اتحاد كونفدرالي بين النيجر ومالي وبوركينافاسو يسهل الولوج للأطلسي

نيامي - أعلنت السلطات في كل من بوركينا فاسو ومالي والنيجر، في بلاغ مشترك، من العاصمة انيامي، عن انتهائها من الصيغة النهائية لتشكيل اتحاد كونفدرالي لدول الساحل الافريقي يفترض التوقيع عليها في القمة المقبلة لرؤساء الدول الثلاثة. ولن يتم الكشف عن محتواها قبل تقديمها إلى رؤساء الدول لاعتمادها في القمة المقبلة والتي لم يتم تحديد موعدها بعد.
ويعتبر هذا الاجتماع الثاني من نوعه لوزراء الخارجية في دول الساحل، الذي يأتي ضمن الاستعدادات لعقد قمة قادة بلدان تحالف الساحل في الأيام القادمة.
ومن المتوقع أن يعبد التحالف الجديد الطريق أمام تنزيل أسرع للمبادرة الأطلسية المغربية الإستراتيجية تجاه دول الساحل الرامية لتحقيق التقارب السياسي والاقتصادي المشترك. كما سيسهّل للدول الثلاث الدخول مباشرة إلى المحيط الأطلسي لتسويق منتجاتها، وتحقيق تنمية شاملة لمواطنيها.
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد أكد في خطابه الموجه إلى القمة الـ15 لمنظمة التعاون الإسلامي التي انعقدت يومي 4 و5 مايو الجاري بالعاصمة الغامبية بانغول، أن المبادرة ستمثل حلقة وصل مع المشاريع التنموية الأخرى في المنطقة خصوصا مشروع أنبوب الغاز النيجيري المغربي الهادف لنقل الغاز من دول غرب أفريقيا إلى أوروبا، مشيرا إلى أنها ستكون مسارا لشراكة إفريقية هدفها الأسمى تعزيز روابط التعاون والاندماج بين الدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي.
وفي يناير الماضي، أعلنت النيجر ومالي وبوريكينا فاسو انسحابها بشكل مفاجئ من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) والانخراط رسميا في مبادرة الأطلسي التي طرحها الملك محمد السادس في ذكرى المسيرة الخضراء والتي تتيح لدول الساحل الولوج للأطلسي.
وتسعى ايكواس منفذ فترة لترميم تصدع العلاقات مع النيجر ومالي وبوركينا فاسو خشية التفكك على ضوء إعلان الدول الثلاث تحالفا موازيا للمجموعة التي تتوجس أيضا من أن يستقطب التحالف الجديد دولا أخرى.
وأكدت الدول الثلاث التزامها بالمضي في عملية تنفيذ تحالف دول الساحل وإنشاء اتحاد ثلاثي دون الكشف عن تفاصيل إنشاء هذا الاتحاد أو مدى تقارب التنسيق المزمع بينها في المصالح السياسية والاقتصادية والأمنية وفي معركتها المستمرة مع متمردين متشددين أدى لزعزعة استقرار المنطقة ككل.
وفي سبتمبر 2023، وقع قادة مالي وبوركينا فاسو والنيجر ميثاقا لإنشاء تحالف لدول الساحل يقرّ بأن التعدي على سيادة أو سلامة أراضي دولة من الدول الأعضاء سيعتبر عدوانا على التحالف ويتطلب تدخلا عسكريا جماعيا.
وقال وزير الدفاع المالي عبدالله ديوب للصحفيين إن "هذا التحالف سيكون مزيجا من الجهود العسكرية والاقتصادية بين الدول الثلاث".
وكانت بوركينافاسو قد أعلنت عن قرب موعد انتقال مجموعة دول الساحل وموريتانيا، إلى مرحلة التطبيق العملي للمبادرة الاستراتيجية الأطلسية، إذ أفاد وزير خارجيتها كاراموكو جان ماري تراوري، أن الخبراء جاهزون تماما لمرحلة التفعيل، على إثر تداول هذا الموضوع مع نظيره المغربي ناصر بوريطة في 4 مايو الجاري ببانغول على هامش قمة منظمة المؤتمر الإسلامي.
وأشار الوزير البوركيني، أنه اتفق مع شركاء بلاده من دول الساحل ونظيره المغربي ناصر بوريطة على عقد اجتماع لدراسة تنفيذ المبادرة الأطلسية في أقرب وقت وأن العمل على مختلف الأصعدة متواصل لتفعيل والتي سيتم الكشف عن ملامحها التقنية قريبا، مؤكّدا أنها لا تتوقف على الولوج المادي إلى المحيط الأطلسي فقط، بل إنها وأكثر من ذلك بكثير ستنقل اقتصادات دول المنطقة من المحلية إلى العالمية."