اتهامات زعيم مافيوي تهز أركان الدائرة المقربة من أردوغان

سادات بكر يوجه إلى وزير الداخلية سليمان صويلو ورئيس وزراء سابق ومسؤولين كبار اتهامات بالفساد وبالاغتيالات السياسية.
الخميس 2021/05/27
تسجيلات مزلزلة

أنقرة - اتهم زعيم مافيوي تركي سياسيين كبارا بالضلوع في عمليات اتجار بالمخدرات واغتيالات وبإقامة علاقات مشبوهة مع أوساط الجريمة المنظمة، وهو ما أثار جدلا واسعا في البلاد.

وتسببت اتهامات سادات بكر المتواري عن الأنظار والذي ينتمي إلى دوائر الجريمة المنظمة ويؤكد انتماءه إلى المعسكر القومي، في زلزال كبير على الساحة السياسية التركية، ضرب حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان ووزير الداخلية سليمان صويلو الذي يتمتع بنفوذ كبير.

وتستهدف اتهامات بكر، في تسجيلات فيديو وضعت على الإنترنت منذ مطلع مايو وتابعها الملايين من الاتراك، بدءا بالفساد وانتهاء بالاغتيالات السياسية مرورا بالاتجار بالمخدرات والاغتصاب، الدائرة المقربة من أردوغان بما في ذلك رئيس وزراء سابق ومسؤولون كبار وأفراد من أسرهم.

وتفسر شهرة الزعيم المافيوي المعروف بأنه كان قريبا من السلطة وأحد الأسماء البارزة في أوساط الجريمة المنظمة، العدد الهائل للمتابعين الذين تجذبهم مقاطع الفيديو الخاصة به، التي سجل آخرها أكثر من 14 مليون مشاهدة.

وأدين بكر مرات عدة في قضايا احتيال تتعلق بالجريمة المنظمة. وقد غادر تركيا العام الماضي هربا من ملاحقات قضائية أخرى، ويقول إنه يعيش حاليا في الإمارات العربية المتحدة.

وفي تسجيلاته، يظهر بكر جالسا وراء مكتب مرتب، يروي نكاتا وفصولا من مغامراته بين قهقهات وفورات غضب.

ولزم أردوغان الصمت أولا، ثم دافع الأربعاء ودون أن يذكر اسم بكر، بقوة عن حكومته ووزير الداخلية محور الاتهامات. وقال "خلال 19 عاما سحقنا المنظمات الإجرامية الواحدة تلو الأخرى"، مؤكدا وقوفه "إلى جانب" وزير الداخلية.

وتأتي هذه الاتهامات في أسوأ الأوقات لأردوغان، الذي تراجعت شعبيته بسبب ارتفاع معدلات التضخم والانخفاض الحاد في سعر صرف الليرة التركية.

أردوغان يدافع بقوة عن حكومته ووزير الداخلية محور الاتهامات
أردوغان يدافع بقوة عن حكومته ووزير الداخلية محور الاتهامات

وقام بكر (49 عاما) حتى الآن بتحميل سبعة مقاطع فيديو تزيد مدة كل منها على ساعة، وينوي مواصلة تغذية هذه السلسلة التي ينتظرها الملايين من المشاهدين بفارغ الصبر.

وأخرجت جميع تسجيلاته بعناية، إذ يتخللها عرض منشورات أو أشياء تنطوي على رسائل إلى خصومه، وبينها خصوصا سيرة المغني الأميركي بوب ديلان بعنوان "ذي أغلي ميسنجر" (الموفد القبيح).

واتهم بكر إركام يلديريم نجل رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم بالضلوع في عملية تهريب للمخدرات، واتهم كذلك وزير الداخلية الأسبق محمد أغار بالتورط في مقتل صحافي استقصائي معروف في 1993. ونفى الرجلان الاتهامات.

ويهاجم زعيم المافيا صويلو خصوصا ويصفه بأنه "أنيق"، وقد أقسم على "تدمير" الوزير الذي يتهمه بخيانته بعدما قام بحمايته لبعض الوقت.

لكنه لم يستهدف أردوغان حتى الآن ويصفه بمودة بـ"الأخ طيب"، ويتهم الدائرة المحيطة به بعدم إطلاعه على ما يحدث.

وهو يقول إن قراره بث مقاطع الفيديو هو خطوة انتقامية، بعدما قامت الشرطة بعملية دهم قاسية لمنزله في إسطنبول، لقيت زوجته وأبناؤه خلالها معاملة "غير محترمة".

وقال في أول تسجيلاته "قلت دائما إنني سأحرق العالم إذا مس أحد ابنتي. شاهدوني أفعل ذلك الآن".

وعلى الرغم من سجله الإجرامي المعروف، فإن بكر يرفض وصفه بـ"الزعيم المافيوي" ويقدم نفسه على أنه رجل أعمال بسيط.

وتثير سمعته شكوكا في صحة روايته، لكن كثيرين يجدون أن اتهاماته تتمتع بالصدقية.

وقال قائد الشرطة السابق حنفي أفشي لقناة سوزكو التلفزيونية الاثنين، "قد تكون هناك تفاصيل ناقصة أو أخطاء في روايته، لكن المعلومات التي تتضمنها يجب أن تؤخذ في الاعتبار".

وفي مؤشر على قلق الحكومة من تأثير مقاطع الفيديو هذه على الرأي العام أُقيل صحافي من وكالة أنباء الأناضول الحكومية التركية الجمعة، بعدما طرح سؤالا على وزيرين حول الاتهامات التي وجهها بكر.