجموعة الثانية. ومع ذلك لم تتم ملاحظة أي اختلافات في الآثار الجانبية.
ووفقا للباحثين لا يكفي إنتاج دواء فعّال، بل يجب أن يكون في متناول الجميع من ناحية ثمنه. حينها فقط ستكون له فاعلية ملموسة في علاج المرضى من مختلف مناطق العالم.
وتقول تشو “عندما نحصل على مثل هذا العلاج الفعال علينا أن نبذل جهودا من أجل أن يصل إلى الذين سيحصلون منه على فائدة أكبر”.
وارتفع عدد المصابين بارتفاع ضغط الدم بين البالغين خلال الأعوام الـ30 الماضية من 650 مليون مصاب إلى 1.28 مليار مصاب، وذلك بحسب تحليل عالمي شامل لاتجاهات انتشار ارتفاع ضغط الدم، قادته “إمبيريال كوليدج لندن” ومنظمة الصحة العالمية.
وبحسب التحليل، ما يقرب من نصف هؤلاء الأشخاص لم يعرفوا أنهم مصابون بارتفاع ضغط الدم. ويزيد ارتفاع ضغط الدم بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والدماغ والكلى، وهو أحد الأسباب الرئيسية للوفاة والمرض في جميع أنحاء العالم. ويمكن اكتشافه بسهولة من خلال قياس ضغط الدم، في المنزل أو في مركز صحي، وغالبا ما يمكن علاجه بشكل فعال باستخدام الأدوية منخفضة التكلفة.
يقول البروفيسور ماجد عزاتي، من كبار معدي الدراسة، “بعد ما يقرب من نصف قرن من بدء علاج ارتفاع ضغط الدم، والذي يسهل تشخيصه وعلاجه بالأدوية منخفضة التكلفة، من أوجه فَشَل الصحة العامة أن الكثير من الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم في العالم لا يتلقون العلاج الذي يحتاجون إليه”.
وبحسب التحليل انخفض معدل ارتفاع ضغط الدم في البلدان الغنية -التي عادة ما يكون لديها بعض أدنى المعدلات- لكنه زاد في العديد من البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. وفي عام 2019 كان أكثر من مليار شخص ممن عانوا من ارتفاع ضغط الدم (82 في المئة من جميع الأشخاص الذين عانوا من ارتفاع ضغط الدم) يعيشون في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
وكشفت الدراسة عن فجوات كبيرة في التشخيص والعلاج: حوالي 580 مليون شخص من المصابين بارتفاع ضغط الدم (41 في المئة نساء و51 في المئة رجالا) لا يعرفون أنهم مصابون لأنه لم يتم تشخيصهم على الإطلاق.