احتجاجات في السودان على ارتفاع الأسعار

الخرطوم – خرج محتجون سودانيون إلى شوارع العاصمة الخرطوم ومدن أخرى في أنحاء البلاد الخميس، وسط تنامي الغضب من الانقلاب العسكري الذي وقع في أكتوبر، والارتفاع الحاد في أسعار الكهرباء والوقود والخبز منذ ذلك الحين.
وتم تعليق مليارات الدولارات من المساعدات الأجنبية من الدول الغربية ومؤسسات تمويل دولية، بعد الانقلاب الذي وقع في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي. ولم يعين القادة العسكريون بعدُ رئيسا للوزراء للتعامل مع أزمات البلاد.
وقال مسؤول في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن ما يقرب من نصف سكان السودان يعانون من جوع شديد، وهو ضعف تقدير العام الماضي. وتشهد بعض أسعار الأغذية والسلع الأخرى الحيوية في بعض الأحيان ارتفاعا على مدار اليوم الواحد.
ويشهد السودان ارتفاعا غير مسبوق في أسعار الخبز والوقود، عقب إجراءات اتخذتها الحكومة في السابع من مارس الجاري بتحرير كامل لسعر صرف الجنيه مقابل الدولار، حيث وصل سعر الجنيه في البنوك إلى 600 جنيه مقابل الدولار، مقابل 445 جنيه قبيل هذه الإجراءات.
وقالت الأمم المتحدة مؤخرا إن أسعار المواد الغذائية في السودان تضاعفت ثلاث مرات خلال سنة، بينما ارتفعت تكلفة الخدمات الصحية بنسبة 90 في المئة، لترسم بذلك صورة قاتمة للأوضاع في البلاد.
وبلغ التضخم وفقا للمكتب المركزي للإحصاء السوداني، 170 في المئة في أغسطس الماضي.
وتصل كفلة استيراد الدقيق والمحروقات والدواء إلى نحو مليار ومئتي مليون دولار شهريا، وهي فاتورة ضخمة على بلد أنهكته الحروب والعقوبات الدولية.
ويرى الخبير الاقتصادي محمد الناير أن “وقف هذا التدهور يحتاج إلى عمليات جراحية عميقة في جسد الاقتصاد السوداني، تبدأ بصياغة مشروع اقتصادي وطني ينزع إلى الاستفادة من إمكانيات وثروات البلاد، وتنتهي بإدارة راشدة ووطنية لموارد البلاد المادية والبشرية”.
ويضيف أن “رفع الدعم أحد هذه الإجراءات باعتباره تشوها في أي اقتصاد، ولكن نعتقد أنه يجب عمل جملة من الإصلاحات، تبدأ بإعادة هيكلة الدعم حتى يذهب لمستحقيه، مثل الإصلاح المؤسسي للدولة والإصلاح الضريبي واستقرار سعر الصرف، وذلك بخلق علاقات اقتصادية متوازنة تحقق مصالح للسودان”.
وتابع “على الدولة أن تعتمد على قدرات السودان الطبيعية مثل البترول والذهب والماشية والمحاصيل الزراعية، الدولة لم تعمل في هذا المجال وأضاعت وقتا ثمينا في الاعتماد على المجتمع الدولي ومؤتمرات المانحين وانتظار المساعدات، ولم تحصد شيئا حتى الآن”.