اتفاق الحبوب الأوكراني لا ينعش سلاسل الإمداد العالمية

كييف - أظهرت بيانات وزارة الزراعة الأوكرانية الأربعاء أن وتيرة تصدير الحبوب من أوكرانيا تسارعت في سبتمبر حتى الآن، لكن الكميات لا تزال أقل بكثير من مستويات الموسم الماضي، ما لا يخفف أزمة الغذاء العالمية ولا يؤثر على سلاسل الإمداد.
وتراجعت صادرات الحبوب من أوكرانيا منذ بداية الحرب بسبب إغلاق موانئها على البحر الأسود، وهو طريق رئيسي للشحن، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء العالمية وأثار مخاوف من حدوث نقص في أفريقيا والشرق الأوسط. وتم رفع الحصار عن ثلاثة موانئ على البحر الأسود في نهاية يوليو بموجب اتفاق بين موسكو وكييف توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا.
وأظهرت بيانات الوزارة أن صادرات أوكرانيا من الحبوب بلغت 1.5 مليون طن في الأيام الثلاثة عشر الأولى من سبتمبر، أي أقل بنسبة 34 في المئة من 2.3 مليون طن تم تصديرها في الفترة نفسها قبل عام. وكانت الصادرات أقل بنسبة 40 في المئة في الأسبوع الأول من الشهر.
ولم تذكر الوزارة أي سبب لتسارع الوتيرة، لكن محللين يقولون إن الموانئ البحرية التي أعيد فتحها ساعدت في زيادة الشحنات من أوكرانيا. وأشارت وزارة البنية التحتية الأوكرانية الأربعاء إلى أن 134 سفينة شحن تحمل على متنها 3.1 مليون طن من السلع الزراعية المختلفة غادرت الموانئ الأوكرانية بموجب اتفاق الحبوب.
ولعب انخفاض حجم الشحن من أوكرانيا بشكل حاد دورا في رفع أسعار الغذاء العالمية في وقت يتزايد فيه الجوع في العالم. كما ساهمت جائحة كوفيد - 19 والصدمات المناخية في تضخم أسعار الغذاء.
◙ انخفاض حجم الشحن من أوكرانيا بشكل حاد لعب دورا في رفع أسعار الغذاء في وقت يتزايد فيه الجوع في العالم
وسيتعين شحن كميات أكبر بكثير عبر الممر المائي حتى يكون لها تأثير واضح على الإمدادات العالمية. ولدى أوكرانيا حوالي 20 مليون طن من الحبوب متبقية من محصول العام الماضي المتراكم في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى محصول القمح لهذا العام الذي يقدر بنحو 20 مليون طن أخرى.
وتتمتع الموانئ الثلاثة المشمولة بالاتفاق، وهي أوديسا وتشورنومورسك وبيفديني، بقدرة شحن مجمعة تبلغ حوالي ثلاثة ملايين طن شهريا. ويتوقع البعض أن هذا المستوى من التصدير يمكن أن يتحقق في أكتوبر. ومع ذلك، سيحتاج نقل مثل هذه الكمية الضخمة من الحبوب إلى عدد كبير من السفن وقد يخشى بعض مالكي السفن من دخول منطقة حرب، خاصة مع التهديد الذي تشكله الألغام وارتفاع تكلفة التأمين.
وسجّلت أسعار القمح في مجلس شيكاغو للتجارة ارتفاعا حادا في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا لكنها تراجعت بالفعل إلى مستويات ما قبل الغزو بحلول أوائل يوليو قبل أسابيع من الاتفاق على إقامة الممر البحري. وتشمل العوامل الرئيسية التي أدت إلى انخفاض أسعار القمح في شيكاغو إنتاج روسيا، المصدر الرئيسي، كمية قياسية من محصول هذا العام، وتوقعات اقتصادية عالمية قاتمة وارتفاع الدولار.
ومع ذلك، اعتبر المحللون إمكانية زيادة التصدير من أوكرانيا عاملا لخفض الأسعار بالسوق على الرغم من أنه قد تم شحن حوالي 500 ألف طن من القمح فقط عبر الممر حتى الآن. وصدرت أوكرانيا حوالي 18 مليون طن سنويا في المواسم الأخيرة.
ولا تزال أسعار المواد الغذائية الأساسية المعتمدة على القمح مثل الخبز والمعكرونة أعلى بكثير من مستويات ما قبل الغزو في العديد من الدول النامية على الرغم من انخفاض العقود الآجلة في شيكاغو بسبب ضعف العملات المحلية وارتفاع أسعار الطاقة مما أدى إلى ارتفاع التكاليف مثل النقل والتعبئة والتغليف.