احتفاء إلكتروني بتحويل معركة #ذي_قار إلى فيلم.. إسقاطات الماضي على الحاضر

مجموعة إم.بي.سي السعودية تستثمر 140 مليون دولار لتحويل معركة ذي قار إلى فيلم عالمي، وهو ما قابله مستخدمو تويتر بالترحيب فيما استقبله الإعلام الممول من إيران بالانتقاد والسخرية.
الرياض- تصدر هاشتاغ #ذي_قار الترند السعودي على تويتر مع الإعلان عن بدء تصوير فيلم عالمي عن معركة ذي قار الشهيرة من إنتاج مجموعة إم.بي.سي السعودية.
واحتفى المغردون السعوديون بالخبر، مؤكدين أن تلك المعركة الشهيرة سطرت بطولة أبناء القبائل العربية قبل 1400 عام في هزيمة جيش الفرس العظيم بقيادة كسرى وطردهم من الجزيرة العربية. واتخذت التعليقات منحى سياسيا حمل إسقاطات الماضي على الحاضر.
وأعلنت مجموعة إم.بي.سي أنها تعمل ممثلة في أستوديو الإنتاج الخاص بها، بالتعاون مع شركتي الإنتاج العالميتين “JB Pictures” و”AGC StudiosK”، على تصوير فيلم يجسد معركة “ذي قار” الشهيرة، وذلك تحت اسم “محارب الصحراء”.
وتعد معركة ذي قار من أبرز ملاحم القرن السابع الميلادي، عندما كانت شبه الجزيرة العربية آنذاك تضم قبائل متفرقة تعيش صراعا دائما في ما بينها، في حين تحيط بها إمبراطوريات ضخمة تتعاقب على ممارسة النفوذ عليها.
وتبرز أهمية المعركة في الخصم الذي فاق العرب سلطة وعددا، ولكونها إحدى المرات القلائل التي اتحدت فيها القبائل المتناثرة، مما جعل المؤرخين يعدونها ملحمة من ملاحم تاريخ المنطقة، وهو ما يسعى مجموعة من المنتجين لتحويله لفيلم سينمائي يتم تصويره الآن في السعودية.
وأكدت تقارير إعلامية أن تحالف المنتجين الثلاثي خصص مبلغ 140 مليون دولار لتقديم العمل. ويعد العمل الأضخم من حيث الإنتاج والموازنة في السعودية.
ويضم العمل الذي يتم تصويره الآن في مدينتي نيوم وتبوك شمال السعودية نخبة من الممثلين العالميين والعرب، في مقدمتهم أنتوني ماكي الذي لعب بطولة فيلم “كابتن أميركا” الشهير، وأيضا الفنان السوري غسان مسعود الذي سيلعب دور الملك النعمان بن المنذر، وابنته هند التي سيتم تجسيدها من قبل الممثلة البريطانية – السعودية عائشة هارت، والممثل البريطاني بن كينجسلي في دور الشاه الساساني كسرى.
ويحمل العمل توقيع المخرج البريطاني روبرت ويات، صاحب أعمال “المقامر” و”نهوض كوكب القردة” و”دولة أسيرة”.
وقالت عائشة هارت إن “مواهب عربية وغير عربية اجتمعت معا في مزيج استثنائي لإنتاج فيلم لا يُنسى، وإبراز الثقافة الغنية للسعودية. بدأت صحارى في التحول إلى مسرح وطني مع شركات عالمية ودور سينما محلية”. وأضافت أن “الفيلم سيمنح الجمهور مقعدا بجانب الحلبة في واحدة من أكثر المعارك إثارة وتأثيرا في التاريخ. حركة مذهلة وشجاعة كبيرة”.
من جانبها، قالت زينب أبوالسمح المدير العام لأستوديوهات أم.بي.سي في السعودية “نحن فخورون بهذا العمل الذي شهد تعاونا مع أكبر الأسماء العالمية، سواء في الإنتاج أو الإخراج أو الكتابة أو التمثيل”.
وأضافت “يجسد هذا الفيلم استراتيجية أستوديوهات أم.بي.سي وتوجهها نحو إنتاج محتوى محلي رائد، يروي قصص المنطقة ويحمل مواصفات عالمية ويستهدف المشاهدين في كل مكان حول العالم”.
وأكدت أبوالسمح على القيمة المضافة للطاقم التمثيلي الذي يضم نخبة من الأسماء العالمية والعربية، معتبرة ذلك “حلما تحقق في تجربة سينمائية ملحمية، هدفها إلقاء الضوء على الثروة الثقافية والتراثية لمنطقتنا، بالإضافة إلى رفع مكانة السعودية على خارطة الإنتاج السينمائي الرائد في العالم”.
وأكد حساب على تويتر:
وأضاف:
Columbuos@
معركة ذي قار أخرجت صرخة الرُعب أو صيحة الموت (الدحّة): تقدم الفُرس لمضارب بكر بن وائل شمال الجزيرة العربية وكان سلاح الفرس الفتاك الفيلة، فابتكر بنو وائل صوت (زئير الأسود وهدير الجمال) لتحفيز مقاتليهم وإرعاب عدوهم، كون الفيلة تخاف وتجفل من الصوت. وأصبحت في ما بعد موروثا شعبيا.
وكتب مغرد:
وقال إعلامي:
EmadAlmudaifer@
إنتاج #سعودي بـ140 مليون دولار فيلم يؤرخ لمعركة #ذي_قار، كما يؤرخ لـ#الدحة.. حين تداعى #العرب من أبناء #الجزيرة_العربية، ومرغوا أنوف الفُرس بالتراب.. بعد أن حاولوا الاعتداء على #العرب.
وذهب البعض إلى ضرورة تصحيح التاريخ وقال مغرد:
وهاجم الإعلام الممول من إيران الفيلم. وقالت صحيفة الأخبار اللبنانية المعروفة بهجومها الدائم على السعودية إن “الفيلم استمرار للتحريض الإعلامي على الجمهورية الإسلامية (إيران) بلغة طائفيّة مقيتة، كون العداء الفارسي للعرب قديما يأبى أن يموت، حتى بعدما دخل الإسلام ديار فارس قبل 14 قرنا”. وأضاف مقال في الصحيفة “بحسب رأي كتاتيب البلاط، لا يستقيم ذلك إلّا باتّباع النهج الجديد لمشايخ مدن النفط المستحدثة، العاملين على جمع العرب لمواجهة ‘المدّ الفارسي الغاشم’. لكن لحسن حظنا جميعا، إنّ ‘شجاعة الشجعان’ هذه، سنراها فقط عبر شاشة السينما”!
وكانت زينب أبوالسمح قالت إن لدى المؤسسة ما يقرب من 20 مشروعا تلفزيونيا وسينمائيا في مراحل مختلفة تتطلع إلى الضوء الأخضر لإنتاج البعض منها على الأقل في غضون الـ18 شهرا القادمة. وأضافت أنه “في ما يتعلق بالمحتوى، إم.بي.سي بشكل عام ترفع سقف التوقعات حول المنطقة”، وتابعت “وعندما يتعلق الأمر بالسعودية، التي هي في المراحل الأولى من بناء صناعتها، فالأمر كله يتعلق بأن تكون داعما، وأن تكون استباقيا وتتحمل المخاطر”.
وأشارت أبوالسمح إلى أن “الموهبة موجودة، وكذلك الدافع للتغيير.. عليك فقط أن يكون لديك نظام الدعم لتعزيزها وجعلها تزدهر”.
وتعمل مجموعة إم.بي.سي البارزة في العالم العربي والتي تعد حجر الزاوية في القوة الناعمة السعودية، على زيادة الإنتاج السينمائي والتلفزيوني حيث من المقرر أن تنضم مجموعة كبيرة من المشاريع الكبيرة قيد الإعداد حاليا.
وتعد إم.بي.سي في طليعة الازدهار الحالي في صناعة الإعلام السعودية، والتي تسارعت من خلال النمو في عدد المشتركين في منصة شاهد.
وتستعد أستوديوهات إم.بي.سي لإنتاج فيلم عن سفينة نوح بعنوان “فلك” خلال العام القادم، بميزانية تفوق الـ100 مليون دولار. ويخطط لتصوير الفيلم في نيوم، المدينة السعودية المستقبلية قيد الإنشاء على حافة البحر الأحمر.
وتتضمن القصة ما يُعتقد أنه بقايا سفينة نوح التي ظهرت فجأة على شواطئ نيوم بسبب التغير المناخي. وقالت أبوالسمح “لديك هذه المدينة المستقبلية، ومن ثم العثور على هذا الفلك القديم هناك. لذا فإن هذين العالمين يجتمعان فجأة، وكذلك القصص التي نتعلمها عنهما”. وأضافت أن “التناقض مثير جدا للاهتمام”.
وتستعد إم.بي.سي أيضا لإنتاج عمل بعنوان “أرامكو – صعود النفط” يروي “القصة الأصلية للأميركيين الأوائل الذين جاؤوا ليجدوا النفط، وصداقتهم مع البدو”. ويستعيد العمل أجواء عام 1933، حين أتى الأميركيون الأوائل للعثور على النفط في الصحراء السعودية، وتم توقيع اتفاقية امتياز بين السعودية وشركة “ستاندرد أويل أوف” كاليفورنيا.
وقالت أبوالسمح عن العمل “هذه قصص حقيقية تروي كيف ترك الأميركيون عائلاتهم، وشكلوا عائلات جديدة داخل المخيمات، وكان ذلك بداية لكل هذا التحول الذي نراه الآن”. ويجري تطوير “أرامكو” كسلسلة من ثمانية أجزاء متعددة المواسم باللغتين الإنجليزية والعربية. وتجري المحادثات مع كاتب كبير، لم يكشف عن هويته، للمشاركة في كتابة السلسلة باللغة الإنجليزية.
كما تستعد إم.بي.سي لإنتاج عمل يروي السيرة الذاتية للمحارب/ الشاعر الأسود في فترة ما قبل الإسلام عنترة بن شداد الذي يتم الاحتفال به في الذاكرة العربية الجماعية كشخصية أسطورية. ولا يزال شعر عنترة محبوبا على نطاق واسع حتى يومنا هذا. وقالت أبوالسمح “ما يجعل هذه الشخصية وثيقة الصلة بالحاضر هو أنها أيضا قصة رجل نصف أفريقي ونصف عربي وواجه الكثير من التمييز والعديد من التحديات”.
إم.بي.سي تعد في طليعة الازدهار الحالي في صناعة الإعلام السعودية، والتي تسارعت من خلال النمو في عدد المشتركين في منصة شاهد.
وخلال السنوات العشر الأخيرة أنتجت إم.بي.سي واستحوذت على نحو 46.000 ساعة من المحتوى الترفيهي العربي، بقيمة إجمالية تُقدَّر بنحو 1.3 مليار دولار أميركي، وهو ما يتضمن 26.000 ساعة من الإعلام والترفيه وغيره من أنماط المحتوى، و20.000 ساعة من المسلسلات التلفزيونية التي يفوق عددها الـ600 مسلسل.
وقال جاكوب ميجلهد أندرسن رئيس المحتوى في “شاهد” إن الاختلاف الذي يطرأ يوميا على كيفية استخدامنا للمحتوى الإعلامي كمشاهدين يقابله ازدياد في الطلب على المحتوى المرتبط تحديدا بقصص المنطقة، ويستطرد قائلا “تشهد المجتمعات في العموم تطورا مستمرا. من هنا، نجد أن المشاهد العربي بات اليوم توّاقا لمتابعة تشكيلة واسعة من الإنتاجات النوعية الناطقة باللغة العربية، وأعني بذلك الإنتاجات التي تحمل أبعادا وعناوين ورسائل ترتبط بواقع المنطقة وحاضرها وحضارتها وتاريخها وكذلك مستقبلها.. تلك القصص الاجتماعية والثقافية الفريدة بنوعيتها وأنماطها الدرامية، والتي لم يَسبق لها أن رُوِيَت أو عُرضت على الشاشات”.
وختم أندرسن “نحن الروّاد في تقديم هذا النمط من الإنتاجات الأصلية النوعية التي تتمتع بمستوى عال فنيا ودراميا، ناهيك عن قدرتها على الولوج إلى عقول وقلوب الجمهور العربي في مختلف البلدان والمناطق”.