إيقاف ضخ النفط لا ينهي تصعيد الدبيبة ضد خصومه

بنغازي (ليبيا) - أعلن زعماء قبليون الخميس، إيقاف ضخ النفط من حقلي الفيل والشرارة جنوب ليبيا احتجاجا على احتجاز جهاز الأمن الداخلي لوزير المالية السابق في حكومة فايز السراج فرج بومطاري والذي تشير تسريبات إلى أنه سيخلف محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير قريبا.
وتشير التسريبات إلى أن تغيير الكبير يندرج ضمن خطة أشمل تهدف إلى تغيير حكومة عبدالحميد الدبيبة. ويجمع تحالف بين الدبيبة والكبير الذي استمر بتسييل الأموال لحكومة الوحدة الوطنية رغم توجيهات دولية بضرورة أن تقتصر الأموال على الرواتب ومصاريف تسييرية.
ولم يوقف إعلان شيوخ قبائل الزوية التي ينتمي إليها بومطاري تصعيد الدبيبة الذي وصل إلى أعضاء مجلس الدولة. وتشير تقارير إلى أن رئيس المجلس خالد المشري يقود جهودا مع رئيس البرلمان عقيلة صالح وبدعم من قائد الجيش المشير خليفة حفتر لتشكيل حكومة جديدة تحل محل حكومة الدبيبة.
1.2
مليون برميل يوميًا، متوسط انتاج النفط في ليبيا وسط مساعٍ لزيادته إلى مليوني برميل يوميًا خلال السنوات الثلاثة المقبلة
واستنكر المشري الخميس، منع أعضاء في المجلس من السفر عبر مطار معيتيقة الدولي ومصادرة جوازات سفرهم، في وقت توقف فيه الإنتاج في حقل الفيل النفطي في ليبيا.
وقال المشري “هذا العمل يشكل جريمة اعتداء على حرية التنقل التي تكفلها القوانين، وعليه يطلب منكم وبشكل عاجل مباشرة كافة الإجراءات القانونية والتشريعات النافذة حيال هذه الجريمة”.
وبحسب بيان رئيس المجلس الأعلى للدولة وجهه للنائب العام، جاء ذلك بتعليمات من رئيس جهاز الأمن الداخلي التابع لرئيس حكومة الوحدة الوطنية، وطلب منهم مراجعة الإدارة الرئيسية للجهاز.
وعقد المشري اجتماعا طارئا مع رؤساء اللجان بمجلس الدولة الاستشاري بمقر إقامته في العاصمة طرابلس، بدلاً من مقر مجلس الدولة، وفق بيان للمكتب الإعلامي للمجلس.
ومنعت قوة أمنية تتبع حكومة الوحدة الوطنية المشري من دخول مقر مجلس الدولة، وتم إبلاغه بأنه ستُفرض عليه الإقامة الجبرية داخل مقر إقامته بسبب مساعيه لتغيير الحكومة.
وناقش الحضور حجز جوازات أعضاء في مجلس الدولة بمطار معيتيقة ومنعهم من السفر.
وخوّل رؤساء اللجان المشري باتخاذ الإجراءات القانونية والسياسية والأمنية للرد على هذا التجاوز غير المسبوق والمخالف للقانون. ويأتي ذلك في وقت توقف فيه إنتاج النفط من حقلي الفيل والشرارة جنوب البلاد.
وأكد زعيم قبلي ومهندس نفط في ليبيا أن الإنتاج في حقل الفيل النفطي توقف الخميس. وذكر الزعيم القبلي أن التوقف جاء احتجاجا على خطف وزير مالية سابق.
وتدير حقل الفيل، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 70 ألف برميل يوميا، شركة مليتة للنفط والغاز، وهي مشروع مشترك بين المؤسسة الوطنية للنفط الليبية وشركة إيني الإيطالية.
وقال مهندس النفط إن عددا من المحتجين دخلوا الحقل وأجبروا الموظفين على المغادرة بعد وقف العمليات، مضيفا “حقل الفيل توقف”.
وقال السنوسي الحليق زعيم قبيلة الزوية لرويترز عبر الهاتف إن إغلاق حقل الفيل يهدف إلى الضغط على السلطات في طرابلس للإفراج عن ابنهم بومطاري وزير المالية في الحكومة السابقة احتجاجا على “اختطافه بعد وصوله إلى مطار معيتيقة” الثلاثاء.
وهددت القبيلة في بيان مسجل مساء الأربعاء بإغلاق المنشآت النفطية حتى إطلاق سراح بومطاري. وأكد الحليق أن “الأمر سيكون أكبر والاستعدادات جارية أيضا لمنع إمدادات المياه عن طرابلس”.
وقالت القبيلة في بيان مكتوب إن بومطاري مرشح لمنصب محافظ البنك المركزي، مضيفة أن ذلك يجعله عرضة للخطر و”الاختطاف”.
ويبلغ متوسط إنتاج النفط في ليبيا حاليًا نحو 1.2 مليون برميل يوميًا، وسط خطط لزيادة الإنتاج إلى 1.3 مليون برميل يوميًا بحلول نهاية العام، مع مساعٍ لزيادته إلى مليوني برميل يوميًا خلال السنوات الثلاثة المقبلة.
وتوقف إنتاج النفط الليبي بصورة متكررة لأسباب سياسية مختلفة وبسبب مطالب محتجين محليين على مدى عقد اتسم بالفوضى منذ انتفاضة 2011 التي دعمها حلف الأطلسي ضد الزعيم الراحل معمر القذافي.