اتفاق أوروبي على تفعيل بعثة يوبام الأوروبية يعزز سيناريو نشر قوات متعددة الجنسيات في غزة

تشكيل قوة متعددة الجنسيات يقتضي توافقا مع الجانب الفلسطيني وخصوصا مع الفصائل ومنها حماس التي قد تنظر لتلك القوة الأجنبية على أنها احتلال.
الثلاثاء 2024/05/28
الاتحاد الأوروبي يريد حجز مقعد لليوم التالي في غزة

بروكسل- وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين، على إعادة تفعيل بعثة حدودية للتكتل في مدينة رفح جنوب غزة، وسط تساؤلات حول ما إذا كان الأمر يرتبط بخطط لنشر قوة متعددة الجنسيات في القطاع بعد الحرب.

وأعلن جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي أن وزراء الخارجية الأوروبيين أعطوا الضوء الأخضر لإعادة تفعيل البعثة، مضيفا أن مثل هذه المهمة ستحتاج إلى دعم مصر وإسرائيل والفلسطينيين.

وأوضح بوريل خلال مؤتمر صحافي في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل أن الخطوة ستساعد على حركة الأشخاص من وإلى غزة، ولكنه شدد على أن الاتحاد الأوروبي لن يقوم بهذه المهمة “وحيداً”، بل من خلال اتفاق سياسي واضح.

أنالينا بيربوك: برلين لا ترحّب فقط بفكرة نشر البعثة  بل وتدعمها
أنالينا بيربوك: برلين لا ترحّب فقط بفكرة نشر البعثة  بل وتدعمها

ولفت إلى أن البدء في التحضير للقيام بذلك عندما تكون الظروف السياسية مواتية.

وكانت بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية بمعبر رفح والتي تعرف باسم (يوبام)، توقفت عن العمل منذ 2007، حينما سيطرت حركة حماس على غزة بالكامل، بعد صراع مسلح مع قوات السلطة الفلسطينية.

ولم يتضح بعد الدور الذي ستلعبه البعثة والتي سيتعين عليها أن تأخذ في الاعتبار الطبيعة الخطيرة المحتملة لمثل هذه العملية.

وذكر دبلوماسيون أن من المستبعد إحياء مهمة البعثة قبل توقف العمليات القتالية في رفح.

وقال مسؤول إسرائيلي لرويترز شريطة عدم نشر اسمه نظرا لحساسية مسألة التخطيط للحرب “لم تضع إسرائيل بعد خطة موحدة ‘لليوم التالي‘ (للحرب) في غزة، وبالتالي لا يوجد موقف رسمي بشأن هذه المبادرة”.

وأضاف “لكن الجدير بالذكر أن وزير الدفاع (الإسرائيلي) أشار في المقترح الذي قدمه في الرابع من يناير إلى قوة متعددة الجنسيات ستكون واحدة من أربعة محاور لإدارة غزة بمجرد هزيمة حماس. ومن المحتمل أن تتوافق بعثة الاتحاد الأوروبي في رفح مع هذه (المحاور)”.

وهناك العديد من السيناريوهات التي يجري بحثها لدى الحكومة الإسرائيلية لما بعد الحرب على غزة، ومن بينها تولي الإدارة الأمنية للقطاع لفترة غير محددة، لكن هذا السيناريو يلقى معارضة شديدة من الداخل وأيضا من المجتمع الدولي لأنه سيعني الإبقاء على حالة التوتر.

ألكسندر شالنبرغ: تنفيذ أي قرار بشأن هذه المهمة سيستغرق بعض الوقت
ألكسندر شالنبرغ: تنفيذ أي قرار بشأن هذه المهمة سيستغرق بعض الوقت

ويعتقد مراقبون أن فرضية تشكيل قوة متعددة الجنسيات قد تكون السيناريو الأقرب وقد سبق وأن كشفت أوساط أميركية في وقت سابق من الشهر الجاري على خطة يجري بحثها لتشكيل قوى حفظ سلام في القطاع.

ويلفت المراقبون إلى أن تطبيق هذه الفرضية طبعا يقتضي توافقا أيضا مع الجانب الفلسطيني، وخصوصا مع الفصائل ومنها حماس التي قد تنظر لتلك القوة الأجنبية على أنها احتلال.

وأعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أن بلادها تدعم فكرة نشر بعثة للاتحاد الأوروبي عند معبر رفح الحدودي.

وشددت الوزيرة الألمانية أن برلين لا ترحّب فقط بفكرة نشر بعثة للاتحاد الأوروبي عند معبر رفح، بل تدعم هذه الفكرة أيضا.

وتابعت “نحن الأوروبيين سنساهم في إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة في حال تم تسهيل دخولها إلى القطاع”.

ويعتبر معبر رفح النقطة الرئيسية لإدخال المساعدات من مصر، وهو مغلق منذ أن سيطرت القوات الإسرائيلية عليه من الجانب الفلسطيني قبل نحو ثلاثة أسابيع.

وصرح وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبرغ أن تنفيذ أي قرار بشأن هذه المهمة سيستغرق بعض الوقت.

وأضاف في تصريحات للصحفيين أن البعثة التي تشكلت في البداية في عام 2005 كانت في “حالة سبات” في السنوات الماضية. وقال “ما نريده هو أن يفتح معبر رفح مجددا”.

 

اقرأ أيضا:

        • سياسات نتنياهو تجعل إنشاء دولة فلسطينية أمرا لا مفر منه

        • التحولات الكبرى في النظرة الدولية لإسرائيل

        • معركة مستمرة بين تقوية اليمين الإسرائيلي وإنهاء اليمين الفلسطيني

2