اتساع رقعة الاحتجاجات يدفع النظام الإيراني إلى محاولة استرضاء المحتجين

طهران - دفع اتساع رقعة الاحتجاجات على النقص الحاد في المياه النظام الإيراني إلى محاولة استرضاء المحتجين في خوزستان دون التخلي عن إطلاق تهديدات مبطنة تجاههم.

وقال الرئيس الإيراني المنتهية ولايته حسن روحاني الخميس إن “من حق المواطنين في خوزستان أن يحتجوا على أزمة نقص المياه، وأن يعبروا عن رأيهم”.

وأضاف روحاني خلال افتتاح مشاريع وطنية أن “المواطنين في خوزستان يتمتعون بالذكاء، وقاوموا ودافعوا عن البلاد خلال الحرب الإيرانية العراقية، ويواجهون صعوبات كثيرة”.

واستدرك “لكن يجب فصل من ينددون بشعارات غير صحيحة أو يحاولون إثارة الشغب ولا يتجاوز عددهم مئات الأشخاص عن أهالي خوزستان، لا مشكلة في الاعتراض إذا كان في إطار القانون لكن الوضع قد يُستغل من قبل البعض، وقد يرفع شخص السلاح ويطلق النار”.

ويأتي ذلك في وقت قطعت فيه السلطات الإنترنت في محاولة للتعتيم على تصاعد الاحتجاجات في البلاد حيث امتدت المظاهرات إلى محافظتين أخريين هما أصفهان وبوشهر.

وأعلنت منظمة “نت بلوكس” عن خلل كبير في خدمات الإنترنت عبر الهاتف المحمول في إيران، وقالت “هذا الوضع مستمر”، مشيرة إلى أنه منذ 15 يوليو واجه مستخدمو الإنترنت في خوزستان خللا.

وذكرت المنظمة أن ”شبكة إنترنت الهواتف المحمولة في بعض المناطق الأخرى في إيران واجهت نفس الخلل”.

وكان روحاني قد استحضر الخميس نظرية المؤامرة، في امتداد لطريقة تعاطي السلطات الإيرانية مع الاحتجاجات، حيث قال موجها خطابه إلى المحتجين “لا يجب أن نُفْرِح أعداء إيران والأشخاص الذين يعادونها”.

علي شمخاني: أوامر بالإفراج عن الأشخاص الذين أوقفوا خلال الاحتجاجات

وأعلن أن الحكومة اعتمدت مشروعا لحل مشاكل خوزستان وأن إسحاق جهانكيري، مساعد رئيس الجمهورية، سيسافر إلى هذه المحافظة الجمعة بالرغم من المشاكل المالية التي تواجهها حكومته.

وجاء حديث روحاني في وقت أشارت فيه وسائل إعلام إيرانية محلية إلى أن ضحايا الاحتجاجات المتصاعدة منذ أسبوع 5 قتلى.

ويحاول النظام الإيراني احتواء تلك الاحتجاجات باسترضاء الإيرانيين رغم أنه يواصل انتهاج سياسة قمعية لوأد أي انتفاضة شعبية.

ودعا المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الحكومة إلى حل مشاكل محافظة خوزستان جنوب غربي البلاد، كما اعتبر الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني أن من حق المواطنين الاحتجاج على أزمة نقص المياه، لكنه ندد بما يقوم به “مثيرو الشغب”.

وأكد خامنئي في حسابه على إنستغرام ضرورة تسوية مشاكل المحافظة الصعبة بشكل فوري ونهائي، وطالب الحكومة بمتابعة مشاكل خوزستان وحلها.

وبدوره أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني عبر تويتر أن “قوات الأمن تلقت أوامر بالإفراج فورا عن كل الأشخاص الذين تم توقيفهم خلال الأحداث الراهنة في خوزستان، ولم يرتكبوا أي فعل جرمي”.

ولم يحدد شمخاني، المتحدر من خوزستان، عدد هؤلاء الموقوفين.

وتعتبر خوزستان المطلة على الخليج أبرز مناطق إنتاج النفط في إيران وإحدى أغنى المحافظات الـ31. كما أنها من المناطق القليلة في إيران ذات الغالبية الشيعية التي تقطنها أقلية كبيرة من السكان العرب.

وسبق لسكان المحافظة أن اشتكوا من تعرضهم للتهميش من قبل السلطات. وفي 2019 شهدت خوزستان احتجاجات مناهضة للحكومة طالت أيضا مناطق أخرى في البلاد.