اتفاق تجاري في الآجال.. تحدّي ما بعد بريكست

ستراسبورغ (فرنسا) – يشكل إبرام اتفاق تجاري بين الإتحاد الأوروبي وبريطانيا في أقرب وقت ممكن بعد خروج الأخيرة من التكتل، تحدّ جديد أمام الطرفين لضمان خروج سلس لا يضر بالعلاقات الاقتصادية التي تجمعهما.
وفي هذا السياق، حذّرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين من أن الفشل في التفاوض سريعًا على اتفاق تجاري جديد بعد بريكست سيضر ببريطانيا أكثر من الاتحاد الأوروبي.
وقالت أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأربعاء إن "الجدول الزمني الذي أمامنا يشكّل تحديًا كبيراً. في حال لم نتوصل إلى اتفاق بحلول نهاية 2020، فسنواجه الخطر مجدداً. من شأن ذلك أن يضر بوضوح بمصالحنا لكنه سيؤثر أكثر على بريطانيا".
من جانبها، تسعى بريطانيا إلى تمرير قانون يمنع تخطي الفترة الانتقالية لبريكست نهاية العام 2020، في خطوة أدت إلى انخفاض سعر الجنيه وأثارت مخاوف في بروكسل من سباق ضد الوقت للتوصل إلى اتفاق تجاري.
وستلي عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فترة انتقالية تجري خلالها لندن وبروكسل مفاوضات للتوصل إلى اتفاق تجاري.
ووعد جونسون بالعمل "24 ساعة في اليوم" للوفاء بوعوده الانتخابية.
وصرح كبير مفاوضي بريكست في الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه أن الاتحاد سيفعل ما بوسعه لإتمام المهمة في الموعد المحدد. وقال للصحافيين عند سؤاله ما إذا كان سيفي بالمهلة النهائية للتوصل إلى اتفاق تجاري وتجنب خروج بريطانيا بدون اتفاق، "سنبذل أقصى جهودنا".
من ناحية أخرى قال نائب رئيس المفوضية الأوروبية فلاديس دومبروفسكيس إن المهلة النهائية "ستكون محدودة جدا" للتوصل إلى اتفاق طموح.
وأضاف "سيكون من الصعب للغاية إجراء مفاوضات والتوصل إلى اتفاق تجاري شامل" ، وقال إن "الإطار الزمني صارم للغاية.. وهذا يعني أن بعض الأمور ستكون بعيدة المنال".
وعلى صعيد آخر، أكد بوريس جونسون أنه لن يشارك بصفته أو أي وزير في حكومته في منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا يناير المقبل. وأضاف "أولويتنا هي الاستجابة لأولويات الناس، وليس الشمبانيا مع أصحاب المليارات".
ومن المقرر أن تحدد الملكة اليزابيث الثانية برنامج الحكومة التشريعي الخميس، فيما يعتزم جونسون طرح اتفاق الانسحاب من الاتحاد الأوروبي أمام البرلمان الجمعة.
وتعمل الحكومة البريطانية للتوصل إلى اتفاق تجارة حرة "على الطريقة الكندية". وصرح دبلوماسي اوروبي بارز في بروكسل "سيكون من الصعب للغاية التوصل إلى اتفاق والمصادقة عليه خلال 11 شهرا".
وأضاف "إذا حدت المملكة المتحدة من خياراتها بشكل سابق لأوانه، وبالتالي سارت يعيون مغمضة باتجاه عدم التوصل إلى اتفاق وهو ما يريده أحد بنهاية 2020، فسيكون الاتحاد الأوروبي مستعد جيدا لتخفيف تأثيرات ذلك على الدول الأعضاء". وطالب اتحاد الصناعات البريطانية بعدم تضييع الوقت والتوصل إلى اتفاق تجاري جيد بالسرعة الممكنة.