اتفاق أفراد الأسرة على كلّ أوجه الإنفاق السبيل الأقوم للمحافظة على الموازنة

أهم العوامل التي تؤثر على نجاح أو فشل الموازنة الشهرية هو اتفاق أفراد الأسرة على شروطها وكيفية تنفيذها.
الاثنين 2021/01/18
نجاح الموازنة الشهرية رهين تنظيم النفقات

لندن - يجمع خبراء العلاقات الأسرية على أن اتفاق أفراد العائلة على كلّ أوجه الإنفاق تدبير يحافظ على موازنة الأسرة.

ويؤكد هؤلاء أن من أهم العوامل التي تؤثر على نجاح أو فشل الموازنة الشهرية هو اتفاق أفراد الأسرة على شروطها وكيفية تنفيذها. فمثلاً، لا يجوز أن يقوم طرف بوضع الميزانية وتحديد مبلغ معين للإنفاق ويتم تخطّيه من الطرف الآخر، وبالتالي تنهار الميزانية قبل نهاية الشهر. لذلك يجب أن يتم إشراك أفراد الأسرة في وضع الميزانية والاتفاق على كلّ أوجه الإنفاق.

وتهدف موازنة الأسرة الشهرية إلى تنظيم المصروفات من نفقات وسداد ديون وادخار لتتوافق مع الدخل الشهري. وتُساعد هذه الميزانية أيضاً على إدارة النفقات للتأكد من أن قيمة المصروفات الشهرية الفعلية لا تتعدى المخطط له مسبقاً.

ويشير خبراء الاقتصاد إلى أن الأسرة رغم صغرها تبقى مؤسسة مهمة، لذلك لا بد من امتلاكها لكيان إداري له أهداف وخطط يدير ذلك الصرح الصغير. ويرون أن أهم الإدارات الداخلية لهذا الكيان هي الإدارة المالية، إذ أن المال هو عصب الحياة وبه تتحقق الرغبات وتستمر الحياة.

وأمام صعوبة الحياة العصرية المعقدة، لم يعد دخل الأسرة يكفي في غالب الأحيان لتمويل الموازنة وتحقيق أهدافها وطموحاتها، ومن ثم كان لزاما وضع تصور بناء لإدارة المال في الأسر عمومًا يسير بها في حد الاعتدال ولا تنجرف صوب الإفراط أو التفريط.

ارتفاع أسعار المنتجات التي تشتريها العائلة بشكل دوري يُحتّم إعادة تخطيط الموازنة من جديد

ويرى خبراء الاجتماع أن المصارحة بين الزوجين بخصوص الأمور المادية تستطيع تأمين علاقة جيدة بينهما، وهذا بالطبع يشمل حقيقة دخل الزوج أو الزوجة إن كانت تعمل، وأوجه الإنفاق المختلفة والمدخرات.

ويُعتبر ثبات الراتب الشهري عاملا أساسيا لتحديد الموازنة الشهرية. غير أن ظروف العمل تصاحبها دوماً تغيرات إن كان من خلال زيادة الدخل بعد ترقية أو انخفاض الراتب بعد ترك العمل. وفي حال ترك العمل تكون مهمة الاستمرار في تنفيذ الموازنة الشهرية أمرا في منتهى الصعوبة.

وينصح الخبراء بتقليل النفقات غير الضرورية ومحاولة توفير المال أكثر عند مواجهة مشكلة انخفاض الراتب حتى تتمكن الأسرة من الصمود لفترة أطول دون اللجوء إلى الاستدانة.

ويؤثر عدم سداد الأقساط المستحقة شهرياً بانتظام بشكلِ كبير على موازنة الأسرة لما يقوم البعض بسداد جزء من القسط المستحق، وفي نهاية الشهر يتفاجؤون بتراكم الديون أكثر بفعل الفوائد والرسوم.

وتشكل الظروف المالية غير المتوقّعة عبئاً على الميزانيّة، ومن أهم هذه الظروف تكاليف العلاج التي تتطلب سيولة نقديّة عاجلة. ويمكن تجنب ذلك من خلال تخصيص مبلغ معين شهرياً تحسباً لأي ظرف طارئ.

كما أن ارتفاع أسعار المنتجات التي تشتريها العائلة بشكل دوري يُحتّم إعادة تخطيط الموازنة من جديد. ويمكن أيضاً تخطي الميزانية في حال التسوّق بموسم الخصومات والعروض من دون التخطيط الصحيح لها وشراء منتجات أكثر من الحاجة. ولتفادي الوقوع في هذه المشكلة، ينصح الخبراء باتباع خطوات التسوق الذكي وشراء الأساسيات فقط.

كما تؤثر بعض الرسوم والاشتراكات التي تقوم بعض الأسر بسدادها بشكل سنوي أو شهري سلبا على الموازنة إن لم يتم الإعداد لها مسبقاً. فمثلاً قد تتطلب الرسوم المدرسية سدادها بشكل دوري مما يزيد العبء المالي على الراتب الشهري. وفي هذه الوضعية تكون فكرة الاستدانة هي الأقرب للبعض مما يزيد من التكلفة. وينصح الخبراء بإعداد طريقة لتوفير المال شهرياً لسداد هذه الرسوم في مواعيدها.

أما بالنسبة إلى الاشتراكات الشهرية المتعلقة بالأنشطة الترفيهية والصحف والمجلات، فيمكن التأكد من مدى أهميتها والاستفادة منها والتوقف عنها في حال عدم حاجة الأسرة إليها حتى يمكن توفير تكلفتها.

21