احتفاء عربي بدموع أنس جابر وكلماتها الداعية إلى السلام

ناشطون اختصروا التعليق على فيديو أنس جابر الذي جاب الشبكات الاجتماعية بعبارة "أن تكون إنساناً".
السبت 2023/11/04
أنس جابر كانت استثناء

تونس - أثارت دموع لاعبة التنس التونسية أُنس جابر تأثرا بقتل أطفال غزة تعاطفا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي إثر فوزها الأول في البطولة الختامية لموسم تنس السيدات في كانكون بالمكسيك ورفضها الاحتفال بالفوز.

وانتشر مقطع فيديو كالنار في الهشيم على الشبكات الاجتماعية، حين أعلنت أنس التبرع بجزء من جائزتها لمساعدة الفلسطينيين، وقالت “إنها ليست رسالة سياسية، بل رسالة إنسانية، أريد السلام في هذا العالم، هذا كل شيء”.

ورفضت أُنس (29 عاماً) الاحتفال بفوزها على حساب التشيكية ماركيتا فوندروسوفا، وأضافت في لقاء أجري معها عقب فوزها “أنا سعيدة جداً بالفوز، لكنني لم أكن سعيدة في الأيام الأخيرة”، ثم غلبها البكاء وسط تشجيع من الجمهور، وقالت “الوضع في العالم لا يجعلني سعيدة، من الصعب جداً رؤية الأطفال والرضع يموتون كل يوم”.

وتابعت “لا يمكنني أن أكون سعيدة بهذا الفوز بالتزامن مع ما يحدث، أنا آسفة يا رفاق، من المفترض أن يكون الأمر متعلقاً بكرة المضرب، لكن من المحبط للغاية مشاهدة مقاطع الفيديو كل يوم”.

وتفاعل ناشطون وإعلاميون عرب مع موقف أنس، ومن بينهم الإعلامي المصري عمرو أديب الذي شارك الفيديو وعلق عليه:

Amradib@

Thumbnail

فيه ناس كلمتها بميت مليون كلمة في الوقت المناسب والمكان المناسب والموقف المناسب. أنس جابر بنت تونس قمه الإنسانية والرقي. شكرا لك. الرياضي العظيم إنسان عظيم. لا يهمها الثمن، لا تهمها العواقب المهم المبدأ، الصفات الثابتة في الظروف المتغيرة.

وأجمع ناشطون على تأثير الكلمة والصدى الذي تصل إليه المواقف الإنسانية للأشخاص المؤثرين، وجاء في تعليق:

khaled_salman14@

أمس الأول في لقائها مع المذيع البريطاني بعد فوزها، بكت لاعبة التنس الدولية التونسية أنس جابر، كما لم يبكِ أحد، وكتبت بدموعها رسالة كما وصفتها بأنها ليست سياسية بل إنسانية على الرضع والأطفال الفلسطينيين القتلى في غزة. صدى دموع أنس جابر جاب العالم كله وكان تأثيره في الرأي العام وفي قضية نصرة فلسطين، أقوى من صواريخ الحوثي.

Thumbnail

وكتب آخر:

Chaouali1970@

أنس جابر كالعادة، تكون الاستثناء.. ترفض الاحتفال بعد فوزها بالمباراة، تبكي ضحايا أهلنا في غزّة من الرّضع والأطفال والنساء، وتتبرّع بجزء من جائزتها المالية إلى أهلنا في فلسطين.

ووجه مستخدمو مواقع التواصل التحية لموقف اللاعبة التونسية العالمية، ووصفه البعض بالتاريخي، وعنون آخرون الفيديو بعبارة “أن تكون إنساناً” للتركيز على الجانب الإنساني الذي عبّرت عنه اللاعبة المصنفة السابعة على العالم.

وعلق مدون:

abd_al3li@

برافو #أنس_جابر موقف مشرف وكلمة حق عجز عن قولها الرجال!

فنطقت بها أمام كل العالم دون خوف فعلا امرأة بألف رجل.. النصر لغزة الحبيبة ولأطفالها الأبرياء.

Thumbnail

وكتب معلق:

Samir Elwafi

كل بطولات أنس جابر كانت تتويجا لموهبتها الرياضية.. ولعملها الكبير تدريبا وانضباطا وجدية طيلة عمرها.. وهي بطولات رياضية بدنية وذهنية.

لكن هناك بطولات أخرى تفوز بها مواقفنا.. قيمنا.. مبادئنا.. ونادرا ما تأتينا الفرصة لنفوز بها.. والفوز بها يرفعك من مرتبة بطل إلى مقام أسطورة.. لأنك قلت كلمة حق.. لأنك أنصفت مظلوما بموقف.. لأنك رفضت الوقوف في رفاهة الحياد بين الحق والباطل!

هناك رياضيون كبار ولامعون نسيهم الناس بعد اعتزالهم.. انطفأت نجوميتهم بعد انصرافهم.. لكن هناك آخرون تجاوزوا العمر الرياضي القصير إلى خلود الأسطورة.. مارادونا كان لاعبا كبيرا تحول إلى بطل.. لكنه لم يصبح أسطورة إلا حين أصبح رجل مواقف.

وعندما كان أكبر نجوم كرة القدم يخافون التمرد على أوامر السياسة.. كان مارادونا يدخل الملعب وفي ذراعه وشم لتشي غيفارا.. وكان أصدقاؤه من طينة فيدال كاسترو وشافيز وأمثالهما.. ولم يكن يكتم كلمة الحق في موعدها.. حتى أنه خلال زيارته للبابا في إيطاليا قال “ذهبت إلى الفاتيكان فوجدت سقف الكنيسة مطليا بالذهب.. والبابا يخطب فينا عن دعم الفقراء.. تبا للجحيم.. بيعوا السقف!”.

لم يكن مارادونا شيطانا أخرس مثل غيره من نجوم الكرة.. ومنهم هذا البارد ميسي الذي تجاهل حتى قضايا بلده الأرجنتين بلد مارادونا وغيفارا.. ولم يبال بدماء أطفال غزة.. ونجح في أن يكون لاعبا عالميا عظيما وكبيرا.. لكن بطولاته لم تتجاوز الملاعب.. وفشل في أن يكون أسطورة كما كان وظل دييغو أرماندو مارادونا صاحب الجنازتين.. واحدة في بوينس آيرس والأخرى في شوارع نابولي.. المدينة التي كان أعظم من ركض في ملاعبها الخضراء إلى يوم يبعثون.. مارادونا كان عظيما بقدميه وأسطورة بمواقفه!

وتفوقت أُنس على التشيكية فوندوروسوفا بشوطين دون مقابل بنتيجة 6 – 4 و6 – 3، وتحتل المركز الثالث في ترتيب المجموعة الثانية برصيد نقطة واحدة من فوز وهزيمة.

وتحتاج إلى الفوز على البولندية إيغا شفيونتيك المصنّفة ثانية عالمياً في المباراة الأخيرة من دور المجموعات من أجل الاحتفاظ بآمالها للتأهل إلى الدور نصف النهائي في المكسيك.

وسبق لأنس أن عبرت عن دعم الفلسطينيين في 11 أكتوبر الماضي، حيث نشرت عبر حسابها على إنستغرام تدوينة قالت فيها “العنف لن يؤدي أبداً إلى السلام”، مطالبة بوقف العنف، بعد تعرّض قطاع غزة لقصف من قبل الجيش الإسرائيلي.

وأضافت أن “ما يعيشه الفلسطينيون منذ 75 سنة لا يوصف، ما يعيشه المواطنون الأبرياء لا يوصف، مهما كانت ديانتهم ومهما كانت أصولهم.. العنف لن يؤدي أبداً إلى السلام”.

وتعرّضت أنس لهجوم حاد من قِبل اتحاد التنس الإسرائيلي الذي طالب الاتحاد الدولي للتنس ورابطة المحترفات بمعاقبة البطلة التونسية على خلفية مساندتها للشعب الفلسطيني، متهماً إياها بـ”التحريض ودعم منظمة إرهابية قاتلة ونازية”.

وأمام الهجوم دخلت وزارة الشباب والرياضة التونسية على الخط من خلال بيان عبّرت فيه عن مساندتها المطلقة للبطلة التونسية، وشدّدت الوزارة على دعمها التام ومساندتها اللامشروطة لكل الرياضيين التونسيين الذين ساندوا القضية.

5