اجتماعات دورية لتسريع إيقاع عودة الدوري الإنجليزي

تتطلع رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز إلى استئناف الموسم المعلّق منذ منتصف مارس الفائت، في الثامن من يونيو خلف أبواب موصدة على أن يصل إلى نهايته في 27 يوليو. ويجري مسؤولون في كرة القدم محادثات مع الحكومة البريطانية بشأن موعد لاستئناف المنافسات في ملاعب تتم الموافقة عليها بالإجماع.
لندن – شددت الرابطة الإنجليزية لكرة القدم التي تقوم على الخصوص بإدارة دوري الدرجة الأولى (الثانية عمليا)، على أنه لا يمكن تصور استئناف المسابقات دون اتخاذ تدابير “مناسبة” لفحص فايروس كورونا. وقالت في بيان “من الواضح أنه قبل أي عودة إلى كرة القدم، يجب اتخاذ الترتيبات المناسبة لاختبار اللاعبين، وهذا في صميم ما هو مخطط له حاليا، على غرار ضمان عدم وجود أي خطر على الإطلاق بالنسبة إلى الأشخاص الموجودين حاليا على الخط الأمامي، وخدمات الطوارئ، وموظفي الرابطات والأندية”.
وأفادت تقارير صحافية إنجليزية بأن السلطات في المملكة المتحدة تعتزم بدءا من الأسبوع المقبل، عقد سلسلة اجتماعات دورية من أجل تسريع الإيقاع بشأن عودة المنافسات الرياضية المتوقفة بسبب فايروس كورونا. وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” إلى أن حكومة بوريس جونسون “تعتزم عقد أول اجتماع ضمن سلسلة يشارك فيها مسؤولون طبيون في مختلف الرياضات البارزة هذا الأسبوع، في محاولة للعودة إلى المنافسات في أسرع وقت ممكن”.
ونقلت الهيئة عن مصدر مطلع على هذه المداولات، قوله إن الهدف منها تسريع الإيقاع بشأن عودة النشاط الرياضي خلال أسابيع، في حال تحقيق تقدم في مواجهة الوباء، مشيرة إلى أن جونسون الذي تعافى من إصابته بالفايروس ويعتزم العودة إلى مكتبه اليوم الإثنين، اطلع على خطط هذه الاجتماعات.
شلل شبه كامل
أدى الفايروس إلى شلل شبه كامل في مختلف المنافسات الرياضية العالمية منذ منتصف مارس. وأوضحت “بي.بي.سي” أنه ستتم خلال الاجتماعات “دراسة خصائص كل رياضة من قبل الخبراء في المجال الصحي، للتوصل إلى البروتوكولات المطلوبة من أجل إعادة إطلاق منافسات كل منها في أقرب وقت ممكن، ما يعني أن بعض الرياضات قد تعود قبل غيرها”. وسيدرس المجتمعون سلسلة خطوات ممكنة مثل “إجراء الاختبارات (لكشف فايروس كورونا)، والتباعد الاجتماعي، والتزام معايير النظافة، والقيود الصارمة على الحد الأقصى من الأشخاص الذين يسمح بتواجدهم في المنشآت”.
ولم تحدد “بي.بي.سي” موعدا دقيقا للاجتماع الأول، لكنها أوضحت أن الهدف من هذه الاجتماعات هو “تحضيري، وتفادي أي تأخر إضافي في استئناف الموسم (في مختلف الرياضات) متى صدرت الموافقة على ذلك”، مشددة على أن عقد هذه الاجتماعات “لا يعني أنها (عودة المنافسات) باتت قريبة”. وتحدثت عن اقتناع ضمني بين مختلف الأطراف “بأن الخطط التي سيتم وضعها، قد لا يتم تنفيذها قبل أشهر، في حال عدم تحقيق تقدم في مجالات أخرى”. وتفرض الحكومة إجراءات إغلاق تستمر حتى السابع من مايو على الأقل. وفي حين يأمل البريطانيون في أن تحذو حكومتهم حذو حكومات أخرى في أوروبا بدأت بتخفيف إجراءات الحجر بشكل تدريجي أو تحديد موعد لذلك على الأقل، حذر وزير الصحة مات هانكوك من أن المملكة المتحدة تواجه “ذروة” الوباء ولا يزال “من المبكر جدا” تخفيف التدابير القائمة.
وتبقّت عدة مباريات في الدوري الممتاز قبل تعليقه في 13 مارس حيث يبدو ليفربول قريبا أكثر من أي وقت مضى ليتوج بطلا لإنجلترا للمرة الأولى منذ 30 عاما، بابتعاده بفارق 25 نقطة عن مانشستر سيتي الثاني. واقترح المسؤولون أن يكون 22 أغسطس موعد انطلاق موسم 2022 – 2021. وفي حال تعذّر إنهاء الموسم، ستكون التداعيات المالية والاقتصادية قاسية جدا على الأندية. وقد توصلت بعض الأندية إلى اتفاق مع لاعبيها بشأن مساعدتها على تحمّل العبء المالي؛ إذ وافق لاعبو ساوثهامبتون، ووست هام، وشيفيلد يونايتد، وواتفورد على تأخير تقاضي رواتبهم فيما وافق لاعبو أرسنال على خفض 12.5 في المئة من راتبهم السنوي.
موعد رسمي
أدى فايروس كورونا إلى وقف نشاطات مختلف الرياضات في البلاد، وأبرزها الدوري الممتاز لكرة القدم. ولم يتم بعد تحديد أي موعد تقريبي لعودة منافساته، على الرغم من أن تقارير صحافية أشارت إلى رغبة أندية الدوري في استئناف المباريات في الثامن من يونيو دون جمهور.
ولم تحدد بعد أي بطولة وطنية أساسية في أوروبا موعدا رسميا نهائيا للعودة. لكن ألمانيا تبدو الأقرب إلى ذلك مع تأكيد رابطة الدوري المحلي هذا الأسبوع استعداد الأندية لاستئناف المباريات دون جمهور بدءا من التاسع من مايو، بشرط نيل ضوء أخضر من السلطات السياسية سيتم بحثه في اجتماع مقرر في 30 أبريل. في المقابل، لجأت بطولات أخرى إلى تحديد سلسلة إجراءات صحية ترافق أي عودة محتملة للتمارين الجماعية، بمجرد أن ترفع السلطات الرسمية قيود الإغلاق والحجر الصحي لمكافحة الوباء.
خيار الاستئناف قائم أمام الدوري البلجيكي
بروكسل – يتوقع أن تؤجل رابطة الدوري البلجيكي لكرة القدم، التي من المقرر أن تجتمع اليوم الاثنين، المصادقة على قرار إلغاء ما تبقى من مباريات الموسم الحالي ما يترك الباب مفتوحا أمام إمكانية استكمال الموسم.
وتأجل الاجتماع الذي سيشارك فيه 24 ناديا، تمثل الدرجتين الأوليين، مرتين بالفعل ما عزز تكهنات إعلامية تحدثت عن إمكانية التراجع عن قرار إلغاء الموسم الذي اتخذ في بداية الشهر الجاري بعد أن طالب 17 فريقا بإلغاء ما تبقى من الموسم. وكانت بلجيكا التي تأثرت كثيرا بانتشار عدوى فايروس كورونا أول دولة أوروبية تعلن إلغاء موسم الدوري المحلي بسبب الأزمة الصحية. وتم إعلان كلوب بروج المتصدر بطلا للدوري البلجيكي الأول في الموسم الحالي في حين أحيلت قرارات أخرى ذات صلة إلى مجموعة عمل من خمسة أشخاص ومنها الأمور المتعلقة بالهبوط والصعود والتأهل لبطولتي أوروبا.
وبسبب عدم وضوح موقف الحكومة البلجيكية في ما يتصل بعودة الأحداث الرياضية بعد الأزمة زاد موقف الرابطة صعوبة. وقالت رئيسة وزراء بلجيكا صوفي وليمز خلال مؤتمر صحافي بعد مناقشات استمرت سبع ساعات يوم الجمعة إن بلجيكا قد تشدد القيود أو تؤجل تخفيفها اعتمادا على الوضع الصحي. وقالت إن السلطات ستوضح قريبا الموقف بالنسبة إلى الأحداث الرياضية.
وقال مهدي بيات رئيس الاتحاد البلجيكي لكرة القدم إنه يأمل في المزيد من الوضوح في الأسبوع المقبل “لكننا نفهم أن كرة القدم على المستوى الاحترافي ليست من الأولويات”.