اتفاق نافتا جديد ينعش آمال إنهاء الحرب التجارية الأميركية الصينية

بوينس آيرس – وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والرئيس المكسيكي المنتهية ولايته إنريكي بينا نيتو أمس اتفاقية تجارة حرة جديدة على هامش قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين.
وقال ترامب إن اتفاقية “يوسمكا” الجديدة التي تحل محل اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) هي “اتفاقية نموذجية من شأنها تغيير أفق التجارة للأبد”، وتعهد بأنها سوف تفيد الطبقة العاملة في الولايات المتحدة. وقال إنه يتوقع المصادقة عليها من قبل برلمانات الدول الثلاث.
وأشاع الاتفاق حالة من التفاؤل بإمكانية طي المناوشات التجارية المشتعلة بين الولايات المتحدة والصين، بعد تصريحات متفائلة من ترامب ووعود من الرئيس الصيني شي جين بينغ بإجراء إصلاحات كبيرة لمعالجة النقاط الخلافية.
وقال رئيس الوزراء الكندي إن الاتفاقية الجديدة “المحدثة” ستساعد الطبقة المتوسطة وتبدد أوجه الغموض التي تحيط بمستقبل التجارة، لكنه انتقد ترامب على إبقاء الرسوم الأميركية على الفولاذ الكندي.
وجرى توقيع الاتفاق في اليوم الأخير الفعلي للرئيس المكسيكي في المنصب، والذي تلقى إشادات كبيرة من ترامب. فيما تحدث بينا نيتو عن “فصل جديد في تاريخ العلاقات المشتركة بين الولايات المتحدة والمكسيك”.
وكانت الدول الثلاث قد توصلت إلى الإطار المبدئي للاتفاق في 30 سبتمبر الماضي وانشغلت منذ ذلك الحين في وضع التفاصيل الصغيرة التي تم التغلب عليها قبل ساعات من توقيع الاتفاق أمس. ويفتح الاتفاق الأبواب أمام حسم خلافات تجارية أخرى بطريقة مماثلة، خاصة بعد إعلان ترامب يوم الخميس أنه يقترب من إبرام اتفاق تجاري مع الصين. وقال “أعتقد أننا قريبون جدا من فعل شيء مع الصين، لكن لا أدري ما إذا كنت أريد ذلك”.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الولايات المتحدة والصين تستكشفان إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري، تجمد بموجبه واشنطن فرض مزيد من الرسوم حتى الربيع المقبل، مقابل محادثات جديدة “تبحث تغييرات كبيرة في السياسة الاقتصادية الصينية”.
ونقلت عن مسؤولين أميركيين وصينيين أنه ليس من الواضح ما إذا كان اجتماع ترامب وشي في بوينس آيرس مطلع الأسبوع المقبل سيسفر عن أي اتفاق.
وتلقت أجواء التفاؤل دعما كبيرا من تصريحات للرئيس الصيني قال فيها إن الصين ستفتح أسواقها أكثر أمام المستثمرين الأجانب وستعزز حماية حقوق الملكية الفكرية.
وأضاف يوم الخميس في كلمة أمام مجلس الشيوخ الإسباني خلال زيارة لمدريد أن الصين تعتزم استيراد سلع بقيمة عشرة تريليونات دولار في الأعوام الخمسة المقبلة.
وتعهد بأن “تبذل بكين جهودا كبيرة لفتح أبوابها أكثر أمام العالم الخارجي وأنها ستبذل جهودا لتسهيل دخول الشركات الأجنبية إلى الأسواق الصينية في مجالي الاستثمار إضافة إلى حماية حقوق الملكية الفكرية”.
ويرى محللون أن مواقف ترامب المتقلبة تجعل من الصعب التكهن بمستقبل العلاقات الصينية الأميركية، خاصة بعد أن أشار إلى أنه ليس متأكدا من أنه يريد التوصل لاتفاق مع الصين وأنه مرتاح للوضع الحالي.