اتساع الهوة بين الفصائل الفلسطينية ينذر بفشل اجتماع الأمناء في القاهرة

حركة الجهاد الإسلامي تربط مشاركتها في الحوار بالإفراج عن المعتقلين السياسيين.
الأربعاء 2023/07/26
حظوظ ضعيفة لرأب الصدع

القدس - قالت فصائل فلسطينية إنها ستطرح خلال اجتماع الأمناء العامين الذي تستضيفه العاصمة المصرية القاهرة في 30 يوليو الجاري وضع خطة “وطنية شاملة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي”.

وأجمع عدد من قيادة تلك الفصائل أن “ملف المصالحة الفلسطينية سيتصدر هذا الاجتماع كونه أساسيا لا يمكن التوافق على أيّ خطة وطنية دون إتمامه”.

ودعا القادة إلى “تهيئة الأجواء والظروف لإنجاح هذا الحوار من خلال وقف الاعتقالات السياسية في الضفة الغربية ومنع الحملات الإعلامية الموجهة”.

وفي 10 يوليو الجاري وجّه الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعوة للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية لعقد اجتماع طارئ لبحث المخاطر في أعقاب عملية عسكرية إسرائيلية استمرت نحو 48 ساعة في مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية، استخدمت فيها مروحيات وطائرات مسيرة وقوات برية بداعي ملاحقة مسلحين.

وأسفرت العملية التي اعتبرت الأكبر منذ أكثر من 20 عاما، عن مقتل 12 فلسطينيا وإصابة نحو 140 آخرين، إضافة إلى دمار هائل طال نحو 80 في المئة من المباني والمنازل والبنية التحتية بالمخيم.

حسين حمايل: ندعو حماس إلى ترجمة الأقوال إلى أفعال على الأرض
حسين حمايل: ندعو حماس إلى ترجمة الأقوال إلى أفعال على الأرض

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد حينها إن “الدعوات التي وجهها الرئيس عباس لحضور اللقاء الذي سيعقد بالقاهرة في 30 يوليو الجاري سلمت لكافة الفصائل دون استثناء وتمت بعد التشاور مع الأشقاء في مصر”.

وتربط حركة الجهاد الإسلامي مشاركتها في هذا الحوار بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، فيما لم يصدر موقف عن حركة حماس حول ذلك.

ويسود أراضي السلطة الفلسطينية (الضفة الغربية وقطاع غزة) انقسام سياسي منذ يونيو 2007، بسبب الخلافات الحادة بين حركتي فتح وحماس، فيما لم تفلح الوساطات الإقليمية والدولية في إنهائه.

وقال الناطق باسم حركة فتح حسين حمايل إن حركته “لا تضع أيّ شروط في اللقاء ما دام لا يوجد ما يخدش استقلالية القرار الفلسطيني وثوابته الوطنية”.

وأضاف “الواقع الفلسطيني العام في ظل حالة الاجرام التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية ومستوطنوها نذهب إلى تغليب المصلحة الوطنية على أي أجندات حزبية”.

وأشار حمايل إلى أن حركته “لا تضع أيّ شروط في اللقاء وتؤمن بالذهاب نحو إنهاء الانقسام السياسي والانطلاق موحدين لمواجهة الخطر الحقيقي المتمثل بالاحتلال الإسرائيلي”.

عباس أجّل قبول استقالة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية لما بعد لقاء القاهرة

ولفت إلى أن حركته “تأمل أن يخرج لقاء القاهرة بنتائج ملموسة على كافة الصعد ولها علاقة بالعمل على توحيد الخطاب الإعلامي والرواية”.

وأردف حمايل “اليوم كل أنظار الشعب الفلسطيني تتوجه نحو لقاء القاهرة، وشعبنا يريد أن نعود موحدين قولا وفعلا”.

ودعا الناطق باسم فتح حركة حماس إلى “ترجمة الأقوال إلى أفعال على الأرض”. وقال “نقول للكل الفلسطيني لا يوجد أيّ طريق سوى إنهاء الانقسام”.

ورأى أمين عام حزب المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن “من الأهمية بمكان الذهاب نحو لقاء القاهرة للخروج ببرنامج موحد مقاوم”. وقال “حتى الآن لم يحدد جدول أعمال اجتماع أمناء الفصائل”.

وأضاف البرغوثي “ما نعيشه اليوم يوازي نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، والعقيدة الصهيونية الإسرائيلية جعلت لا حلول وسط”.

وأردف “اليوم لا يوجد شيء أهم من الوحدة على إستراتيجية وطنية موحدة مقاومة لأن الاحتلال وإرهاب المستوطنين لا يفهمان إلا القوة”.

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ستشارك في هذا الحوار الذي طالبت بشكل مسبق بضرورة وجود جدول أعمال لإنجاحه

ودعا البرغوثي الكل الفلسطيني إلى “التخلي عمّا ثبت فشله من حلول سياسية متمثلة في اتفاق أوسلو والذي حطم بفعل الاحتلال الإسرائيلي”.

وفي 13 سبتمبر 1993، وقع محمود عباس رئيس دائرة الشؤون القومية والدولية في منظمة التحرير آنذاك، بمشاركة رئيس المنظمة الراحل ياسر عرفات، ووزير الخارجية الإسرائيلي شيمون بيريز، ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، إسحق رابين (اغتيل لاحقًا)، في العاصمة الأميركية واشنطن، اتفاق أوسلو.

وجاء الاتفاق الذي أطلق عليه اسم “أوسلو”، نسبة إلى مدينة “أوسلو” النرويجية حيث عقدت هناك 14 جولة من المفاوضات الثنائية السرية بين الطرفين.

وتابع البرغوثي “إسرائيل ذاهبة نحو ضم الضفة الغربية، والمطلوب إستراتيجية كفاحية توحد كافة الطاقات لمواجهة هذا الخطر”.

ودعا القيادي الفلسطيني اجتماع أمناء الفصائل إلى “إنتاج قيادة موحدة تضم الكل الفلسطيني بما لا يتعارض مع دور منظمة التحرير بل مساندة لها”.

مصطفى البرغوثي: لا يوجد شيء أهم من الوحدة على إستراتيجية وطنية
مصطفى البرغوثي: لا يوجد شيء أهم من الوحدة على إستراتيجية وطنية

وقالت مصادر مقربة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن “عباس أجّل قبول استقالة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية لما بعد لقاء القاهرة”.

وأشارت المصادر إلى أن ذلك يأتي لإعطاء فرصة للفصائل الفلسطينية من أجل الذهاب نحو تشكيل حكومة وحدة فلسطينية متوافق عليها من قبل الجميع تضم أكاديميين وتكنوقراط.

وكانت مصار مقربة من رئيس الحكومة الفلسطينية قد قالت إن اشتية قدم استقالته للرئيس الفلسطيني، وهو ما لم يتم تأكيده رسميا حتى الساعة.

من جانبها قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إنها “ستشارك في هذا الحوار الذي طالبت بشكل مسبق بضرورة وجود جدول أعمال لإنجاحه.

وقالت عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية مريم أبودقة “طالبنا بشكل مسبق بضرورة وجود جدول أعمال لمناقشة كل الاتفاقيات الفلسطينية (الإسرائيلية) السابقة وتنفيذها”.

وأضافت” كما يقول الاحتلال يجب شطب القضية الفلسطينية، نقول في الجبهة إنه من الطبيعي شطب أوسلو وكل ملحقاتها”.

كما طالبت الجبهة الشعبية، وفق أبودقة، بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين من أيّ جهة كانت (في إشارة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس) لتكون الأرضية والبيئة خصبة ووقف كافة الحملات الإعلامية التي من شأنها توتير الحوار”.

وأوضحت أن غالبية الفصائل متفقة على ضرورة الاتفاق خلال الاجتماع على “خطة وطنية إستراتيجية لمقاومة الاحتلال الذي يستهدف الكل الفلسطيني”.

2