اتفاق السلام الإماراتي الإسرائيلي يفتح الأبواب أمام المزيد من الاتفاقيات المماثلة

أنور قرقاش: ردود الفعل الإيجابية من العواصم الرئيسية على الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي الأميركي مشجعة.
الجمعة 2020/08/14
خطوات تقارب تفتح المجال أمام إمكانيات كبيرة للسلام في المنطقة

دبي ـ فيما اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن توصل إسرائيل والإمارات لاتفاق سلام من أجل تطوير العلاقات الثنائية بينهما بشكل كامل "يومًا كبيرًا بالنسبة للعالم"، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش الجمعة إن ردود الفعل من أهم عواصم العالم على اتفاق الإمارات مع إسرائيل "مشجعة".

وقال قرقاش في تغريدة إن الاتفاق "عالج في تقدير هذه العواصم خطر ضم الاراضي الفلسطينية على فرص حلّ الدولتين".

ويرى مراقبون أن مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة هو قرار شجاع من قيادة الإمارات باعتباره يرسم مسارا جديدا يفتح المجال أمام إمكانيات كبيرة في المنطقة.

وأضاف قرقاش في سلسلة تغريدات على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي تويتر أنه بينما يبقى قرار السلام فلسطيني اسرائيلي بامتياز، أتاحت مبادرة الشيخ محمد بن زايد الجريئة، عبر إبعاد شبح ضم الأراضي الفلسطينية، المزيد من الوقت لفرص السلام عبر حل الدولتين، وتطوير العلاقات الطبيعية مقابل ذلك منحى واقعي تطرحه الإمارات بكل شفافية بعيداً عن المزايدات.

وأكدت سفارة الإمارات في واشنطن في وقت سابق أن دولة الإمارات ستظل داعمة قوية للشعب الفلسطيني.

وتعيد صفقة خارطة طريق السلام مع إسرائيل، على حد تعبير مصادر عربية، الأمل في إعادة الحياة إلى “خيار الدولتين” الذي يعني قيام دولة فلسطينية مستقلّة قابلة للحياة، وتتوقع مصادر أن تحذو دول عربية أخرى حذو الإمارات في خطوة من شأنها أن تعزز فرص التوصل إلى السلام في الشرق الأوسط.

من جهته، قال مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر إنه يوجد "احتمال كبير جدا" أن تعلن إسرائيل ودولة عربية أخرى اتفاق سلام بينهما بينهما خلال الأشهر الثلاثة التالية لإعلان اتفاق السلام بين تل أبيب وأبو ظبي.

وعند سؤاله عن احتمال عقد صفقة مماثلة في الأيام التسعين القادمة، التي تمثل المدة التقريبية الفاصلة عن موعد الانتخابات الأميركية، قال صهر الرئيس دونالد ترامب ومستشاره المكلف بالشرق الأوسط للصحافيين "أظن أنه يوجد احتمال كبيرا جدا" لتحقيق ذلك.

ووصف كوشنر الصفقة بين إسرائيل والإمارات بأنها "أذابت الجليد بين البلدين"، وأضاف "نأمل أن نرى دولا أخرى تفعل الأمر ذاته".

وتوقع مسؤول إسرائيلي، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن توقع دولة البحرين اتفاقية سلام مع إسرايل في المستقبل القريب دون أن يحدد زمنا للتوقيع.

ولم يذكر المسؤول الإسرائيلي أي تفاصيل عن الجهود أو المساعي لتوقيع اتفاقية سلام بين المنامة وتل أبيب، فيما لم تصدر أي بيانات رسمية من الدولتين بهذا الخصوص.

من جهتها رحبت البحرين في بيان الخميس عن تهانيها لدولة الإمارات العربية المتحدة "الشقيقة" وقيادتها "الحكيمة" على الإعلان مع الولايات المتحدة وإسرائيل عن التوصل لاتفاق يوقف ضم الأراضي الفلسطينية، واتخاذ خطوات تعزز فرص التوصل إلى السلام في الشرق الأوسط.

وقال البيان: "تشيد المملكة بالجهود الدبلوماسية المخلصة التي بذلتها دولة الإمارات، مؤكدة بأن هذه الخطوة التاريخية ستسهم في تعزيز الاستقرار والسلم في المنطقة"، بحسب ما أوردته وكالة أنباء البحرين (بنا).

وأضاف البيان أن البحرين تشيد في الوقت نفسه بـ "الجهود الكبيرة التي بذلتها الولايات المتحدة الأميركية للتوصل إلى هذا الاتفاق التاريخي، استمرارا لحرصها المتواصل نحو تعزيز وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والسلام في جميع أنحاء العالم".

وتابع البيان" "تتطلع مملكة البحرين إلى مواصلة الجهود للتوصل إلى حل عادل وشامل ودائم للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي".

ويأتي ذلك عقب اتفاق الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات، في اتصال هاتفي جرى الخميس على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات.

وقالت وكالة أنباء الإمارات (وام) إنه "من شأن هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي أن يعزز من السلام في منطقة الشرق الأوسط".

وأضافت "وام" "نتيجة لهذا الانفراج الدبلوماسي وبناء على طلب الرئيس ترامب وبدعم من دولة الإمارات، ستتوقف إسرائيل عن خطة ضم أراض فلسطينية وفقا لخطة ترامب للسلام، وتركز جهودها الآن على توطيد العلاقات مع الدول الأخرى في العالم العربي والإسلامي".

وكان ترامب أول من أعلن عن القرار الذي اتخذته إسرائيل والإمارات، والأخيرة هي ثالث دولة عربية ستقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، بعد مصر والأردن.