ابتهاج سوق العملات المشفرة مع تألق بيتكوين في ظل عهد ترامب

فوز دونالد ترامب بالرئاسة يضمن تراجع تطبيق التشريعات ذات الصلة بالعملات الرقمية بمجرد توليه منصبه مطلع 2025.
الأربعاء 2024/11/20
سوق العملات المشفرة تتجاوز الآن حاجز الثلاثة تريليونات دولار

ميامي (الولايات المتحدة) - ضخّ قطاع العملات الافتراضية الملايين من الدولارات في السباق الرئاسي الأميركي، إلا أن أهم انتصاراته الانتخابية قد يكون رحيل رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية غاري غينسلر.

وقاد غينسلر، المصرفي السابق في غولدمان ساكس، أقوى حملة تنظيمية ضد هذه الصناعة، حيث رفع عشرات القضايا ضد شركات ومتداولي هذه العملات، بما في ذلك شركات مالية عملاقة مثل كوين بيس غلوبال وشركة التداول الخاصة دي.آر.دبليو هولدينغز.

والآن يضمن فوز دونالد ترامب بالرئاسة تراجع تطبيق التشريعات ذات الصلة بالعملات الرقمية بمجرد توليه منصبه مطلع 2025. ففي يوليو الماضي، وأثناء مشاركته في مؤتمر للبيتكوين في ناشفيل تعهّد بإقالة غينسلر في أول يوم من ولايته الثانية.

ويبدو مؤسس صندوق التحوط المتخصص في العملات المشفرة أسيميتريك جو ماكان الذي كان جالسا في شقته في ميامي، وقد ركز عينيه على شاشات تومض بصور تداولات عملة بيتكوين مع ظهور نتائج الانتخابات الأميركية، أحد المتفائلين بالتغيير.

جو ماكان: نشهد عمليات شراء ضخمة ولم تتوقف منذ الانتخابات
جو ماكان: نشهد عمليات شراء ضخمة ولم تتوقف منذ الانتخابات

وقال ماكان لرويترز “عندما أغلقت صناديق الاقتراع الأولى، بدأنا نشهد عمليات شراء ضخمة في الولايات المتحدة ولم تتوقف منذ ذلك الحين”. وأضاف أن “المشاعر في مجتمع العملات المشفرة هي شكل من أشكال الابتهاج في هذه المرحلة.”

وصعد سعر بيتكوين بالفعل بنسبة تزيد عن 32 في المئة منذ الخامس من نوفمبر الجاري إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند أكثر من 91 ألف دولار.

ويراهن المتداولون على أن الدعم الذي وعد به الرئيس المنتخب ترامب للأصول الرقمية من شأنه أن يؤدي إلى نظام أقل تقييدا ويعيد بعض الحياة إلى عملة بيتكوين بعد بضعة أشهر بلا نشاط.

وعلى منصة بينانس، أكبر بورصة عملات مشفرة في العالم، قفز متوسط حجم تداول بيتكوين اليومي من 6 نوفمبر إلى 13 نوفمبر إلى حوالي 493 مليون دولار، أي ما يقرب من ضعف المتوسط العام البالغ حوالي 252 مليون دولار، وفقًا لمزود بيانات التشفير كايكو.

وكانت الأحجام على منصة كوينبيز ثلاثة أضعاف المتوسط العام خلال نفس الفترة، بمتوسط أكثر من 108 ملايين دولار يوميًا.

وسجلت صناديق التداول المدرجة في البورصة الأميركية والتي تتبع السعر الفوري للبيتكوين، وهي المنتجات المفضلة لدى المستثمرين المؤسسيين، أكبر تدفقات يومية لها على الإطلاق؛ حيث بلغت 1.43 مليار دولار في 7 نوفمبر، وفق شركة كوينشيرز.

ومع ذلك حذر العديد من اللاعبين في السوق من أن المستثمرين قد يحترقون من جني الأرباح وتراجعات السوق في الأسابيع المقبلة، مع مؤشر “الخوف والجشع” الخاص بشركة كوينغلاس وهو مقياس لمعنويات السوق في منطقة “الجشع”.

3.16

تريليون دولار القيمة الإجمالية للعملات المشفرة، وهو الأعلى على الإطلاق، وفق شركة كوينغيكو

وقال ماثيو غراهام، الشريك الإداري في شركة ريز لابس، “توقع بعض الارتباك حيث يحاول حتى أكثر المشاركين في السوق تطورا وارتباطاً تحليل ما إذا كانت الإدارة الأميركية الجديدة تعني نظاما تنظيميا أكثر توازناً، أو ما إذا كان ترامب سينسى ببساطة العملات المشفرة بالكامل.”

وبحسب المؤشرات التي تتابع عن كثب هذه الصناعة المليئة دوما بالمفاجآت والتقلبات، فإن سوق العملات المشفرة تتجاوز الآن حاجز الثلاثة تريليونات دولار.

وارتفعت تقلبات بيتكوين السنوية على مدار ثلاثين يوما الماضية إلى أكثر من 58 في المئة، وهو أعلى مستوى لها منذ سبتمبر وبعد انخفاضها بنسبة 25 في المئة في يونيو، وفقًا لبيانات من شركة ذا بلوك.

وتتجاوز مكاسب السوق بيتكوين، فقد ارتفعت القيمة الإجمالية للعملات المشفرة إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 3.16 تريليون دولار، وفقا لشركة كوينغيكو.

وأظهرت بيانات كوينغلاس أن الفائدة المفتوحة في بورصات المشتقات بلغت أعلى مستوى لها على الإطلاق عند أكثر من 102 مليار دولار.

وقفزت عملة الإيثريوم بنحو 32 في المئة منذ الانتخابات الأميركية مطلع هذا الشهر، في حين لامست قيمة الرموز التي تركز على التمويل اللامركزي أعلى مستوى لها في خمسة أشهر عند 93 مليار دولار.

وعلى الرغم من الإثارة الأولية، فإن التفاصيل حول ما سيتغير بالضبط في ظل الإدارة الجديدة لا تزال غامضة.

وينصب التركيز الرئيسي الآن على تعيين وزير الخزانة في عهد ترامب، مع وجود عدد قليل من المرشحين المحتملين، بمن في ذلك هوارد لوتنيك وسكوت بيسنت، الذين يُنظر إليهم على أنهم أكثر ودية مع العملات المشفرة.

ونبه ريان لي، كبير المحللين في شركة أبحاث السوق بيتغيت، المتداولين إلى ضرورة البقاء في حالة تأهب للتراجعات المفاجئة. وقال “قد يؤدي التعيين إلى إثارة تكهنات قصيرة الأجل.”

10