احتجاجات شعبية بعد فاجعة السلط تضاعف الضغوط على حكومة الخصاونة

الأردنيون يكسرون الحظر الليلي احتجاجا على موت تسعة مرضى بكورونا إثر نفاد الأوكسجين من مستشفى السلط.
الاثنين 2021/03/15
الحادثة فاقمت غضب الأردنيين من آداء الحكومة

عمان – اندلعت احتجاجات ليلية في عدة مدن وبلدات أردنية ضد قيود الحكومة لمكافحة فايروس كورونا، بعد يوم على حادثة مستشفى السلط الحكومي التي كان ضحيتها تسعة مرضى بالفايروس إثر نفاد الأوكسجين.

واحتشد المئات من الناس في الشوارع متحدين حظر التجول ليلا بمدينة إربد بشمال البلاد، وفي عدة مدن أخرى ومنها السلط وأحد أحياء العاصمة عمان، وتجمع محتجون أيضا في مدينة الكرك الجنوبية وفي مدينة العقبة الساحلية.

وتفجرت موجة الغضب إثر فضيحة المستشفى وكذلك بسبب تشديد قيود مكافحة الوباء، التي شملت تمديد حظر التجول الليلي لكبح زيادة كبيرة في إصابات كوفيد - 19، تعود أساسا إلى التفشي السريع للسلالة البريطانية من كوفيد - 19.

وتزيد الاحتجاجات حدة الضغوط على حكومة بشر الخصاونة التي تواجه منذ فترة دعوات مطالبة باستقالتها، بعد فشلها في السيطرة على الجائحة وتضرر اقتصاد البلاد مع ارتفاع نسب البطالة وإجراءات الإغلاق المشددة منذ فترة، والتي يرفضها الأردنيون.

ومنذ تسلمه مهامه كرئيس للوزراء يواجه الخصاونة انتقادات من العديد من الأطراف، في غياب الاستقرار حكومي، وتزايدت حملة الانتقادات عقب التعديل الوزاري الذي أقره الأسبوع الماضي، والذي خلف ردود فعل كثيرة، لاسيما في علاقة بدمج بعض الوزارات وفصل أخرى، حيث رأى كثيرون أن هذه الخطوة ارتجالية وغاب عنها التخطيط.

وشهد الاقتصاد العام الماضي أسوأ انكماش في عقود، كما ارتفع معدل البطالة في الأردن إلى معدل قياسي بلغ 24 في المئة وازدادت أيضا نسبة الفقر.

ودعا المتظاهرون، الذين ألقوا باللوم على الحكومة في تدهور الأوضاع الاقتصادية، إلى إلغاء قوانين الطوارئ التي سُنت في بداية الوباء العام الماضي، واستخدمت للحد من الحريات المدنية والسياسية.

ويشهد الأردن منذ أسابيع ارتفاعا في عدد الإصابات اليومية بفايروس كورونا، في خطوة اضطرت معها حكومة الخصاونة إلى تشديد القيود على التجمعات.

وبدأت الحكومة السبت تمديد ساعات الحظر الجزئي الليلي، الذي تفرضه منذ مارس 2020، حيث أصبح من الساعة السابعة مساء للأفراد، والسادسة للمنشآت، ويستمر حتى السادسة من صباح اليوم التالي.

وإثر حادثة المستشفى أمر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بإقالة وزير الصحة نذير عبيدات وعدد من المسؤولين، وجرى تكليف وزير الداخلية مازن الفراية بإدارة الوزارة إلى حين تعيين وزير جديد، في خطوة تعكس حجم غضب العاهل الأردني من أداء الحكومة، ورئيس وزرائها.

وزار الملك عبدالله المستشفى الواقع بمدينة السلط في خطوة قال مسؤولون إنها تهدف إلى نزع فتيل التوتر. وأثار الغضب من السلطات والقرارات الحكومية في الماضي اضطرابات مدنية في الأردن.

واحتجزت السلطات مدير المستشفى ومساعديه مساء السبت، وقال مسؤولون إن هناك ثلاث وفيات أخرى قد تكون مرتبطة بانقطاع الأكسجين.

وأدت الحادثة إلى وفاة 9 مرضى مصابين بفايروس كورونا، منهم 6 مرضى توفوا مباشرة خلال فترة نفاد مخزون الأكسجين، و3 أشخاص آخرين توفوا لاحقا بعد وصول الأكسجين إلى المستشفى.

وأعادت هذه الحادثة إلى ذاكرة الأردنيين فاجعة سيول البحر الميت التي راح ضحيتها 21 شخصا أواخر 2018، تبنى فيها للمرة الأولى رئيس حكومة مسؤولية حكومته المباشرة، حيث أعلن رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، مسؤولية الحكومة كاملة عن الحادثة.