اتحاد الشغل في تونس يحذر من انهيار متسارع للدولة

تونس - طالب الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي بمصارحة الشعب بحقيقة الأوضاع في البلاد بدل الحديث في "المكاتب المغلقة"، محذرا من أن البلاد تشهد انهيارا متسارعا.
وتعيش تونس على وقع أزمة سياسية واجتماعية واقتصادية حادة عمقتها التجاذبات بين مختلف مكونات المشهد السياسي التي جاءت في أعقاب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت العام الماضي وأفرزت رئيسا مستقلا عن الأحزاب وبرلمانا مشتتا.
وأكد اتحاد الشغل، الذي يعتبر المركزية النقابية ذات النفوذ الواسع في البلاد، أنه مصمّم على إنقاذ البلاد عبر مبادرته للحوار والتي تقدم بها بهدف إيجاد حلول للأزمة التي تضرب البلاد على جميع الأصعدة.
وحمّل الطبوبي الدولة مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي والمقدرة الشرائية، وشدد في تصريحات أدلى بها لإذاعة موزاييك المحلية على أن مبادرة الحوار التي تقدم بها إلى رئيس الجمهورية قد قبل بها، ولا وجود لأي غموض في علاقة بالرئيس وموقفه وتصوّره للمبادرة.
وقال إن الاتحاد ''لن يكون إلا في أجندة وطنية ونظام جمهوري''، مفيدا بأن المنظمة صاغت ''أرضية وقدمت أفكارا وطالبت بالجلوس على نفس الطاولة للخروج من أزمة البلاد الحالية''.
وتتضمن مبادرة الاتحاد مجموعة من المقترحات لإطلاق حوار وطني سياسي واقتصادي واجتماعي بين الفاعلين السياسيين والمنظمات الوطنية بهدف تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف، وتهدئة الأجواء السياسية المتشنجة وإعادة الاستقرار والخروج برؤية مشتركة.
وأكد الطبوبي أنه سيتم المرور إلى تطبيق مبادرة الحوار خلال الأيام القادمة، مشيرا إلى انتظار إعلان الرئيس عن انطلاق الحوار، ومعلنا أن الدعوة إلى تكوين لجنة مشتركة ستكون خلال ساعات.
وكشف الطبوبي أن انطلاق الحوار لا يمكن أن يتجاوز 3 أشهر باعتبار أن المبادرة نصّت على حوار في أقرب الآجال الممكنة.
ويسعى الاتحاد من خلال اقتراح الرئيس التونسي مشرفا على الحوار الوطني كونه الشخصية الجامعة ورئيس جميع التونسيين حسب الدستور، لقطع الطريق أمام بعض الأحزاب الراديكالية، وعلى رأسها حركة النهضة الإسلامية وحليفاها، قلب تونس وائتلاف الكرامة، والتي تعيش صراعا غير معلن مع قرطاج.
وتتخوف حركة النهضة من إقصاء الحزبين الحليفين لها، ما يضعها في موقف ضعف لا يمكّنها من فرض أجنداتها خلال مراحل الحوار المنتظر، خاصة بعد تصريحات سابقة للطبوبي تحدث فيها عن عزم الاتحاد التصدي لمشروع أخونة تونس، في إشارة إلى أجندات النهضة وحلفائها.
ولدى اتحاد الشغل فيتو على الحوار مع ائتلاف الكرامة والحزب الدستوري الحر الذي أعلن على لسان رئيسته عبير موسي أنه “لن يدخل في حوار مع من أوصل البلاد إلى هذه الحالة” ما يجعل نتائج هذا الحوار غير مضمونة.
ويرفض الاتحاد الحوار مع كتلة ائتلاف الكرامة القريب من النهضة والذي يتبنى خطابا متطرفا معاديا للنقابات.
وقال الطبوبي في هذا الصدد "لن نجلس مع ائتلاف الكرامة، والدستوري الحر نظرا لوجود خلافات معهما".
وشدد على أن اتحاد الشغل ''لا يدعو إلى تنظيم انتخابات مبكرة ولا إلى إجراء تحوير حكومي باعتبار أن ذلك من مشمولات ومهام السلطتين التشريعية والتنفيذية".
وكان الاتحاد لوّح في تصريحات سابقة بأنه في حال لم يقبل قيس سعيد بمبادرته للإنقاذ فإنه لن ينخرط في أي مبادرة أخرى تقودها أحزاب سياسية لغايات ومصالح ذاتية.