اتحاد الناشرين الدوليين يطلق أول برنامج ترجمة فورية بالذكاء الاصطناعي

الفرق بين المترجم البشري والمترجم الآلة هو الروح، ومهما حاولنا تجريد الترجمة من الجانب الروحي فذلك غير ممكن.
الثلاثاء 2025/06/24
وديان أحمد مرتضى: الآلة لن تحل محل البشر في الترجمة

بيروت- أعلنت رئيسة اتحاد المترجمين الدوليين الدكتورة وديان أحمد مرتضى عن “إطلاق برنامجها الأول في العالم العربي للترجمة الفورية وهو “مشروع رائد لبناني الأصل، يهدف إلى نقل مهنة الترجمة إلى آفاقٍ رقميةٍ جديدة تربط الترجمة الفورية بالتكنولوجيا الحديثة، وتعزّز التواصل الفعّال بين الثقافات.”

وجاء هذا الإعلان ضمن الحفل السنوي لتكريم الفائزين في مسابقة Traducteur En Herbe في نسختها الثالثة، والتي تهدف إلى اكتشاف وتشجيع المواهب الناشئة في مجال الترجمة، وذلك في بلدية عالية اللبنانية.

وشددت الكلمات التي احتفت بهذه المناسبة على أهمية الترجمة وآفاقها والتعليم والابتكار والتكنولوجيا. كما تمّ تكريم الفائزين في المسابقة من مختلف المراحل التعليمية؛ إذ فاز في المرحلة المتوسطة مصطفى كنعان من ثانوية الكوثر، وعن المرحلة الثانوية توجت جوليا إدريس من ثانوية السفير ورشا حمزة من ثانوية الإمام الجواد، أما الجائزة المخصصة للمرحلة الجامعية فكانت من نصيب جانيت أبي ناهد عن جامعة القديس يوسف (USJ).

لا يمكن الاستغناء عن الترجمة كمجال ناقل للثقافات، فهو جوهر التواصل واللغة، ولذا سيستمر في التطور

ومن شأن المسابقات المنفتحة على آخر التطورات في ميدان الترجمة أن تدعم حركة هذه المهنة بالغة الأهمية، وتفتحها على آفاق واسعة كقوة ناعمة ضرورية بما لها من أثر ثقافي واجتماعي واقتصادي وحتى سياسي وقانوني.

الدكتورة وديان أحمد مرتضى وهي تشغل أيضا منصب المدير العام لمؤسسة معهد البورد البريطاني وعضو نقابة المترجمين المحلّفين، اعتبرت في تصريح إعلامي سابق أن على المترجم أن يتابع أي تطور يوجد، فالمترجم، في رأيها، يجب أن يكون متابعا بشكل يومي للأخبار والابتكارات الجديدة في اختصاصه وخارجه، إذ يجب أن يكون على دراية بالمصطلحات الجديدة ويكون على جهوزية عالية للتعامل معها.

وأضافت “الذكاء الاصطناعي يجتاح العالم، نحن لسنا ضده، وعلى أي مترجم كان يريد أن يطور نفسه أن يتابع هذا الموضوع ويحاول أن يستفيد منه،” مشددة على أن الذكاء الاصطناعي يدعم مهنة الترجمة، لكنها ترفض أن يحل محل المترجم البشري ولا تقبل بهذا نهائيا، غير أنها لا تخفي قدرة هذا الابتكار الكبيرة على مساعدة المترجمين.

وتطرقت إلى برنامج الترجمة الفورية الذي ابتكرته، والذي لا يلغي تدخل المترجم البشري الذي يحدد الحقول الدلالية وغيرها، وتؤكد على الدور الهام لهذا البرنامج كمساعد للمترجمين الفوريين، إذ يخفف عنهم الضغوط، ويمكّنهم من تسريع عملية الترجمة.

تنظيم برامج للمترجمين الشبان والطلاب في الاستعانة بالكمبيوترات في الترجمة، وهي برامج مساعدة

وبينت أن الفرق بين المترجم البشري والمترجم الآلة هو الروح، ومهما حاولنا تجريد الترجمة من الجانب الروحي فذلك غير ممكن نهائيا، فالمترجم ينقل ثقافة ولغة وفكرا، ثم الذكاء الاصطناعي هو في النهاية آلة نحن من نزودها بالمعلومات وليست هي من تبتكر المعلومات.

من ناحية أخرى، وتأكيدا على الدور البشري في الترجمة، أشارت مرتضى إلى الترجمة مثلا في مجال القانون، إذ من الممكن لترجمات الذكاء الاصطناعي بمفردها أن تتسبب في الكثير من المشاكل، فالترجمة القانونية على عكس الترجمة الأدبية التي من الممكن أن تعطي صورا مختلفة نوعا ما دون تأثير، لكن في الترجمة القانونية يكفي تغيير فاصلة لتغيير مسار قضية.

وأكدت أن هناك قطاعات يمكنها الاعتماد بشكل أكبر على الترجمة الفورية للذكاء الاصطناعي، مثل الترجمة في المجالات التجارية أو الاقتصادية، لكن في الترجمة الأدبية أو القانونية لا يمكن الاعتماد بشكل نهائي على ترجمات الآلة، ويبقى دوره فيها مساعدا إذ يمكن أن يختصر وقت الترجمة وهذا ما يؤكد عليه اتحاد المترجمين الدوليين الذي يواكب يوميا آخر التطورات.

وشددت مرتضى على أهمية تنظيم برامج للمترجمين الشبان والطلاب في الاستعانة بالكمبيوترات في الترجمة، وهي برامج مساعدة، موضحة أنهم كاتحاد دولي للمترجمين يرافقون الطلاب لتوعيتهم بطرق الاستخدام؛ فالذكاء الاصطناعي يجب أن يكون دوره مساعدا، ويجب تبديد المخاوف منه لأنه مهما تطور لن يصل إلى قدرات العقل البشري.

ولفتت إلى تواصل اختصاص الترجمة في الجامعات، إذ لا يمكن الاستغناء عن الترجمة كمجال ناقل للثقافات، فهو جوهر التواصل واللغة، ولذا سيستمر في التطور.

12