اتفاق إماراتي كوري لبناء أكبر منشأة لتخزين النفط في العالم

اتسعت آفاق الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات وكوريا الجنوبية خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى سيول بتوقيع اتفاق لإنشاء أكبر منشأة لتخزين النفط في العالم في الفجيرة إضافة إلى عدد من الاتفاقات الاقتصادية الأخرى التي تركز معظمها في قطاع الطاقة.
سيول - وقعت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) أمس اتفاقا مع شركة أس.كي للهندسة والبناء الكورية الجنوبية لبناء أكبر منشأة في العالم لتخزين النفط الخام تحت الأرض في إمارة الفجيرة بقيمة 4.4 مليار درهم (1.2 مليار دولار).
وقال ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، الذي أسفرت زيارته إلى سيول عن توقيع عدد من الاتفاقات الاقتصادية والتجارية، إن سعة مشروع تخزين النفط سوف تبلغ 42 مليون برميل.
وحضر الشيخ محمد بن زايد والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي توقيع الاتفاق من قبل الجابر وجي هيون آهن الرئيس التنفيذي لشركة أس.كي إنجنيرنغ. ومن المتوقع أن يكتمل المشروع بحلول عام 2022.
وأكد سلطان أحمد الجابر وزير الدولة الإماراتي والرئيس التنفيذي لمجموعة أدنوك أن إقامة منشأة المخزون الاستراتيجي سوف تدعم طموحات أنشطة التجارة وتعزز قدرة أدنوك على تلبية احتياجات العملاء بكفاءة وتنافسية.
جي هيون آهن: العمل يسير بصورة جيدة في المشروع المشترك مع أدنوك لبناء أكبر منشأة الفجيرة لتخزين النفط الخام
وكانت أدنوك قد أعلنت في يناير الماضي عن تأسيس مشروع جديد لتجارة النفط مع إيني الإيطالية وأو.أم.في النمساوية من المتوقع أن يوسع أسواق التجارة للشركة الإماراتية.
وقالت أدنوك إنه عند اكتمال المنشأة في 2022 سوف تستطيع الشركة تخزين ثلاثة أنواع مختلفة من الخام مما يتيح لها مرونة في تصدير الخام من ميناء الفجيرة، الذي يقع على بحر عمان ويتجاوز مضيق هرمز الذي تلوّح إيران بإغلاقه تحت وطأة عزلتها الدولية بسبب العقوبات الأميركية.
وتملك أبوظبي، التي تستأثر بنحو 90 بالمئة من احتياطي النفط الخام الإماراتي الذي يقدر بنحو 98 مليار برميل خط أنابيب بطول 360 كيلومترا افتتح عام 2012، يربط حقول النفط التابعة لها بساحل الفجيرة مع قدرة على ضخ 1.6 مليون برميل يوميا.
ويرى محللون أن المشروع سيعزز مكانة الإمارات كمورد موثوق للنفط الخام وستوفر لأدنوك مرونة أكبر تمكنها من إدارة وتحسين الجدول الزمني لتسليم الشحنات وتدعم حضورها ومساهمتها الفاعلة في مجال التجارة والتداول.
كما أنها ترسخ دور أدنوك ضمن أهم الشركاء في مجال التجارة والتوريد، إضافة إلى تعزيز مكانة إمارة الفجيرة كمركز عالمي لتخزين وتجارة النفط الخام والمشتقات.
وقال الجابر إن “أدنوك تملك سجلا حافلا بالنجاحات التي تحققت من خلال التعاون مع الشركات الكورية في مناطق امتياز استكشاف وتطوير وإنتاج النفط، ومقاولين يعملون على تنفيذ مشاريع كبيرة في مختلف مجالات ومراحل قطاع النفط والغاز وزبائن للنفط الخام والمشتقات المكررة.
وبدأ العمل في منشأة الفجيرة لتخزين النفط تحت الأرض خلال العام الماضي وانتهى العمل من المرحلة الأولى من المشروع والتي شملت تشييد نفق الدخول. وأكد الرئيس التنفيذي لشركة أس.كي “إن العمل يسير بصورة جيدة في مشروعنا مع أدنوك لبناء أكبر منشأة لتخزين النفط في الصخور الصلبة على مستوى العالم في الفجيرة”.
سلطان أحمد الجابر: منشأة المخزون الاستراتيجي سوف تعزز قدرة أدنوك على تلبية احتياجات العملاء بكفاءة وتنافسية
وتمت ترسية عقد تنفيذ الأعمال الهندسية والمشتريات والتشييد بعد مناقصة شهدت تنافسا قويا تضمنت تقييماً دقيقاً لمقدار مساهمة قيمة العقد في دعم نمو وتنويع الاقتصاد الإماراتي من خلال برنامج أدنوك لتعزيز القيمة المحلية المضافة.
وكانت أدنوك قد وقعت في نوفمبر الماضي مذكرة تفاهم مع شركة الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية الهندية، لدراسة تخزين نفط أدنوك الخام في منشأة جديدة تحت الأرض في ولاية كارناتاكا الهندية. وأرست أدنوك خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد عقدين على شركة سامسونغ الهندسية المحدودة، يتعلق الأول بتطوير مرونة تكرير مختلف أنواع النفط الخام، فيما يتضمن الثاني مشروع استرجاع الطاقة والمياه في مصفاة الرويس المملوكة لأدنوك.
وكانت شركة جي.أس إنرجي الكورية الجنوبية قد حصلت في مايو 2015 على نسبة 3 بالمئة في الامتياز الذي تديره شركة أدنوك البرية. وتملك مؤسسة كوريا الوطنية للنفط “كنوك” وشركة جي.أس إنرجي نسبة 40 بالمئة في امتياز “الظفرة للبترول”، الذي من المتوقع أن يبدأ الإنتاج خلال العام الحالي. يذكر أن الشركات الكورية تعد من أهم مستوردي النفط الخام والمنتجات المكررة من أدنوك بما في ذلك غاز البترول المسال والزيوت الأساسية والنافتا وزيت الوقود.