اتفاق لبناني-سوري لوقف إطلاق النار بعد اشتباكات حدودية دامية

خطوة نحو تهدئة الأوضاع على الحدود وتجنب المزيد من التصعيد، بعد مقتل ثلاثة جنود من الجيش السوري الجديد وسبعة لبنانيين.
الثلاثاء 2025/03/18
استعراض قوة على الحدود

بيروت – أعلن وزيرا الدفاع اللبناني ميشال منسى والسوري مرهف أبوقصرة في بيانين اليوم الاثنين عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وذلك بعد اشتباكات حدودية أودت بحياة عشرة أشخاص خلال اليومين الماضيين.

وذكرت وزارة الدفاع السورية ووزارة الصحة اللبنانية مقتل ثلاثة جنود من الجيش السوري الجديد وسبعة لبنانيين في اشتباكات حدودية خلال اليومين الماضيين.

وأفادت وزارة الصحة اللبنانية بإصابة 52 شخصا على الجانب اللبناني.

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان إن الوزيرين اتفقا أيضا "على أن يستمر التواصل بين مديرية المخابرات في الجيش اللبناني والمخابرات السورية للحؤول دون تدهور الأوضاع على الحدود بين البلدين تجنبا لسقوط ضحايا مدنيين أبرياء".

ويُعد هذا الاتفاق خطوة هامة نحو تهدئة الأوضاع على الحدود اللبنانية السورية، بما يُساهم في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة وتجنب المزيد من التصعيد.

كما يُظهر الاتفاق أهمية الحوار والتنسيق بين الدولتين لحل النزاعات الحدودية، وتعزيز التعاون بين الجيشين اللبناني والسوري لمنع تكرار مثل هذه الاشتباكات في المستقبل.

ويتصاعد التوتر على الحدود الجبلية منذ ثلاثة أشهر عندما أطاح معارضون إسلاميون بالرئيس السوري بشار الأسد حليف طهران وجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران، وما أعقب هذا من تولي المعارضة مسؤولية المؤسسات والجيش.

وفي وقت سابق الاثنين، أعلن الرئيس اللبناني جوزيف عون، أنه أصدر أوامر للجيش بالرد على مصادر النيران في الحدود الشرقية والشمالية الشرقية، في إشارة فيما يبدو إلى الحدود مع سوريا.

وقال عون على منصة إكس "إن ما يحدث على الحدود الشرقية والشمالية الشرقية لا يمكن أن يستمر ولن نقبل به".

وأضاف عون أنه اتصل بوزير الخارجية يوسف رجي الموجود في بروكسل، وطلب منه التواصل مع الوفد السوري المُشارك في مؤتمر دعم سوريا، "للعمل على معالجة المشكلة القائمة بأسرع وقت ممكن، بما يضمن سيادة الدولتين ويحول دون تدهور الأوضاع".

وفي وقت لاحق، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن وزير الخارجية يوسف رجي التقى في بروكسل مع نظيره السوري أسعد الشيباني وبحثا "التطورات الحاصلة على الحدود اللبنانية-السورية واتفقا على متابعة الاتصالات بما يضمن سيادة الدولتين ويحول دون تدهور الأوضاع".

واتهمت وزارة الدفاع السورية مساء الأحد عناصر من جماعة حزب الله بدخول الأراضي السورية وخطف ثلاثة من أفراد الجيش السوري الجديد وقتلهم. ونفت جماعة حزب الله ضلوعها في هذا الأمر.

وقال مصدر أمني لبناني لرويترز إن الجنود السوريين الثلاثة هم من عبروا إلى الأراضي اللبنانية أولا وقُتلوا على أيدي مسلحين من عشيرة في شمال شرق لبنان كانوا يخشون تعرض بلدتهم لهجوم.

وقالت وزارة الدفاع السورية والجيش اللبناني إن القوات السورية قصفت بلدات حدودية لبنانية ليلا ردا على مقتلهم.

وقال سكان من بلدة القصر التي تبعد أقل من كيلومتر واحد عن الحدود لرويترز إنهم فروا مبتعدين عن المناطق الحدودية هربا من القصف.

وقال الجيش اللبناني في بيان الاثنين إنه سلم جثامين القتلى السوريين الثلاثة إلى السلطات السورية، وإن الوحدات العسكرية ردت على إطلاق النار من الأراضي السورية "وعمدت إلى تعزيز انتشارها وضبط الوضع الأمني".

وذكرت رويترز أن الجيش السوري أرسل قافلة من الجنود وعدة دبابات إلى الحدود الاثنين. وأطلقت القوات السورية النار في الهواء في أثناء مرورها عبر البلدات في طريقها إلى الحدود.

وقال ماهر الزيواني، وهو قائد فرقة في الجيش السوري تنتشر على الحدود، "تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت لدعم المواقع على الحدود السورية اللبنانية ومنع أي انتهاكات في الأيام المقبلة".