إيمانويل ماكرون ومارين لوبان في طليعة نوايا تصويت السباق الرئاسي

السترات الصفراء تجد صعوبة في التأثير على مسار الانتخابات الفرنسية، خاصة وأن محللين يؤكدون أن "الذين اختاروا ماكرون سيختارونه مجددا على الأرجح، وهم الذين يدلون بأصواتهم".
الأحد 2019/03/03
الاكتفاء بتأييد غضب الحركة في الشارع فقط

باريس - أحدث المحتجون التابعون لحركة السترات الصفراء انقلابا في المشهد السياسي الفرنسي، لكنهم لم يتمكنوا من إحداث بلبلة في التوازنات الانتخابية، بحسب ما كشفت عنه استطلاعات للرأي أظهرت أن حزب الرئيس إيمانويل ماكرون واليمين المتطرف هما في طليعة نوايا التصويت في الانتخابات الفرنسية لعام 2019، تماما كما في الانتخابات الرئاسية لعام 2017.

وبحسب مجموعة استطلاعات للرأي جرت في فرنسا ونشر البرلمان الأوروبي نتائجها الجمعة، فإنه في حال قامت حركة السترات الصفراء، بتشكيل قائمة لخوض الانتخابات الأوروبية، فإنها لن تحصل سوى على 6.3 بالمئة من الأصوات.

وأوضح مارسيال فوكو، مدير مركز العلوم السياسية للأبحاث السياسية، أن “من بين مؤيدي السترات الصفراء، هناك أشخاص من خارج اللعبة السياسية وأشخاص يمتنعون عن التصويت بشكل منتظم”، مضيفا أنه “ربما بالغنا بعض الشيء في فكرة أن تأييد الحركة يعني تلقائيا معارضة سياسة إيمانويل ماكرون”.

وتشير الدراسة إلى أن البلاد مقبلة على ما يبدو على مواجهة شبيهة بتلك التي شهدتها الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الأخيرة بين ماكرون ومارين لوبان، إذ توقعت لانتخابات 26 مايو منافسة بين “الجمهورية إلى الأمام” و”التجمع الوطني” يفوز فيها الحزب الرئاسي بـ5.23 بالمئة مقابل 4.19 بالمئة لليمين المتطرف.

وحصل ماكرون في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 23 أبريل 2017 على 1.24 بالمئة من الأصوات، بينما حصدت مارين لوبان 30.21 بالمئة من الأصوات.

وقالت كريستيل لاجييه، المحاضرة في العلوم السياسية في جامعة أفينيون، إن “المشهد السياسي عرف انقلابا خلال الفترة الانتخابية في 2017، وحركة السترات الصفراء تندرج ضمن هذا الخط ذاته”، لكنها أضافت أن “الذين اختاروا ماكرون سيختارونه مجددا على الأرجح، وهم الذين يدلون بأصواتهم”.

ومن جهته أشار فوكو إلى أن “استمرار حركة السترات الصفراء إلى هذه الفترة الطويلة حمل بعض الأشخاص على اتخاذ موقف مؤيد لماكرون في نوايا التصويت، وهم يثقون به لطي صفحة هذه الحقبة”.

ويظهر ناخبو “التجمع الوطني” ولاء كبيرا لحزبهم، إذ يبدي 69 بالمئة من الذين انتخبوا مارين لوبان عام 2017 استعدادهم للتصويت للوائح الحزب في مايو، وفق استطلاع للرأي أجراه معهد “إيبسوس” في فبراير وشمل 10002 فرنسي.

ونوايا التصويت بين مؤيدي الحزبين في هذه الانتخابات التي لا تثير تعبئة كبيرة في فرنسا، أعلى من المعدل الوطني، إذ يؤكد 56 من مؤيدي “الجمهورية إلى الأمام” و50 بالمئة من مؤيدي “التجمع الوطني” أنهم سيدلون بأصواتهم، مقابل 42 بالمئة من مجمل المستطلعين. كما يشير التقرير ذاته إلى أن 71 بالمئة من مؤيدي الحزب الرئاسي واثقون من خيارهم، وتصل هذه النسبة إلى 77 بالمئة بين أنصار اليمين المتطرف.

وفي المقابل، يقول 28 بالمئة فقط من مؤيدي تشكيل قائمة من السترات الصفراء إنهم واثقون من خيارهم.

هل يفقد ماكرون شعبيته في السباق الانتخابي القادم
هل يفقد ماكرون شعبيته في السباق الانتخابي القادم

وأوضحت لاجييه أن “ترجمة غضب السترات الصفراء لأصوات في الانتخابات الأوروبية تبدو في غاية الصعوبة”، مبرّرة ذلك بصورة خاصة بأن الحركة تعبّر عن “تراكم لمشاعر الغضب يمكن التعبير عنها بسهولة أكبر بارتداء سترة صفراء منها بتعيين ممثلين قادرين على نقل مطالب وتجسيد الغضب من خلال أصوات”.

ورغم أنه ليس ممكنا بعد وضع “توصيف عام” للمتظاهرين، إلا أن لاجييه ترى أنه “يمكننا القول إن قسما كبيرا منهم لم يكونوا يعبرون عن آرائهم (قبل النزول إلى الشارع في نهاية كل أسبوع) لأنهم لم يكونوا يشعرون أو لم يعودوا يشعرون بأنّهم ممثَّلون”.

وتابعت “لا أعتقد أن الحركة يمكن أن تدخل في مسار تمثيل سياسي تقليدي، والعديد من أتباعها هم من الذين يمتنعون بشكل منهجي أو مرحلي عن التصويت أو يصوتون لأحزاب من خارج مؤسسات النظام”، مضيفة أن “هذا ما نستشفه خصوصا في الصعوبات الكبرى في إيجاد متحدث باسمها” وفي مختلف اللوائح التي تم تشكيلها.

والمحتجون مختلفون منذ عدة أسابيع حول إمكانية خوض الانتخابات الأوروبية، مع قيام مبادرات غير منسقة أو موضع جدل داخل الحركة.

وتظاهر المحتجون في جميع أنحاء فرنسا للسبت السادس عشر، في بداية مارس والذي يريدون أن يشهد حركات تعبئة رمزية بالتزامن مع انتهاء “النقاش الكبير”.

غير أن ترشحهم للانتخابات لن يكون له على ما يبدو الكثير من التأثير على النتائج، إذ يشير استطلاع للرأي أجراه معهد “إيبسوس” و”سوبرا ستيريا” في 25 فبراير إلى أنه في حال تشكيل السترات الصفراء قائمة، فإن “الجمهورية إلى الأمام” سيحصل على 23 بالمئة من الأصوات مقابل 5.19 بالمئة للتجمع الوطني، بالمقارنة مع نتيجة مماثلة للحزب الرئاسي و21 بالمئة لليمين المتطرف في غياب قائمة للمحتجين.

2