اتهامات للجيش السوداني بإعدام قياديا بارزا في حزب الأمة

إدانات واسعة لاغتيال الطيب عبيدالله رئيس الحزب بمحلية أم روابة ومدير التعليم بالمحلية بطريقة وصفت بالبشعة بعد ذبحه، بحجة تعاونه مع الدعم السريع.
السبت 2025/02/01
تزايد جرائم الاغتيال والانتهاكات بحق المواطنيين العزال

الخرطوم - اتهم حزب الأمة القومي مساء الجمعة الجيش السوداني والميليشيات المتحالفة معه بإعدام الطيب عبيدالله رئيس الحزب بمحلية أم روابة ومدير التعليم بالمحلية.

وسيطرت القوات المسلحة على مدينة أم روابة بشمال كردفان الخميس.

وقال الحزب في بيان إن مرتكبي الجريمة منعوا المواطنين من الاقتراب من جثمان القتيل لأكثر من ثلاث ساعات وهو يسبح في دماءه.

ونوه الحزب إلى توارد الأنباء عن ارتكاب مجازر وإعدامات ميدانية مماثلة بحق المواطنين في المدينة.

وأوضح أن مدينة بحري شهدت قبل يومين جرائم مماثلة وصلت إلى حد التمثيل بالجثث وحرقها وسحل وقتل آخرين أمام أعين المواطنين في مشهد لا يمت للإنسانية بصلة.

وأدان الحزب بشدة هذه الجرائم البشعة. وحمّل قيادة القوات المسلحة والميليشيات المتحالفة معها كامل المسؤولية عن كل هذه الانتهاكات المروعة بحق المواطنين في المناطق التي تدخلها قواتهم.

وقال إن هذه الانتهاكات تستوجب المساءلة والمحاسبة. وطالب الحزب قيادة الجيش بالتحقيق في هذه الجرائم وتوقيف مرتكبيها وتقديمهم للعدالة. كما شدد على وقف هذه الانتهاكات بحق المواطنين.

وناشد المنظمات الحقوقية والدولية برصد هذه الجرائم وإدانتها والمطالبة بمحاسبة مرتكبيها والمطالبة بتوفير الحماية للمواطنين الأبرياء.

وقال إن هذه الجرائم لا تصدر إلا من منظومات إرهابية لا تعير اهتماماً لحياة الإنسان وكرامته ولا تحترم القانون.

وناشد الحزب كافة القوى الوطنية والمجتمعية بتوحيد جهودها لإيقاف الحرب والتصدي لخطاب الكراهية والعنصرية.

ونقلت صحيفة "إدراك" المحلية عن شهود عيان قولهم، إن مجموعة من كتائب "البراء" وبعض الجنود من الجيش، كانوا يحملون قائمة عليها أسماء بعض المواطنين تتهمهم تلك الكتائب بالتعاون مع قوات الدعم السريع.

وقالت القيادية بحزب الأمة وعضو المكتب السياسي للحزب مكة الدود في تصريح إعلامي إن القتيل احمد الطيب عبيدالله كان معلماً بالمعاش، ويشغل منصب رئيس الحزب بمحلية ام روابة وعرف بين الجميع بتواضعه، وحبه للوطن الذي أفني فيه زهرة شبابه متنقلا بين بواديه وفرقانه في التعليم.

وفجرت جريمة قتل القيادي في "حزب الأمة" القومي، موجة إدانات واسعة من قيادات سياسية ومنظمات حقوقية.

وقالت منظمة "مناصرة ضحايا دارفور"، إن "أحمد الطيب عبيدالله، تم ذبحه بواسطة الجيش في مدينة أم روابة ولاية شمال كردفان، مضيفة أن "الضحية تم اغتياله بصورة بشعة تتنافى مع قيم ومبادئ الشعب السوداني".

وأكدت المنظمة أنها "تلقت العديد من الإفادات من مدنيين بأن الجيش ارتكب انتهاكات كبيرة في مدينة أم روابة"، مشيرة إلى أنها "ستجري تحقيقاً وتصدر تقريراً مفصلا عن هذه الجرائم".

وحمّلت المنظمة الجيش وميليشياته من "كتائب البراء" المسؤولية الكاملة، مناشدة مجلس الأمن ضرورة التدخل العاجل لحماية المدنيين.

من جهته، قال القيادي في تنسيقية القوى الديمقراطية "تقدم" خالد عمر، إن "الحركة الإسلامية دشنت النسخة الثانية من مشروعها المشبوه، بصورة أكثر دموية وبشاعة".

وأشار إلى أن "المناطق التي تقدم فيها الجيش السوداني، مدعوماً بالجماعات القتالية التابعة للحركة الإسلامية، شهدت جرائم ذبح وسحل وإعدامات ميدانية وحشية".

ومن جانبها، دانت لجنة المعلمين السودانيين مقتل الطيب عبيدالله، وقالت في منشور لها عبر صفحتها على فيسبوك إنه "أغتيل غيلة وحقدا وبدم بارد، في جريمة بشعة هزت ضمير كل من له مثقال حبة من ضمير."

ودعت "الأجهزة العدلية الدولية، ومنظمات المجتمع المدني، وشرفاء وأحرار العالم، بالتدخل الفوري والعاجل، لوقف المجازر في حق المعلمين وكل أبناء الشعب السوداني، بتقديم الجناة إلى منصات العدالة".

وكان مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، قد أكد، الجمعة، أن الجيش السوداني والميليشيات المتحالفة معه، نفذوا إعدامات خارج نطاق القانون بحق مواطنين في مدينة الخرطوم بحري.

ودعا تورك إلى ضرورة إجراء تحقيقات مستقلة في هذه الحوادث بما يتماشى مع المعايير الدولية ذات الصلة.

وذكر المفوض أن معلومات تم التحقق منها أفادت بمقتل ما لا يقل عن 18 شخصاً، بينهم امرأة، في 7 حوادث منفصلة نُسِبت إلى مقاتلين وميليشيا تابعة للجيش السوداني منذ استعادته السيطرة على المنطقة في 25 يناير الجاري.

وأكد البيان أن العديد من ضحايا هذه الحوادث، التي وقعت في محيط مصفاة الجيلي، ينحدرون من دارفور أو كردفان في السودان.

وأشار إلى ورود مزيد من الادعاءات المثيرة للقلق من الخرطوم بحري، وأن مكتب حقوق الإنسان يواصل التحقق منها.