اتفاقية أردنية لاستكشاف فرص تطوير الهيدروجين والأمونيا الخضراء

عمّان - وسع الأردن من طموحاته للتحول النظيف من خلال إبرامه شراكة جديدة الثلاثاء تتيح له استكشاف الفرص الممكنة لتطوير مشاريع الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، في سياق إستراتيجيته طويلة المدى لمسح بصمته الكربونية.
ووقع وزير الطاقة صالح الخرابشة بالعاصمة عمّان مع المدير الإقليمي لشركة سي.تي.جي.أي رينيوابل أنيرجي بارتنرز محمد أبوعطية، مذكرة تفاهم لإعداد دراسات جدوى في هذا الغرض.
وأوضح الخرابشة عقب التوقيع أن المذكرة تهدف إلى تحديد الإطار العام للتعاون لغايات التسهيل على الشركة وتمكينها من عمل دراسة جدوى أولية لإنشاء مشروع جديد للهيدروجين الأخضر، وإلى توليد 200 ألف طن سنويا من الأمونيا البيئية.
وتتسلح وزارة الطاقة بإستراتيجية حث على اعتمادها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في فبراير 2023 ضمن أهداف تحويل البلد إلى مركز للطاقة الخضراء، مستفيدة من موقعه الإستراتيجي، والإمكانات الكبيرة التي يملكها من طاقتي الشمس والرياح.
ونسبت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية إلى الوزير الأردني قوله إنه “بعد انتهاء الشركة من الدراسات الأولية للمشروع وفي ضوء النتائج ستستمر الوزارة معها، وصولا إلى الاتفاقية الاستثمارية النهائية للمشروع”.
وهذه الاتفاقية هي الثالثة عشرة بالنسبة للشراكة الحكومية مع القطاع الخاص في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء.
وقال الخرابشة إنها “ستوسع أطر الاستثمار في هذا المجال وتحقيق رؤية الوزارة وطموحاتها بتحويل الأردن ليكون مركزا إقليميا وعالميا لإنتاج وتصدير الهيدروجين من خلال المذكرات الموقعة”.
وأكد التزام الوزارة بتسهيل مهمة الاستثمار في صناعة الهيدروجين لاعتباره فرصة ثمينة للأردن والمستثمرين على حد سواء.
وتأتي الشراكة ضمن جهود الحكومة لتعزيز دور الأردن كمركز إقليمي لإنتاج الطاقة الخضراء، من خلال الاستفادة من وفرة مصادر الطاقة المتجددة والموقع المهم للبلاد في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
كما أنها تمثل خطوة ضمن أولويات الوزارة ومن الأنشطة الرئيسية ضمن رؤية التحديث الاقتصادي 2033، ومنها الاستثمار في مشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر في الأردن، والتي تندرج تحت مبادرات التحول نحو استخدام الطاقة النظيفة.
ويقول خبراء إن الموقع الإستراتيجي للبلاد على البحر الأحمر يعد جذابا لدعم الهيدروجين الأخضر، بالنظر إلى مصدر المياه القريب التي يمكن توفيرها لتركيز هذه الصناعة دون مشاكل.
وتعليقا على الاتفاقية، أكد عطية دور الأردن المميز في تقديم التسهيلات لشركته لتمكينها من تقديم خدمات توليد الطاقة في الأردن.
وزارة الطاقة تتسلح بإستراتيجية حث على اعتمادها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في فبراير 2023 ضمن أهداف تحويل البلد إلى مركز للطاقة الخضراء
وبدأت الحكومة العمل على تطوير خارطة طريق الهيدروجين الأخضر مُنذ عام 2022، وهي تهدف إلى تشكيل بيئة تنظيمية وسياسات للإنتاج والتصدير مع ضمان الاستدامة البيئية والاقتصادية له.
ويُعد البلد أحد المهتمين بإنتاج الطاقة النظيفة، فهو يُولد حاليا قرابة 29 في المئة من إجمالي إنتاج الكهرباء من المصادر المستدامة، ويسعى إلى تحقيق 50 في المئة من الإنتاج بحلول نهاية هذا العقد.
وأجريت العديد من البحوث بشأن إمكانيات إنتاج الهيدروجين في العقبة، فقد قدرت دراسة “إمكانية إنتاج الهيدروجين الأخضر في الأردن” التي نشرتها مجلة أنيرجايز قبل أشهر أن يبلغ الإنتاج السنوي 70.9 ألف طن.
ويدعم البنك الدولي جهود الأردن في ترسيخ دعائم الهيدروجين الأخضر، إذ قدم مطلع العام الحالي دراسة بالتعاون مع شركة الاستشارات العالمية كواليتي أنيرجي ديفلوبمنت، قد تساعد الحكومة في تنفيذ خططها في هذا القطاع الناشئ بالبلاد.
وتتضمن الدراسة ثلاثة محاور رئيسية يتمثل أولها بالتوصيات الخاصة بتحسين البيئة التشريعية والتنظيمية المتعلقة بصناعة الهيدروجين الأخضر والأمونيا بناء على الخبرات الدولية في المجال مع تحديد دور الجهات المعنية المختلفة في الأردن بالقطاع.
ويشمل المحور الثاني من الدراسة الخيارات الفنية لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا بأقل التكاليف وبأعلى جودة.
أما المحور الثالث، فحدد أفضل خيارات الأطر التسويقية والتجارية لإنتاج وتوزيع وتصدير الهيدروجين والأمونيا بناء على الخبرات الدولية في هذا المجال.