اتحاد الشغل يثير جدلا واسعا بتنظيم مؤتمر استثنائي رغم الحجر الصحي في تونس

نورالدين الطبوبي: اللقاح هو الحل الوحيد لسلامة المواطنين وغير ذلك هو مجرد كلام إنشائي.
الخميس 2021/07/08
مؤتمر يخرق قانون الحجر الصحي

تونس – أثار قرار الاتحاد العام التونسي للشغل تنظيم مؤتمر استثنائي مخصّص لتمديد عهدة مكتبه التنفيذي وعلى رأسه أمينه العام نورالدين الطبوبي، رغم الوضع الصحي الحرج في البلاد، جدلا واسعا بين التونسيين.

وبدأ مؤتمر الاتحاد، أكبر المنظمات الوطنية في تونس، أشغاله الخميس وتستمر حتى الجمعة رغم إصدار إحدى المحاكم التونسية الخميس قرارا بمنع تنظيمه بسبب الوضع الوبائي الخطير.

ولم يقبل الاتحاد تأجيل مؤتمره الاستثنائي المنعقد حاليا في مدينة سوسة، التي تخضع لحجر صحي شامل وتمنع فيها السلطات التجمعات والتظاهرات بكافة أشكالها، حتى يوم 11 بسبب الزيادات الكبيرة في أعداد المصابين بفايروس كورونا، والتي بلغت أقصاها الثلاثاء لتناهز 10 آلاف إصابة جديدة على المستوى الوطني.

وعبر الطبوبي في كلمة ألقاها خلال افتتاح المؤتمر، عن استنكاره للحملات الرافضة لانعقاد المؤتمر بسبب الوضع الوبائي، معتبرا أن ''الحل الوحيد لسلامة المواطنين يتمثل في توفير اللقاحات وغير ذلك هو مجرد كلام إنشائي''، ومؤكدا أن ''الاتحاد هو قوة خير وبناء وروح وطنية ومسؤولية''.

وكانت النيابة العامة أصدرت الأربعاء قرارا بمنع أشغال المؤتمر في أعقاب دعوى قضائية قام بتحريكها محام في سوسة، بعد كشف عدد من الإصابات بين المشاركين في المؤتمر.

وقال متحدث باسم محكمة سوسة إن وزارة الصحة منحت ترخيصا جديدا للاتحاد، ما يمكنه من تنظيم المؤتمر، لكنه سيخضع لمراقبة النيابة العامة لمدى تطبيق البروتوكول الصحي.

وأوضح الاتحاد في بيان صحافي أن أكثر من ثلث المشاركين في المؤتمر خضعوا للتحاليل السريعة، ونسبة كبيرة من بينهم تلقوا اللقاح المضاد لكورونا.

ولاحقا، رفع النائب بالبرلمان التونسي ياسين العيّاري عن حركة أمل وعمل، قضية استعجالية لإيقاف المؤتمر، لكنه خسر القضية ورأت المحكمة "أنه يمكن تنظيم مؤتمر فيه 1000 شخص في المدينة".

ويحضر مؤتمر الاتحاد نحو 600 مشارك من أعضائه في الجهات، وسط جدل بشأن إمكانية تنقيحه لقوانينه، مما يمهد التمديد لأعضاء مكتبه التنفيذي لأكثر من ولايتين نيابيتين.

واستنكر الكثير من التونسيين مشاركة هذا العدد في المؤتمر الاستثنائي في ظرف صحي استثنائي وحرج تحاول تونس الخروج منه، رغم المنظومة الصحية الهشة.

وكتب الفنان التونسي الملتزم عمار القاسمي في تديونة "كل من دخل النزل لحضور مؤتمر الموت هو حتما أحد صناع الموت. لكم الموت كلكم يا صناع الموت".

وعلاوة على دوره النقابي والاجتماعي يعد اتحاد الشغل لاعبا محوريا في المشهد السياسي في تونس منذ تأسيسه عام 1946.

وكان الاتحاد حاز على جائزة نوبل للسلام في 2015 بمعية ثلاث منظمات أخرى ضمن رباعي الحوار الوطني الذي لعب دور الوساطة بين الفرقاء السياسيين، وجنب البلاد الانزلاق إلى الفوضى عام 2013، بعد عامين على بدء الانتقال السياسي والديمقراطي في البلاد.

وعبّرت عدة منظمات وجمعيات، بينها "أنا يقظ" و"الفرع المحلي لهيئة المحامين بسوسة" (مستقلة)، عن تحفظها من عقد هذا المؤتمر الاستثنائي للاتحاد العام للشغل بمدينة سوسة، في ظل وضع صحي استثنائي تمر به البلاد، داعية إلى إلغائه.

واعتبرت منظمة أنا يقظ أن "هذا الإصرار غير المسؤول على عقد المؤتمر يعتبر تهديدا جديا للصحة العامة وخرقا للقوانين المنظمة للحجر الصحي الشامل، ونسفا لمبدأ علوية القانون وتشويها للدور الاعتباري للاتحاد، خلال إحدى أهم أصعب الفترات التي تعيشها منظومة الصحة العمومية منذ الاستقلال".

وحمّلت المنظمة الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي ورئيس الحكومة ووزير الداخلية بالنيابة هشام المشيشي ومحافظ مدينة سوسة، المسؤولية الأخلاقية والجزائية عمّا سينجر عن عقد المؤتمر من تبعات تمس من الصحة العامة ومبدأ تساوي المواطنين أمام القانون دون تمييز.

وذكّرت المنظمة في بيان نشر على صفحتها بموقع فيسبوك "أن حكومة هشام المشيشي بتواطئها وبسماحها لحزبي النهضة والدستوري الحر (في مايو الماضي) بتنظيم مؤتمراتهما واجتماعاتهما الشعبية، كانت قد فتحت باب الإفلات من العقاب والتمييز بين المواطنين على مصراعيه، وهو ما ساهم بقدر كبير في فقدان ثقة المواطنين في قدرة الحكومة على مجابهة الجائحة وأضعف من التزامهم بالقرارات الحكومية".