احتجاجات في النجف ضد مسؤولين متهمين بالفساد تحرج التيار الصدري
بغداد- تشكل الاحتجاجات التي تشهدها محافظة النجف منذ أيام ضد مسؤولين محليين وفي مقدمتهم المحافظ لؤي الياسري إحراجا كبيرا للتيار الصدري.
وتشهد المحافظة الواقعة وسط العراق تحركات احتجاجية تطالب بإقالة الياسري وعدد من المسؤولين المحسوبين على التيار الصدري والذين تلاحقهم تهم بالفساد وتلقي رشاوى وعمولات على صفقات.
وأطل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الأربعاء من مقر بلدية النجف متوعدا بإقالة المحافظ، ومنتقدا في الآن ذاته المحتجين الذين وصف تحركاتهم بالشغب.
وقال الصدر “سنعمل على إقالة محافظ النجف بالطرق القانونية والدبلوماسية”، داعياً إلى إيقاف “الشغب وحرق الإطارات”. كما حث الصدر على التعاون معه في “تقديم ملفات الفساد”، ووصف من “يدعي الانتماء إلى آل الصدر” في دائرة بلدية النجف بـ”الفاسد”.
الصدر يرفع منذ الحملة الانتخابية شعار محاربة الفساد كأولوية، لكن مراقبين يشككون في وعوده
وقبل أيام حذر الصدر المفسدين بالكشف عن أسمائهم، وسحب يده والتبرّؤ من المتورطين الذين ينتمون إلى التيار الصدري.
وتحولت بلدية النجف إلى إحدى بؤر الفساد، وسط اتهامات لمسؤولين فيها بهدر المال العام عبر تغيير صبغة عقارات وأراض، وابتزاز مستثمرين ما دفع العديد منهم إلى التراجع عن مشاريع كانوا بصدد إنجازها أو بدأوا بتنفيذها.
ويعاني العراق منذ سنوات من تفشي خطير في مظاهر الفساد، في غياب المحاسبة جراء تورط مسؤولين نافذين في الأحزاب المهيمنة على السلطة بها.
ويرى مراقبون أن تهديدات الصدر بالعمل على إقالة المحافظ هي محاولة منه للنأي بتياره عن الفساد الذي ينخر المحافظة، والذي لم يعد وفق نشطاء من المقبول السكوت عنه.
ويرفع الصدر منذ الحملة الانتخابية شعار محاربة الفساد كأولوية، لكن مراقبين يشككون في وعوده، حيث كان لسنوات جزءا من المنظومة المتسترة على هذه الظاهرة دون أن يحرك ساكنا.
وإلى جانب المظاهرات التي تعيش على وقعها النجف، شهدت مدينة الناصرية من محافظة ذي قار جنوب البلاد هي الأخرى احتجاجات تخللتها مواجهات عنيفة الأربعاء بين المتظاهرين والأجهزة الأمنية ما أدى إلى سقوط ثلاثة جرحى.
ودفع تفجر الوضع في الناصرية رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى تشكيل لجنة للتحقيق. وذكرت خلية الإعلام الأمني في قيادة العمليات المشتركة العراقية في بيان صحافي أن الكاظمي تابع باهتمام كبير حادثة إصابة ثلاثة من المتظاهرين في مركز مدينة الناصرية، موجها باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ومحاسبة من تسبب في هذا الحادث.
ووجه الكاظمي بفتح تحقيق عاجل من قبل القوات الأمنية، والعمل على معالجة المصابين فوراً وعدم استخدام القوة أو إطلاق النار على المتظاهربن المطالبين بحقوقهم المشروعة.
ويطالب المتظاهرون في الناصرية بإطلاق سراح نشطاء وتوفير فرص عمل لخريجي الجامعات.
