ابني ليس "شهيدا على طريق القدس" كلمات أم مكلومة تجتاح مواقع التواصل

يتصاعد الغضب الشعبي على مواقع التواصل الاجتماعي جراء استهداف المدنيين والأطفال، وينصب على حزب الله ليمتد إلى حاضنته الشعبية التي تخسر أبناءها يوميا بسبب ممارسات من بينها استخدام المدنيين دروعا بشرية وتخزين السلاح في المناطق السكنية.
بيروت – تداول اللبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو لضحايا القصف الإسرائيلي على لبنان، غير أن تغريدة استحوذت على اهتمام واسع وزادت منسوب الغضب ضد حزب الله لتسببه بمقتل الأطفال والمدنيين جراء تخزين السلاح في المناطق السكنية.
وانتشرت قصة الأم المكلومة التي قتل طفلها بسبب وجود أسلحة لحزب الله في المبنى الذي تقطن فيه وكلماتها القائلة “غير مسامحة شرعا أن يكتب أحد فوق صورة ابني شهيد على طريق القدس”، في إشارة إلى العبارة التي غالبا ما يكتبها حزب الله خلال نعيه لعناصره.
وتداولت مواقع التواصل حديث شقيق الأم، الشاب أيمن عاصي، حيث عبّر عن حرقة قلبه على قتل ابن أخته بغارة إسرائيلية قبل نحو أسابيع، قائلا “بتعرفوا ابن أختي كيف استشهد، جاره لصهري أجّر محله يلي بيبعد عن بيت أختي 50 مترا، ويلي ما بخافو الله حاطين فيه راجمة”.
وألمح في المنشور الذي كتبه على حسابه في فيسبوك، وتداوله العديد من اللبنانيين خلال الساعات الماضية، إلى تورط حزب الله بتخزين صواريخ وأسلحة في أماكن سكنية، وحملات التخوين التي يشنها الحزب ضد من يتحدث عن هذا الموضوع.
كما أضاف أنه لم يكن يود الحديث، لكنه اضطر إلى ذلك “أمام حملات التخوين” التي تشن من قبل حزب الله. وقال “ما كنت حابب أفتح السيرة بس حابب أقول لمن يخوّن إنو إنتو بلا ضمير وبلا أخلاق وأوسخ عالم والعالم عندكم مجرد زيادة عدد مش أكتر”.
فيما انتشر هذا المنشور بشكل واسع بين اللبنانيين، لاسيما أن العديد كانوا تساءلوا أيضا لماذا لا تزال قيادات حزب الله تتواجد بين الأحياء السكنية المكتظة سواء في بيروت أو غيرها، وهي تدرك تماما أنها مستهدفة، وأن لا شيء يوقف إسرائيل عن جرائمها، وفق تعبيرهم.
وكان عاصي شارك في تعليقات سابقة صورا لابن أخته، معبرا عن حزنه لما أصابه. وأكد أن أخته أصيبت بحروق في كامل جسدها.
وتفاعل الناشطون مع القصة وقالت ناشطة:
وقال آخر:
وعبّر آخر عن غضبه من ممارسات حزب الله وتضحيته بالمدنيين، قائلا:
وجاء في تغريدة:
Alexander39939@
حزب السلاح هو مرتزقة إيرانية في لبنان تهدف إلى توسيع النفوذ الإيراني في المنطقة وتعمل بناء للمصلحة والأجندة الإيرانية، تفتعل الحروب العبثية غير آبهة بأرواح اللبنانيين وتقوم بتبييض الأموال وتجارة المخدرات والسلاح وتغتال كل من يعارضها بالرأي وتتهم خصومها بالعمالة.
وتم تداول صور تظهر شقة سكنية تم استهدافها تحتوي على أجهزة تحكم لمسيرات، وعلق أحد الناشطين عليها:
وشارك ناشط مقطع فيديو يظهر انفجارا ضخما في لبنان، مشيرا إلى مزاعم حزب الله بأنه مصنع أدوية أو حديد، في حين أن الحقيقة ظاهرة للعيان:
ومنذ سبتمبر الماضي كثفت إسرائيل غاراتها العنيفة على الجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية لبيروت، قائلة إنها تستهدف مواقع لحزب الله. فيما أدى هذا التصعيد إلى مقتل نحو 1200 مدني، ونزوح أكثر من مليون و200 ألف منذ تفجر المواجهات.
وتعالت أصوات لبنانيين تنتقد التصعيد العنيف بين الجيش الإسرائيلي وجماعة حزب الله، معبرة عن شعور بالإحباط واليأس إزاء استمرار الحرب، وتأثيرها الكارثي على الشعب بمختلف طوائفه.
وكشف تقريران نشرتهما صحيفتا “نيويورك تايمز” الأميركية و”التايمز” البريطانية، موقف اللبنانيين من الحرب الحالية، فهناك غضب واضح ومتزايد بين العديد منهم، ومن مختلف الطوائف، تجاه جماعة حزب الله.
في تقرير “نيويورك تايمز”، ركزت الصحيفة على الشهادات المتنوعة التي جاءت من مواطنين من مختلف أطياف المجتمع، حيث عبر العديد عن رفضهم للزج بلبنان في هذا الصراع، الذي يرون أنه “ليس حربهم”.
وعبّرت رنا خليل، التي تمتلك متجرا في بيروت، عن استيائها، قائلة “نحن الذين نصاب، نحن الذين نقتل”، مشيرة إلى أن الحرب لا تجلب سوى الدمار للبنانيين.
ناشطون يتحدثون عن تورط حزب الله بتخزين أسلحة في أماكن سكنية وشنه حملات التخوين ضد من يتحدث عنها
وهذه الشهادة تكررت في عدة مناطق من لبنان، خاصة في المناطق المسيحية مثل عنايا، حيث قال إبراهيم إبراهيم، الذي يملك أيضا متجر بقالة “هذا الصراع في الأساس بين الفلسطينيين والإسرائيليين. لماذا يتعين على اللبنانيين أن يدفعوا الثمن؟”.
وفي حين يستمر حزب الله في الدفاع عن أفعاله بالقول إنه يقاتل من أجل “حماية البلاد”، يشعر الكثير من اللبنانيين بأن الحزب يغرق البلاد في كارثة أخرى، بعد سنوات من الأزمات الاقتصادية والسياسية المتتالية.
وفي هذا الصدد، تساءل إبراهيم “لماذا يجب على لبنان أن يكون ساحة حرب لكل صراع في المنطقة؟”.
وهنا يظهر بوضوح انفصال حزب الله عن الكثير من اللبنانيين، الذين يرون أن الجماعة المدعومة من إيران لا تقودهم إلا إلى دمار جديد.
وسلطت التقارير الضوء أيضا على الغضب تجاه الحرب على “التوترات الطائفية”، بسبب تهجير مئات الآلاف من اللبنانيين.
ففي المناطق ذات الأغلبية المسيحية، مثل بلدة مشمش بمحافظة جبل لبنان، بدأ الناس يتحدثون عن مخاوفهم من أن “يؤدي وجود النازحين الشيعة إلى زيادة التوترات الطائفية”.
وقال بسام صوما، الذي يبيع الخبز في بلدة مشمش، للصحيفة الأميركية “لم نتعلم كيف نعيش مع بعضنا البعض”.
وفي صيدا، التي تؤوي العديد من النازحين من الجنوب، يتصاعد القلق بين السكان المحليين من احتمالية وجود مقاتلين من حزب الله بين المدنيين.
وأشار سهيل زنتوت في حديثه إلى “التايمز” إلى أن “وجود عضو واحد من حزب الله يشكل تهديدا للمبنى بأكمله”، مما يعكس مدى تعقيد الوضع الأمني والاجتماعي في المناطق المستضيفة للنازحين.
اقرأ أيضا: