اجتماع عربي في الرياض لمناقشة مستقبل غزة ما بعد الحرب

واشنطن – كشف موقع "أكسيوس" الأميركي، اليوم الاثنين، عن اجتماع سري لكبار مسؤولي الأمن القومي من المملكة العربية السعودية والأردن ومصر والسلطة الفلسطينية، عُقد قبل عشرة أيام في الرياض، لتنسيق الخطط لليوم التالي للحرب في غزة ومناقشة سبل إشراك السلطة الفلسطينية بعد إعادة تنشيطها في حكم القطاع.
وأوضح الموقع أن هذا الاجتماع يعد علامة أخرى على زيادة التنسيق بين المملكة العربية السعودية والسلطة الفلسطينية في الأشهر الأخيرة، خاصة منذ بدء الحرب في غزة.
وتناقش السلطة الفلسطينية وحلفاؤها العرب بشكل متزايد خطط اليوم التالي لانتهاء الصراع، لكن الحكومة الإسرائيلية لم تذكر سوى القليل عن تصورها لحكم غزة إذا حققت هدفها المتمثل في هزيمة حماس.
ويعارض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تلعب السلطة الفلسطينية دورا في غزة لكنه لم يقدم بديلا. وحذر رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي من أن المكاسب العسكرية في غزة قد تذهب سدى دون خطة دبلوماسية إسرائيلية لليوم التالي.
ونقل الموقع عن ثلاثة مصادر مطلعة –دون أن يسميها- أن الاجتماع ضم مستشار الأمن القومي السعودي مساعد بن محمد العيبان ورئيس جهاز المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، ورئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، ورئيس جهاز المخابرات الأردنية أحمد حسني.
وقال مصدران إن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين أطلعوا على الاجتماع ومحتوياته من قبل بعض المشاركين.
وبحسب المصادر فإن رؤساء الأجهزة الأمنية السعودية والمصرية والأردنية أبلغوا فرج بأن السلطة الفلسطينية بحاجة إلى إجراء إصلاحات جدية تمكنها من تنشيط قيادتها السياسية.
وكان أحد مطالبهم هو أنه إذا تم تشكيل حكومة فلسطينية جديدة، فإن رئيس الوزراء الجديد سيحصل على بعض السلطات التي كانت مركزية في السنوات الأخيرة في عهد الرئيس الفلسطيني عباس.
وقال أحد المصادر إن السعوديين والمصريين والأردنيين أكدوا أن الإصلاحات ضرورية حتى تتمكن السلطة الفلسطينية من استعادة السيطرة على غزة بعد فترة انتقالية بعد الحرب.
ولفت الموقع إلى أن مستشار الأمن القومي السعودي قال خلال اللقاء إن المملكة لا تزال مهتمة بالمضي قدما في التطبيع مع إسرائيل مقابل خطوات عملية وغير قابلة للنقض من جانب إسرائيل من شأنها أن تمهد الطريق نحو إقامة دولة فلسطينية.
وامتنعت سفارتا السعودية والأردن في واشنطن عن التعليق. ولم يستجب المسؤولون الفلسطينيون والمصريون لطلبات التعليق.
وتُطرح مبادرات عدة بشأن إنهاء الحرب على قطاع غزة وشكل الحكم الذي سيسود القطاع، وكانت آخرها مبادرة بريطانية كشفت عنها صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.
وتدعو المبادرة، التي ناقشها وزير الخارجية ديفيد كاميرون مع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين خلال جولة في الشرق الأوسط هذا الأسبوع، إلى وقف فوري للأعمال العدائية، بما يضمن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة والتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار.
ويقترح كاميرون وضع "أفق سياسي" واضح لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، وتشكيل حكومة فلسطينية تكنوقراطية لإدارة الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة بعد الحرب، على أن تقوم حماس بـ إطلاق سراح جميع الرهائن والالتزام بوقف الهجمات ضد إسرائيل تحت ضمانات دول المنطقة.
ويتضمن الاقتراح أن يغادر كبار قادة حماس غزة، بما في ذلك يحيى السنوار، من القطاع إلى دولة أخرى.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، في المنتدى الاقتصادي العالمي، إن استراتيجية إدارة بايدن لغزة ما بعد الحرب تتمثل في ربط التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية بإنشاء مسار لإقامة دولة فلسطينية.
وتضغط إدارة بايدن على السلطة الفلسطينية لإجراء إصلاحات ويكون لها دور في قطاع غزة بينما تضغط على نتنياهو للموافقة على مناقشة خطة ما بعد الحرب في غزة وكيف يمكن أن تكون السلطة الفلسطينية جزءًا من حكومة مستقبلية هناك.