اجتماع عربي طارئ لتوحيد المواقف استعدادا لمتغيرات منتظرة خلال عهد بايدن

القاهرة - أعلنت جامعة الدول العربية عن عقد اجتماع وزاري طارئ في مقرها بالقاهرة يوم 8 فبراير المقبل بناء على طلب من مصر والأردن، وذلك على خلفية التطورات الحاصلة في المنطقة وبعد إعلان الإدارة الأميركية الجديدة عن الخطوط العريضة لسياساتها الخارجية في منطقة الشرق الأوسط.
وذكرت وكالة الأنباء المصرية الرسمية أنه "تقرر عقد اجتماع طارئ يوم 8 فبراير لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري برئاسة القاهرة، التي تتولى رئاسة الدورة الحالية للجامعة".
وأوضحت أن الاجتماع يهدف إلى "تعزيز التضامن العربي ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".
ونقلت الوكالة عن السفير حسام زكي الأمين العام المساعد للجامعة العربية قوله "الاجتماع يأتي بطلب من مصر والأردن، وسيكون حضوريا بمقر الأمانة العامة للجامعة".
وأوضح أن "الاجتماع يهدف إلى بلورة موقف عربي جامع تجاه التطورات التي تشهدها المنطقة، يعزز التضامن والعمل العربي المشترك ويعيد التأكيد على الثوابت المتعلقة بالقضية الفلسطينية".
وكانت إدارة بايدن أعلنت في وقت سابق عن التزامها بالأسس السابقة لعملية السلام التي تقوم على حل الدولتين، وعن استئناف الدعم للفلسطينيين الذي توقف خلال عهد الإدارة السابقة.
وأكد السفير الأميركي المؤقت لدى الأمم المتحدة ريتشارد ميلز الثلاثاء أن "إدارة جو بايدن ستعيد التعامل الموثوق به للولايات المتحدة مع الفلسطينيين والإسرائيليين".
وأضاف أن الرئيس بايدن يعتزم "إعادة برامج المساعدة الأميركية التي تدعم التنمية الاقتصادية والمساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، واتخاذ خطوات لإعادة فتح البعثات الدبلوماسية التي أغلقتها الإدارة السابقة" دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
وقبل 4 سنوات، توقفت الولايات المتحدة عن تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وأغلقت مكتب التمثيل الفلسطيني في واشنطن.
والثلاثاء، بحثت سوزانا تريستل، الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط، مع أمين الجامعة العربية أحمد أبوالغيط "السياسات الأوروبية حيال القضية الفلسطينية، وخطط التحرك في المستقبل"، وفق بيان للجامعة.
وعرضت تريستل المتواجدة حاليا بالقاهرة على وزير خارجية مصر سامح شكري الأربعاء، حسب البيان، "الرؤية الأوروبية لإحياء المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل"، وفق بيان للخارجية المصرية، دون أن يذكر تفاصيلها.
ومنذ أبريل 2014، تجمدت عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل جراء رفض الأخيرة وقف الاستيطان في الأراضي المحتلة، والقبول بحدود 1967 كأساس للتفاوض على إقامة دولة فلسطينية.
وتنفس الفلسطينيون الصعداء بعد فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة على منافسه دونالد ترامب، والذي اتسمت فترة ولايته (4 سنوات) بسياسات مساندة لإسرائيل على حسابهم.
وتأتي الدعوة إلى عقد اجتماع عربي طارئ في سياق اختراقات كبرى تحققت على صعيد ملف المصالحة الخليجية المصرية القطرية، حيث ترى القاهرة كما عمان أن الفرصة مواتية اليوم للتوصل إلى توافق أشمل حول العديد من القضايا، ومنها القضيتين السورية والليبية.
ويهدف الاجتماع أيضا إلى الخروج برؤية موحدة حيال كيفية التعاطي مع التحديات التي تفرضها إيران، لاسيما في ظل حديث واشنطن عن إمكانية العودة إلى الاتفاق النووي المبرم في 2015.
وتطالب دول عربية بضرورة أن تكون العودة إلى الاتفاق مرفقة بالتزامات إيرانية تشمل وقف أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وأيضا برنامج صواريخها الباليستية ودعمها المستمر للجماعات الموالية لها في منطقة الشرق الأوسط.
ويقول مراقبون إن هذه المطالب تحتاج إلى توافق عربي شامل للضغط باتجاه تضمينها ضمن إي اتفاق أميركي مع طهران.
وتبذل كل من مصر والأردن منذ أشهر جهودا كبيرة للتنسيق بين الدول العربية في عدد من الملفات، وذلك في محاولة لحماية الأمن القومي العربي من التدخلات الإقليمية، على غرار تركيا وإيران.
وسيكون اجتماع الجامعة العربية هو الأول منذ تولي بايدن الرئاسة الأميركية في 20 يناير الجاري، ومنذ إعلان المصالحة الخليجية.