إيقاف مدير عام موازييك أف.أم التونسية "بسبب الخط التحريري للإذاعة"

تونس - أثار إيقاف مدير عام إذاعة موزاييك أف.أم التونسية الخاصة نورالدين بوطار ليلة الاثنين/الثلاثاء، جدلا إعلاميا واسعا في البلاد.

وأكدت دليلة مصدق محامية بوطار أن النيابة العمومية قرّرت الاحتفاظ بمنوبها بعد أكثر من ست ساعات من التحقيق بمقر فرقة القرجاني في العاصمة دون توجيه أي تهمة له. وقالت إنه لا علاقة لقرار الإيقاف والتحقيق معه بالإيقافات التي طالت عددا من النشطاء السياسيين وبعض رجال الأعمال الأخيرة.

وأضافت المحامية أن أسئلة المحقق تمحورت كلها حول الخط التحريري لموزاييك أف.أم والتسيير المالي والإداري للمؤسسة، لافتة إلى أن نورالدين بوطار أجاب على كل الأسئلة وقدّم كل الوثائق التي تؤكد قانونية وسلامة التسيير والتصرف المالي والإداري للإذاعة.

وبخصوص الخط التحريري لإذاعة موزاييك أف.أم، التي تعد الإذاعة الأكثر شعبية في تونس، أكد بوطار أن هذه المسألة ينظمها الميثاق التحريري الذي اعتمدته أسرة تحرير موزاييك منذ سنوات ولا دخل للإدارة فيه وذلك عملا بقاعدة “الخبر مقدس والتعليق حرّ”.

وقال بوطار إن هناك فِرق إعداد تشرف على برامج المذيعين. ووجه المحقق سؤالا لبوطار عن كرونيكورات  الإذاعة ومن يملي عليهم محتوى فقراتهم وكانت إجابته، وفق المحامية، أنه “لا يتدخل في الخط التحريري ولا في آراء الكرونيكورات”.

من جانبها، دعت نقابة الصحافيين التونسيين للإفراج الفوري عن بوطار وإنهاء ما وصفته بـ”الاستهداف الواضح لجل المؤسسات الإعلامية”.

كما عبّرت الغرفة النقابية لأصحاب التلفزيونات الخاصة عن تضامنها التام مع مدير عام إذاعة موزاييك وكل العاملين بالمؤسسة. ودعت إلى إطلاق سراحه وحملت السلطات المعنية أي أذى يمكن أن يلحق سلامته الجسدية والنفسية.

واعتبرت ما حصل “تعبيرا صريحا على ما وصلت إليه بلادنا من استهداف ممنهج لحرية الصحافة، وإشارة خطيرة على انتكاسة ستلحق مهنة تعتبر ركيزة أساسية لبناء الديمقراطية”.

كما رفضت الغرفة النقابية تدخل الأمن والقضاء في قضايا التحرير والتسيير في وسائل الإعلام والتي تحكمها آليات التعديل الذاتي، ومراقبة هيئة الاتصال السمعي والبصري وفق مدونات السلوك والمراسيم ذات الصدد.

واعتبرت منظمة ‘”مراسلون بلا حدود” من جانبها، أنّ قرار إيقاف بوطار دون مذكرة توقيف أو سبب رسميّ واستجوابه حول الخط التحريري للإذاعة خلال الاستماع له غير مقبول.