اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.. أربعون سنة في خدمة الأدب

الاتحاد يطلق إستراتيجيات جديدة للمرحلة المقبلة.
الأربعاء 2024/08/21
بيت جامع لكل الكتاب

تمثل اتحادات الكتاب الجهة الأولى المسؤولة عن تحريك الساحة الأدبية والاهتمام بالكتاب والأدباء واكتشاف المواهب الجديدة وتبني تجارب مختلفة، إذ تمثل المجال الأول الذي يتجه إليه كل كاتب، وهذه وظيفتها الأساسية التي يؤمن بها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الذي يحتفي هذا العام بمرور أربعين سنة على تأسيسه.

الشارقة - يعد اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات من أقدم جمعيات النفع العام في الدولة، وأعلن عن تأسيسه بموجب القرار الوزاري رقم 137 لسنة 1984 الصادر عن وزارة تنمية المجتمع (وزارة العمل والشؤون الاجتماعية سابقا) واتخذ من الشارقة مركزا رئيسيا له، وأنشئت فروع أخرى له في إمارات الدولة بينها أبوظبي ودبي ورأس الخيمة.

واحتفل الاتحاد بمناسبة مرور 40 عاما على تأسيسه، وذلك في مقر هيئة الشارقة للكتاب في 25 مايو الماضي.

دعم الحركة الثقافية

ساهم الاتحاد، منذ لحظة التأسيس، في دعم الحركة الثقافية بالدولة، باحتضانه في بداياته لجيل الرواد، الذي كان في أوج تألقه في تلك الفترة، وشكل مظلة مهمة لهم عبروا من خلالها عن إبداعاتهم التي ساهمت فيما بعد في ظهور أجيال وأجيال، تمد مصبات الثقافة الإماراتية بالأعمال السردية والشعرية والنقدية، ما ساهم في تعزيز الطرح الثقافي محليا، وتمكين دوره في المشهدين العربي والعالمي.

وفي احتفالية الاتحاد بعامه الأربعين لفت رئيسه الجديد سلطان العميمي إلى تاريخ قيام اتحاد الكتاب والأدباء، واهتمام الدولة الكبير بالجانب الثقافي وأصحاب الكلمة من المبدعين والدعم اللامحدود الذي يتوفر لهم.

وأضاف العميمي “أربعون عاما مضت على تأسيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، الذي وضع نصب عينيه منذ تأسيسه المساهمة في خدمة الساحة الثقافية الإماراتية، ودعم الكتّاب والأدباء في الإمارات، لإبراز أصواتهم، واكتشاف الموهوبين ودعمهم، متمسكاً في ذلك بلغته العربية الأم، ومحافظاً على إنتاجه الكتابي والفكري ذي المستوى والمحتوى الهادف”.

الاتحاد دعم الكتّاب والأدباء في الإمارات لإبراز أصواتهم وساهم في اكتشاف الموهوبين ودعمهم، متمسكا بلغته العربية الأم

ولفت رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات إلى مسيرة الاتحاد والحراك الثقافي في الدولة وتطورها ورعاية الدولة لها لتعزيز وترسيخ الحركة الأدبية والمعرفية، ودعم الكلمة والكِتاب والكُتّاب، حيث تُوّج ذلك بتأسيس اتحاد الكتاب في السادس والعشرين من مايو 1984، ومن قبله تأسيس معارض الكتب، وعدد من المؤسسات الثقافية المتخصصة، والتي أسهمت جميعها في حراك ثقافي متواصل.

وأشار العميمي إلى الجهود الحالية المبذولة لتطوير عمل الاتحاد وتحقيق أهدافه المنشودة، في الثقافة واللغة ومجابهة التحديات، وقال “قبل سنة من الآن أطلق الاتحاد إستراتيجيته الجديدة للمرحلة المقبلة، ساعياً من خلالها إلى نقل أنشطته نحو آفاق جديدة من التخطيط والانتشار والدعم، مؤمناً في ذلك بأن المرحلة التي يعيشها وطننا الغالي هي مرحلة ازدهار وريادة وصدارة على مختلف الأصعدة، وفي زمن أصبح الإعلام فيه يمر بمرحلة مخاض جديدة، متغيرة بشكل دائم، ومسيطرة على حياة الأفراد، بات الاتحاد أكثر إيماناً بحاجتنا إلى خلق ذلك التوازن بين أصالتنا وهُويتنا ولغتنا العربية من جهة، والتغيرات الكبيرة والمؤثرة في حياتنا من جهة أخرى”.

وشدد رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات على أهمية جهود ومشاركات رؤساء الاتحاد السابقين ممن حملوا راية الكتابة باكراً وتركوا إرثاً قيّماً، مشيراً إلى أن الاتحاد يمضي بخطىً ثابتة نحو الإسهام الثقافي والإنساني في المسيرة الحضارية للوطن.

 وقال “إننا ندرك في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات أهمية الأدوار والمسؤولية المناطة بنا لخدمة المشهد الثقافي، الذي يشارك فيه كتّاب من مختلف الأجيال، مؤمنين في الوقت نفسه بأن الكاتب الإماراتي في حاجة مستمرة إلى استحضار الوعي بمسؤولية الكلمة التي تصدر عنه في كتاباته، فالكتابة كانت ومازالت عملاً إنسانياً ساهم في نشوء الحضارات البشرية وتطور علومها، وتشكيل الهوية والوعي، لتمثّل عنصرا رئيساً في تطور الفكر البشري وحضارته. ويحضر معنا من زرعوا اللبنة الأولى لتأسيس هذا الاتحاد، ولا ننسى من ودّع هذه الحياة من الأعضاء المؤسسين، تاركين خلفهم أثراً لا ينسى من الإبداع والعطاء، عطاءٌ مستمر، منذ أربعين عاماً، تحققت خلالها إنجازات كثيرة، وأكثر منه، ما نحلم به جميعاً هنا من بذل وإنجاز أكبر”.

إنجازات مستمرة

منذ تأسيسه ساهم الاتحاد في دعم الحركة الثقافية بالدولة، باحتضانه في بداياته جيل الرواد، الذي كان في أوج تألقه
منذ تأسيسه ساهم الاتحاد في دعم الحركة الثقافية بالدولة، باحتضانه في بداياته جيل الرواد، الذي كان في أوج تألقه

استمرارا لتلك المسيرة الحافلة بالإنجازات شهِد اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات منذ يونيو 2021 حتى أغسطس 2024 حراكا وزخما ثقافيا متنوعا على المستويين المحلي والعالمي، وذلك بعد أن انتخب أعضاء الاتحاد في جمعيته العمومية التي عقدت في 24 يونيو 2021، مجلس إدارة جديدا ضم نخبة من الوجوه الأدبية والثقافية المخضرمة والشابة، من الإماراتيين والإماراتيات، ممن لهم حضور قوي في المشهد الثقافي المحلي، وساهموا في تطوير أنشطته، وتأكيد حضوره على الساحة المحلية والساحتين العربية والعالمية.

ضم المجلس المنتخب الدكتور سلطان العميمي رئيسا لمجلس الإدارة، وعائشة سلطان نائبا لرئيس المجلس، وشيخة المطيري أمينة السر العام ومديرة فرع دبي، إضافة إلى شيخة الجابري مسؤولة ثقافية ومديرة فرع أبوظبي، ولولوة المنصوري مسؤولة عن النشر والتوزيع.

كما ضم المجلس المنتخب محمد شعيب الحمادي مديرا للإدارة المالية وعبدالرحمن نقي البستكي مسؤولا عن الإعلام والعلاقات العامة.

وشهد الاتحاد نشاطا كبيرا ومتنوعا، في مقره الرئيس وفروعه الأخرى ونظم بعد انتخاب مجلس الإدارة الحالي وقدم عددا كبيرا من الندوات والأمسيات الثقافية النوعية خلال الفترة من يونيو 2012 إلى أغسطس 2024.

ووصلت هذه الفعاليات إلى 212 فعالية، اشتملت على 155 نشاطا ثقافيا فيما احتضن مقر الاتحاد الرئيس في الشارقة على مدار السنوات الثلاث الماضية 61 فعالية ثقافية حيث شهد عام 2021 تقديم 8 فعاليات، وعام 2022 نظم 22 فعالية وعام 2023 أنجز 21 فعالية أقامها الاتحاد في فرعه الرئيس، و10 فعاليات في عام 2024.

كما قدم عشرات الفعاليات في فروعه بأبوظبي ودبي ورأس الخيمة وشارك على مدار السنوات الثلاث الماضية بـ57 نشاطا ثقافيا في معارض الكتب بين العامين 2021 و2024، وذلك في معرضي الشارقة وأبوظبي ومهرجان العين للكتاب، إضافة إلى معارض أخرى مثل معرض سكة بحي الفهيدي – بدبي في مارس 2022، ومعرض الكتاب الإماراتي في أبريل 2022، ومعرض الكتاب المصغر بمركز أبوظبي للإبداع في فبراير 2023.

وكان للاتحاد حضور مميز في معارض الكتب الخارجية، مثل معرض القاهرة الدولي ومعرض مسقط ومعرض اليونان، وشارك بالتعاون مع هيئة الشارقة للكتاب في ترجمة أعمال المؤلفين الإماراتيين إلى الإنجليزية والإسبانية، وذلك ضمن معرض لندن الدولي للكتاب في أبريل 2022، ومعرض المكسيك الدولي للكتاب في نوفمبر 2022.

مشاركات الاتحاد في الحياة الثقافية داخل الإمارات وخارجها لا تتوقف، وهذا هو الرهان الذي يتخده لترسيخ مكانته المؤثرة والفاعلة أدبيا وثقافيا

وساهم الاتحاد بالتعاون مع هيئة الشارقة للكتاب في ترجمة عدد من الكتب لمؤلفين إماراتيين، من اللغة العربية إلى اللغة الكورية، والمشاركة في الفعاليات الثقافية التي أقيمت على هامش معرض سيول بكوريا الجنوبية في شهر يونيو 2023.

وأصدر اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات خلال الفترة من يونيو 2021 إلى أغسطس 2024، 28 كتابا و8 أعداد من الدوريات، منها 3 دواوين شعرية و9 مجموعات قصصية، وكتاب نصوص وكتاب تراجم و14 كتابا في الدراسات النقدية، وعددان من مجلة دراسات، وعدد واحد من مجلة شؤون أدبية، و5 أعداد من النشرة الثقافية. كما قدم عضويته لـ53 كاتبا وأديبا جديدا.

ولا تتوقف مشاركات الاتحاد في الحياة الثقافية داخل الإمارات وخارجها، وهذا هو الرهان الذي يتخده لترسيخ مكانته المؤثرة والفاعلة أدبيا وثقافيا.

ووفق هذا التمشي وقع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات عددا من اتفاقيات التعاون الثقافي مع عدة مؤسسات محلية خلال الفترة الممتدة من 2021 إلى 2024، منها الأرشيف والمكتبة الوطنية، وهيئة الشارقة للكتاب، وإدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وهيئة الشارقة للوثائق والأرشيف، ووزارة الثقافة ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون. كما وقع الاتحاد اتفاقية تعاون حول طباعة ونشر وتوزيع الكتب مع دار العنوان للطباعة والنشر في الدولة.

ونجح المجلس في إعادة جائزة غانم غباش للقصة القصيرة إلى الواجهة بعد غياب طويل، حيث أعلن الاتحاد في 25 ديسمبر الماضي عن فتح باب المشاركة في الدورة الخامسة عشرة من الجائزة وشكل لجنة خاصة للنظر في القصص المشاركة واختيار الفائزين الذين تم الإعلان عن أسمائهم في حفل تكريم أقيم بالمقر الرئيسي في 26 مايو الماضي.

12