إيقاع الاستثمار في الهيدروجين الأخضر يتسارع في الإمارات

تحالف فيرتيغلوب ومصدر وإنجي الفرنسية يخطط لتنفيذ مشروع جديد.
الخميس 2023/05/11
منشأة أخرى في خدمة المناخ!

يتابع خبراء علامات الانتقال السريع في الإمارات إلى الاستثمار في مشاريع الهيدروجين، والذي بات مجالا واعدا وملحا بالنظر إلى الاهتمام الكبير من قبل الحكومات والشركات على هذا المورد، باعتباره إحدى خطوات ترسيخ دعائم الاقتصاد الأخضر مستقبلا.

أبوظبي - كثفت دولة الإمارات جهودها باتجاه جذب المستثمرين الراغبين في تطوير مشاريع الهيدروجين أملا في تطوير صناعة ناشئة أصبح الرهان عليها كثيفا خلال الأعوام القليلة الماضية، لدعم البنية التحتية للقطاع ولتكون مفتاحا لتنويع الاقتصاد النظيف مستقبلا.

وفي دليل آخر على مدى اهتمام السلطات بهذا القطاع الواعد دخل تحالف إماراتي – فرنسي في دراسة مشروع يهدف إلى إنشاء مصنع للهيدروجين الأخضر في إمارة أبوظبي، بطاقة إنتاجية تتراوح بين 100 و200 ميغاواط.

وكشف أحمد الحوشي، الرئيس التنفيذي لفيرتيغلوب، في مقابلة مع اقتصاد الشرق من بلومبرغ الأربعاء أن الشركة الإماراتية تقود تحالفا يضم مصدر الإماراتية للطاقة وشركة إنجي الفرنسية لتنفيذ المشروع.

ويندرج مشروع الهيدروجين الأخضر ضمن مجموعة مشاريع تعتزم الشركة طرحها وفق أجندتها لقمة المناخ “كوب 28″، التي ستُعقد في الإمارات أواخر 2023.

ويعد الهيدروجين الأخضر وقود المستقبل، الذي سيقلل انبعاثات الكربون الناجمة عن الوقود الأحفوري، وهو يتكون عند فصل مكوني الماء عن بعضهما البعض باستخدام الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة.

أحمد الحوشي: نخطط لمشاريع جديدة للهيدروجين والأمونيا الزرقاء
أحمد الحوشي: نخطط لمشاريع جديدة للهيدروجين والأمونيا الزرقاء

ونفذت الإمارات أكثر من سبعة مشاريع طموحة لإنتاج الهيدروجين، منها ما تم إنجازه وبعضها قيد الإنشاء، وتستهدف من خلالها أسواق التصدير الرئيسية، ومن بينها اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا والهند.

ويقول المسؤولون الحكوميون إن بلدهم يهدف إلى الاستحواذ على 25 في المئة من سوق وقود الهيدروجين العالمية بحلول 2030.

كما تهدف الإمارات إلى الوصول إلى صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050، وهي تشرف على استثمار قرابة 163 مليار دولار في قطاع الطاقة المتجددة.

وأكد الحوشي أن الشركة فيرتيغلوب لن تكتفي ببناء هذا المصنع فحسب، بل تعكف حاليا على دراسة مشاريع جديدة لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الزرقاء في أبوظبي، على مدى الأعوام المقبلة.

وأفصح أيضا عن خطط لتوسعة مصنع الرويس التابع للشركة في أبوظبي لإنتاج الهيدروجين والأمونيا الزرقاء، لزيادة قدرته الإنتاجية الحالية، بالتعاون مع شركات من كوريا الجنوبية واليابان.

وكانت الشركة قد أبرمت مؤخرا عقد مقاولات شاملا للتصميم والتوريد والتركيب الخاص بمشروع لإنتاج الأمونيا منخفضة الكربون، بالتعاون مع الشركة القابضة “أي.دي.كيو” وأدنوك وميتسوي وجي.أس إينرجي.

ومن المتوقع أن تبدأ هذه المنشأة عمليات الإنتاج بعد ثلاث سنوات من الآن بطاقة تصل إلى حوالي مليون طن سنويا.

وبالتزامن مع انعقاد قمة المناخ “كوب 26” بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر الماضي، أعلنت فيرتيغلوب عن تشغيل المرحلة الأولى من مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر. وخلال الربع الأول من العام الحالي، بدأت بإنتاج الأمونيا الخضراء في المصنع.

وقال الحوشي إن “الشركة ستعلن قبل نهاية 2023 عن قرارها الاستثماري النهائي للمراحل التالية من المشروع، والتي تستهدف إنتاج 100 ميغاواط عبر طاقته الإنتاجية التي قد تبلغ 90 ألف طن من الهيدروجين الأخضر في حال استكمال المراحل التالية للمشروع”.

200

ميغاواط طاقة إنتاج المصنع الذي سيشيده التحالف في إمارة أبوظبي الفترة المقبلة

وتأتي تصريحات الحوشي مع توقيع شركة أدنوك، المزود الموثوق والمسؤول للطاقة منخفضة الانبعاثات، وبيكر هيوز اتفاقية لتسريع تطوير وتسويق حلول تقنية لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومنخفض الكربون والجرافين.

ووفقا لهذه الاتفاقية التي تأتي في أعقاب اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الموقعة بين الشركتين في نوفمبر الماضي، ستتعاون أدنوك مع بيكر هيوز كشريك إستراتيجي لدراسة وتجريب ونشر حلول مبتكرة من محفظة تقنيات الشركة الأميركية لإنتاج الهيدروجين.

وتشمل هذه الحلول تقنيات الحد من الانبعاثات في مرحلة النمو الجديدة التي استثمرت فيها بيكر هيوز في إنتاج الجرافين والانحلال الحراري للميثان ومجالات التحليل الكهربائي من الجيل التالي.

ويراقب المحللون توسيع الإمارات مظلة طموحاتها المستقبلية في الطاقة البديلة عبر إرساء قاعدة استثمارية في المشاريع المتعلقة بالهيدروجين، أملا منها في السيطرة على هذه الصناعة والتي تضعها نصب عينيها ضمن سياسة إحلال البصمة الكربونية.

وتستثمر العديد من دول الخليج، بما في ذلك السعودية وسلطنة عمان، في البدائل المتجددة بشكل كبير، بينما تستمر حكومات المنطقة في متابعة أجندات تطوير إنتاج النفط والغاز استجابة منها للطلب العالمي القوي على الوقود الأحفوري.

ويأتي هذا الاتجاه المتزايد رغم أن النفط والغاز يواصلان توفير الإيرادات لدعم اقتصاد العديد من الدول بما يساهم في ضمان ثروتها المستقبلية.

اقرأ أيضاً: أدنوك تعتزم إدراج وحدتها للوجستيات
اقرأ أيضاً: أدنوك تعتزم إدراج وحدتها للوجستيات

وأعلنت الإمارات في 2021 عن مشاريع جديدة، وتستثمر شركة مصدر الإماراتية للطاقة النظيفة مع شركة إنجي الفرنسية 5 مليارات دولار في صناعة الهيدروجين الأخضر بالبلد الخليجي، بهدف بلوغ قدرة كهربائية تبلغ اثنين غيغاواط بحلول 2030.

وأطلقت دبي أول مصنع هيدروجين أخضر في المنطقة “على نطاق صناعي”، وذلك في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة الإماراتية أنها تخطط لتحقيق حصة 25 في المئة من سوق الهيدروجين العالمي منخفض الكربون بحلول نهاية هذا العقد.

وعن رؤيته لسوق الأسمدة عالميا وتأثير تراجع الأسعار على الأداء المالي للشركة، قال الحوشي إن “هناك تأجيلا في شراء المنتجات النيتروجينية من المستهلكين بدءا من ديسمبر الماضي وحتى نهاية الربع الأول”.

وعزا ذلك إلى استمرار تراجع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا، وهو ما ساهم في تراجع أسعار الأسمدة من ذروتها التي شهدتها الأسواق في العام الماضي.

ومع ذلك، أكد أنه رغم تلك المتغيرات استطاعت فيرتيغلوب زيادة حجم المبيعات خلال الربع الأول من العام الجاري بنسبة 9 في المئة، ولكن تراجع أسعار المنتجات ضغط على هوامش الربحية.

وانخفضت الأرباح الصافية لشركة فيرتيغلوب المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 59.6 في المئة خلال الربع الأول من العام الجاري، لتصل إلى 188.8 مليون دولار.

واعتبر الحوشي أن عودة صادرات الصين من الأسمدة إلى الأسواق بعد انتهاء قرار وقفها في النصف الثاني من 2022 لن تؤثر على هذه السوق، “بل العكس هو الصحيح، فقد تمثل عودة نشاط الاقتصاد الصيني زيادة في الطلب”.

وتمتلك الصين قدرات تصديرية لليوريا، وهو ما قد يضيف إلى المعروض للسوق، ولكنه ليس بالصورة التي تؤثر على الأسواق، حيث يرى الحوشي أن بكين تدعم أسعار الغذاء، وبالتالي ستحافظ على معروض داخلي كاف من أسمدة اليوريا.

وفي ضوء ذلك، توقع زيادة سنوية في معدلات الطلب على الأسمدة خلال العامين الحالي والمقبل، مدفوعا بتحفيز تراجع الأسعار ونقص مخزونات الحبوب عالميا.

11