إيقاف 185 شخصا في لبنان بشبهة التعامل لصالح إسرائيل

عمليات الاعتقال تمت خلال الثلاث سنوات الماضية منذ بدء الانهيار الاقتصادي، وقد أحيل 165 شخصا منهم إلى القضاء، من بينهم 25 صدرت بحقهم أحكام.
الأربعاء 2022/12/07
الفقر والخصاصة يدفعان بعض اللبنانيين إلى عرض خدماتهم على إسرائيل

بيروت - أوقفت القوى الأمنية اللبنانية 185 شخصا يشتبه بتعاملهم مع إسرائيل منذ بدء الانهيار الاقتصادي قبل ثلاث سنوات، في بلد باتت غالبية سكانه تحت خط الفقر، وفق ما أفاد مسؤولان أمنيان الأربعاء.

ويعد هذا الرقم قياسيا مقارنة مع السنوات الماضية، إذ تمّ على سبيل المثال اعتقال أكثر من مئة شخص بتهمة التجسس لصالح إسرائيل في الفترة الممتدة بين أبريل 2009 و2014، غالبيتهم من العسكريين أو من موظفي قطاع الاتصالات.

وقال مسؤول أمني إن منذ العام 2019 "أوقفت القوى الأمنية 185 شخصا، من بينهم 182 تم تجنيدهم بعد بدء الأزمة الاقتصادية".

وأحيل 165 شخصا منهم إلى القضاء، بينهم 25 صدرت بحقهم أحكام.

ومن بين الموقوفين، وفق المصدر ذاته، "شخصان أرسلا رسائل عبر البريد الإلكتروني إلى الموساد يطلبان العمل معه".

وقبل بدء الانهيار الاقتصادي الذي يرزح تحته لبنان وصنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850، لم يتخط عدد التوقيفات بالتهمة ذاتها أربعة أو خمسة أشخاص سنويا، وفق المصدر ذاته.

وأوضح مسؤول أمني ثان أن "هذه أول مرة نشهد فيها توقيفات بهذا الشكل بتهم العمالة"، مرجحا أن يكون "السبب الرئيسي هو الأزمة الاقتصادية، وتداعيات انهيار الليرة ثم انفجار مرفأ بيروت، ما دفع لبنانيين إلى البحث عن مصدر رزق آخر للحصول على عملة صعبة".

وأضاف "يبدو أن الإسرائيليين وجدوا في ذلك فرصة مناسبة، ففتحوا حسابات لشركات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، تستقبل طلبات توظيف، ويستهدفون عبرها لبنانيين يبحثون عن عمل".

وأظهرت التحقيقات، وفق المصدر ذاته، أن الإسرائيليين يتواصلون لاحقا مع مقدمي طلبات التوظيف عبر الهاتف.

وفي يناير 2022، أفاد مسؤول قضائي بارز بتوقيف 21 شخصا في إطار عملية أمنية لتفكيك 17 شبكة تجسّس لصالح إسرائيل.

ومنذ بدء الانهيار الاقتصادي، فقدت الليرة اللبنانية أكثر من 95 في المئة من قيمتها أمام الدولار، فيما بات أكثر من ثمانين في المئة من اللبنانيين تحت خط الفقر.

وبحسب المصدر الأمني المطلع على التحقيقات، اعترف بضعة موقوفين بأنهم لم يكونوا على دراية في بادئ الأمر بأنهم يعملون لصالح إسرائيل رغم شكهم، لكنهم واصلوا ذلك من منطلق خصومتهم السياسية مع حزب الله، العدو اللدود لإسرائيل.

وأوقفت الأجهزة الأمنية اللبنانية على مر السنوات العشرات من الأشخاص بشبهة التعامل مع إسرائيل. وصدرت أحكام قضائية في حق عدد من الموقوفين وصلت إلى حد 25 سنة في السجن.

ولبنان وإسرائيل في حالة عداء. وشنّت إسرائيل في يوليو 2006 هجوما مدمرا على لبنان استمر 33 يوما، وجاء بعد خطف حزب الله جنديين إسرائيليين عند الحدود. وتسبب النزاع بمقتل 1200 شخص في لبنان معظمهم مدنيون، و160 إسرائيليا معظمهم جنود.

ووقّع لبنان وإسرائيل في السابع والعشرين من أكتوبر الماضي الاتفاق "التاريخي" لترسيم الحدود البحرية، بعد مفاوضات مضنية استمرت لأشهر وتمت بوساطة أميركية دون مراسم مشتركة.

واعتبر رئيس الحكومة يائير لابيد، المنتهية ولايته، الاتفاقية "إنجازا سياسيا، فليس كل يوم تعترف دولة معادية بدولة إسرائيل في اتفاق مكتوب أمام المجتمع الدولي بأسره".

بينما قال الرئيس اللبناني السابق ميشال عون إن لبنان "قام بترسيم الحدود كي لا نقع في حرب"، مشيرا إلى أنّ "اتفاق الترسيم هو نتيجة مصلحة واستقرار، وليس نتيجة سلام مع إسرائيل".