اجتماع عاجل في تونس للسيطرة على سلالات كورونا الجديدة

تونس - دعا رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي مساء الاثنين اللجنة العلمية لمجابهة فايروس كورونا، إلى عقد جلسة عاجلة لبحث إجراءات جديدة للسيطرة على انتشار عدوى السلالات الجديدة للفايروس في البلاد.
وقرر المشيشي دعوة أعضاء اللجنة العلمية إلى عقد جلسة عاجلة (لم يتحدد موعدها على الفور) للوقوف على انتشار السلالات الجديدة لفايروس كورونا، والبحث في الطرق العملية النافذة والفعالة للسيطرة على انتشار العدوى باستعمال جميع الإمكانيات المتاحة، بما في ذلك القرارات والإجراءات القصوى، حفاظا على صحة المواطنين.
والاثنين أعلنت وزارة الصحة أن نتائج فحوصات لعينات من مصابين بالفايروس كشفت تسجيل أول حالة إصابة بالسلالة النيجيرية في ولاية مدنين (جنوب) لشخص وافد من ليبيا، بالإضافة إلى حالات أخرى بالسلالة نفسها في ولاية نابل (شمال شرق).
وأعلنت السلطات نهاية الأسبوع الماضي اكتشاف حالات إصابة بالمتحور الهندي من الفايروس، والمعروف باسم "دلتا"، في ولاية القيروان (وسط)، إلى جانب السلالة البريطانية، وهي الأكثر انتشارا في تونس، بحسب الوزارة.
واجتمع المشيشي الاثنين عبر تقنية التواصل عن بعد، مع ولاة تونس الكبرى، ووزير الصحة فوزي المهدي، والقيادات الأمنية لتنسيق الإجراءات على مستوى تونس الكبرى، باعتبار الكثافة السكانية وصعوبة الفصل بين المعتمديات (تقسيم إداري).
ووجه المشيشي بفتح تحقيق فوري وعاجل حول تظاهرات وتجمعات تمت ليلة الأحد، وأعطى تعليماته لقادة الأجهزة الأمنية لإنفاذ القانون دون تهاون أو تخاذل، وفرض تطبيق الإجراءات التي قررتها اللجنة الوطنية لمجابهة انتشار الفايروس.
والأحد تداول رواد على موقع فيسبوك صورا ومقاطع مصورة تظهر تجمعات واحتفالات لجماهير النادي الرياضي الصفاقسي، في ولاية صفاقس (جنوب)، بتتويج الفريق بكأس تونس لكرة القدم، في خرق لإجراءات الحجر الصحي.
وكلف المشيشي وزيرة العدل بالنيابة حسناء بن سليمان بفتح تحقيق لدى النيابة العمومية، حول ملابسات وفاة رجل أمن مصاب بفايروس كورونا أمام مستشفى ابن الجزار بالقيروان.
ويتردد أن الضحية كان مصابا بكوفيد - 19 وبحاجة إلى جرعة أكسجين لرئتيه، ولفظ أنفاسه الأخيرة أمام المستشفى، وفق مقطع مصور متداول على مواقع التواصل أثار غضبا واسعا في تونس.
وتسود تونس مخاوف من اجتياح ما وصفه البعض بـ"تسونامي كورونا"، وسط استمرار ارتفاع معدلات الإصابة بالفايروس بنسق سريع.
ولا يزال نسق التطعيم باللقاح المضاد للفايروس بطيئا، إذ لم يتجاوز عدد من تلقوا جرعتين من اللقاح حتى الآن 500 ألف شخص.
وهذا الاجتياح لا يمكن إيقافه، وفق متابعين، إلا عبر حملات تطعيم كبيرة وتوعية الأشخاص بضرورة تطبيق الإجراءات الصحية وتدابير الوقاية من الفايروس.
وقررت السلطات التونسية مؤخرا غلق المناطق التي يتراوح فيها عدد الإصابات بين 300 و400 حالة لكل 100 ألف نسمة، مع تطبيق حجر شامل في تلك المناطق لمحاصرة الفايروس.
وكانت الناطقة باسم وزارة الصحة نصاف بن علية، أكدت الجمعة أن آخر مؤشر للوضع الوبائي يصنف بـ"المرتفع جدا"، وهو ما أكده أيضا رئيس لجنة الصحة بالبرلمان العياشي الزمال قائلا "كل المؤشرات تدل على أننا نواجه وضعا خطيرا جدا، نظرا لارتفاع عدد الإصابات في الولايات التي وصلت إلى 400 حالة لكل مئة ألف ساكن، وبالتالي دخلت في منطقة الخطر".
وأضاف الزمال "الأمر منذر بالخطر، خاصة وأن طاقة استيعاب المستشفيات لم تعد تستجيب لطلبات المرضى وأعدادهم المرتفعة".
وتابع أنه "رغم إقامة مستشفيات ميدانية في عدة مناطق وتدعيم البنية التحتية، إلا أن الكوادر الطبية وشبه الطبية أجهدت منذ أكثر من سنة ونصف السنة في مواجهة هذا الوباء".
والأحد سجلت تونس 75 وفاة و3 آلاف و524 إصابة جديدة وألفا و17 حالة شفاء، ما رفع إجمالي الإصابات إلى 407 آلاف و17، منها 14 ألفا و654 وفاة، و347 ألفا و307 حالات شفاء.