اتساع تقلبات الأسواق العالمية يختبر المستثمرين في عام 2025

عوائد صناديق التحوط استفادت من التقلبات الجامحة في السوق التي أشعلتها السياسة مثل الانتخابات الأميركية في نوفمبر.
الخميس 2024/12/19
ما هذه النظرة الشاحبة

لندن - يشكل الاقتصاد الكلي الخيار الأول لإستراتيجيات صناديق التحوط في العام المقبل، مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى صدارة الأحداث، حيث يراهن المستثمرون على كيفية تأثير قرارات السياسة العالمية على الظروف الاقتصادية وكيف ستتطور في الأسواق المالية.

واستفادت عوائد صناديق التحوط هذا العام من التقلبات الجامحة في السوق التي أشعلتها السياسة مثل الانتخابات الأميركية في نوفمبر، والتقلبات في السياسة النقدية مثل رفع أسعار الفائدة من قبل بنك اليابان.

ومع تأكيد سبعة مستثمرين في صناديق التحوط ومديري محافظ لرويترز أنهم يراقبون الوضع عن كثب، أظهر استطلاع حديث أن المستثمرين يستعدون للمزيد من التقلبات في العام المقبل.

وقال كريغ بيرجستروم، المستثمر في صناديق التحوط، والمسؤول الاستثماري الرئيسي في كوربين كابيتال بارتنرز، لرويترز “يبدو الاقتصاد الكلي مثيرًا للاهتمام الآن في ظل خلفية سياسية أكثر اضطرابًا وما يعنيه ذلك لكل من السياسة المالية والنقدية.”

وقد تتسبب زيادات الرسوم الجمركية الأميركية في توجيه ضربة جديدة للاقتصاد العالمي، مما يؤدي إلى إضعاف اليوان الصيني واليورو بشكل أكبر، في حين يضيف إلى الضغوط التضخمية التي تبطئ قدرة بنك الاحتياطي الفيدرالي على خفض الفائدة.

كريغ بيرجستروم: الاقتصاد الكلي مثير للاهتمام وسط ما نراه من اضطراب
كريغ بيرجستروم: الاقتصاد الكلي مثير للاهتمام وسط ما نراه من اضطراب

ورغم أن صناديق التحوط المتخصصة في العملات المشفرة تغلبت على إستراتيجيات أخرى في عام 2024، حيث قدر مزود البيانات بيركين عائدا سنويا بنسبة 24.5 في المئة، فإن المستثمرين أقل اقتناعًا لعام 2025.

واحتل الاقتصاد الكلي المرتبة الأولى والعملات المشفرة في المرتبة الأخيرة في قائمة إستراتيجيات صناديق التحوط لـ239 شركة استثمارية استطلعت آراءها سوسيتيه جنرال في نوفمبر.

وذكر البنك في مذكرة للزبائن أن حوالي خمسي الذين شملهم الاستطلاع يهدفون إلى الاستثمار في الاقتصاد الكلي، مشيرا إلى أن الاهتمام بتداول السندات الحكومية انخفض. وفي الوقت نفسه، احتلت صناديق تداول السلع والأسهم المرتبة الثانية والثالثة.

واتفق جوردان بروكس، الرئيس المشارك لمجموعة إستراتيجيات الماكرو في شركة إدارة الاستثمار أي.كيو.آر، على أن السندات السيادية أصبحت أقل أهمية من موضوع الاستثمار الرئيسي.

وقال “أصبح التضخم الآن أكثر توازناً. ومن هنا، نعتقد أن الأمور أقل يقيناً على نطاق واسع،” مؤكدا أن سوق العملات التي تبلغ قيمتها 7.5 تريليون دولار يومياً ستكون موضع التركيز.

وعلى الرغم من تبني ترامب للأصول الرقمية، ووعده بالتنظيم الودي وتجميع مخزون من البيتكوين، إلا أن بعض مستثمري صناديق التحوط غير مقتنعين.

وقالت كارول وارد، رئيسة الحلول في مجموعة مان التي تبلغ قيمتها 175 مليار دولار، “لم نشهد الكثير من الطلب من المستثمرين المؤسسيين على جانب الحلول لإستراتيجيات تداول العملات المشفرة.”

وأكد بنيامين لو، مدير الاستثمار الأول في كامبريدج أسوشيتس، أن بعض الصناديق التي تتخذ من آسيا مقراً لها استكشفت الاستثمار في العملات المشفرة على نطاق صغير، لكن لم يحدث شيء بعد.

وقال لو، الذي تربط شركته الاستشارية صناديق التحوط بالمستثمرين وتتولى اختيار مديري الصناديق وتخصيصها للزبائن، إن “العملات المشفرة قد تكون بمثابة مُنوّع جيد يتم تداوله بشكل مختلف عن الأسواق الأوسع.”

زيادات الرسوم الجمركية الأميركية تتسبب في توجيه ضربة جديدة للاقتصاد العالمي، مما يؤدي إلى إضعاف اليوان الصيني واليورو بشكل أكبر

ولكنه يرى أن التقلبات عالية جدًا. وأوضح أنه “عندما تتحدث عن العملات المشفرة، ما الذي تتداوله، هل هي العملات المشفرة فقط، هل تشتري الشركات أم الأسهم؟”

وأضاف “التعريف واسع جدًا لدرجة أنه قد يثير المزيد من الأسئلة من المستثمرين الحاليين.”

ومع ذلك، فإن المواقف تتغير وقد قامت بعض الصناديق بتحديث وثائق المستثمرين الخاصة بها في العامين الماضيين للسماح لها بتضمين التعرض للعملات المشفرة، كما قال إيدو رولي، كبير مسؤولي الاستثمار في حلول صناديق التحوط في يو.بي.أس أسيت مانجمت.

وأوضح أن التعرضات الأكبر في صناديق التحوط غير المتخصصة لم تصل إلى هذا الحد بعد. ولا تخضع بورصات الأصول الرقمية للتنظيم وبعضها يحمل مخاطر السمعة والاحتيال، لافتا إلى أن بعض الصناديق وجدت طرقًا لتداول العملات المشفرة بشكل غير مباشر.

وقفزت قيمة نيكست جين ديجيتال فونتور، وهي صندوق تحوط مقره هونغ كونغ متخصص في أسهم العملات المشفرة، بنسبة 116 في المئة هذا العام حتى نوفمبر، بفضل تعرضها لأسهم مثل كوين بايز وميكروستراتيجي وماراثوان ديجيتال هوليدينغز.

ويستعد المؤسس جيسون هوانغ لتأسيس صندوقه الثاني الذي يركز على العملات المشفرة، وبينما كان متفائلا، حذّر من أن البيتكوين قد يصل إلى ذروة دورية العام المقبل.

وفي الوقت نفسه، أظهرت الملفات أن صناديق التحوط بما في ذلك ميلينيوم مانجمنت وتودور أنفيستمنت مانجمنت رفعت تعرضها لصناديق الاستثمار المتداولة في البورصة الأميركية للبيتكوين في الربع الثالث.

واشترت صناديق متعددة الإستراتيجيات السندات القابلة للتحويل لشركة البرمجيات ميكروستراتيجي، أكبر حامل مؤسسي للبيتكوين، والتي ارتفعت أسهمها بنحو 500 في المئة هذا العام.

وأشار أنتوني سكاراموتشي مؤسس شركة سكاي بريدج إلى أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت حتى تجتذب العملات المشفرة المزيد من كبار المستثمرين، حيث بدأت للتو المناقشات التنظيمية المحتملة.

وقال “نحن ننشئ الآن مدرجًا تنظيميًا. المؤسسات الكبرى، والهبات، والشركات الكبرى، لا تريد أن يتم طردها. إنهم يجلسون فوق أكوام من المال، ومن وظيفتهم تحمل مخاطر محسوبة.”

10