اتحاد الشغل يرفض الإصلاحات الحكومية في تونس

الاتحاد العام التونسي للشغل بعث برسائل تصعيدية جديدة معلنا رفضه للإصلاحات التي تتفاوض عليها الحكومة مع صندوق النقد الدولي.
الجمعة 2022/03/18
تصعيد لا يخلو من مكاسب

تونس - بعث الاتحاد العام التونسي للشغل الخميس برسائل تصعيدية جديدة مع السلطات، معلنا رفضه القطعي للإصلاحات التي تتفاوض عليها الحكومة برئاسة نجلاء بودن مع صندوق النقد الدولي.

وبالتزامن مع إعلان صندوق النقد الدولي أنه سيوفد فريقا لزيارة تونس في وقت لاحق من هذا الشهر، وصف الاتحاد الإصلاحات التي طرحتها الحكومة بـ"حزمة إفساد".

وكشف الأمين العام المساعد للاتحاد صلاح الدين السالمي الخميس عن غضب الاتحاد وإصراره على التحرك إذا لم تقم السلطات التونسية بعقد حوار حول المستقبل السياسي والاقتصادي لتونس، معتبرا أنه في حالة السعي للانفراد بالقرار فإن الاتحاد سيرد بشكل قوي ولن يبقى مكتوف الأيدي.

وقال السالمي بعد يوم من عودة الأمين العام للاتحاد نورالدين الطبوبي إلى التصعيد في لهجته مع الحكومة إن “اتحاد الشغل لديه مقترحات إصلاح بديلة تتضمن مكافحة التهرب الضريبي والعدالة الضريبية الحقيقية وترشيد الدعم وإصلاح المؤسسات العامة”.

وأعلن الطبوبي الأربعاء معارضته للإصلاحات الاقتصادية "المؤلمة" التي تطالب بها الجهات الدولية المانحة. وقال إن "الشركات العامة ليست للبيع والقطاع العام خط أحمر.. الإصلاحات الموجعة انسوها" ودعا إلى زيادة الأجور في العام الجاري والعام المقبل.

لجوء رئيس المنظمة النقابية نورالدين الطبوبي إلى التصعيد الهدف منه تحصيل مكاسب جديدة وعلى رأسها نيل اهتمام دائم من الرئيس قيس سعيد

ورأى مراقبون تصريحات الطبوبي التصعيدية الأربعاء بمثابة نقض للتهدئة مع سعيد بعد لقاء جمع الطرفين في يناير الماضي خرج بعده الأمين العام للنقابة التونسية بتصريحات تعكس سعيا للتقرب من مسار الخامس والعشرين من يوليو الذي يقوده الرئيس التونسي خاصة عندما دعا القوى السياسية المعارضة غداة انتخابه على رأس المنظمة النقابية إلى “مراجعة مواقفها والتنازل عن طلباتها بعودة البرلمان من أجل مصلحة البلاد”، مشددا على أن “البرلمان المعلقة أعماله بات من الماضي”.

ويأتي تصعيد الاتحاد في الوقت الذي تأمل فيه تونس التوصل إلى اتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي يسمح بحصولها على تمويلات بقيمة 4 مليارات دولار خلال هذا الشهر موعد انطلاق مفاوضاتها الرسمية والنهائية من أجل توقيع اتفاقية جديدة مع المانحين الدوليين.

واعتبرت أوساط سياسية تونسية مطلعة أن لجوء الطبوبي إلى التصعيد في خطابه أمر معهود، وأن الهدف هو تحصيل مكاسب جديدة وعلى رأسها نيل اهتمام دائم من الرئيس سعيد، والظهور بمظهر الرجل الفاعل في المشهد السياسي كما كان يفعل في سنوات ماضية، حيث كانت الحكومات تستشيره في مختلف التفاصيل وتتجنب غضب الاتحاد.

وجاءت رسائل الاتحاد بالتزامن مع إعلان صندوق النقد الدولي عن عزمه إرسال وفد من خبرائه إلى تونس هذا الشهر.

وذكر صندوق النقد الدولي الخميس أن فريقا صغيرا من خبرائه سيزورون تونس الشهر الجاري لإجراء المزيد من المناقشات بشأن برنامج تمويل محتمل يدعمه الصندوق، مشيرا إلى حدوث تقدم جيد في المناقشات حتى الآن.

وقال المتحدث باسم صندوق النقد جيري رايس إن الزيارة تأتي بعد عدة أشهر من المشاورات مع السلطات التونسية بشأن طلبها برنامجا مدعوما من الصندوق.

وقال "يعتزم فريق صغير من العاملين في صندوق النقد الدولي زيارة تونس لإجراء المزيد من المناقشات مع السلطات هذا الشهر للبناء على ما يمكنني وصفه بالتقدم الجيد المُحرز في فهم سياساتهم الإصلاحية".

4