إيقاعات موسيقية فريدة في مهرجان "الجاز تحت شجرة الأركان"

افتتاح المهرجان شكل نجاحا فنيا ولحظة حقيقية للتقاسم والتواصل الموسيقي بين الشعوب.
الاثنين 2024/12/30
مزيج فريد من موسيقى العالم

الصويرة - احتضنت مدينة الصويرة بالمغرب فعاليات النسخة الثامنة لمهرجان "الجاز تحت شجرة الأركان" والتي اشتملت على سهرات فنية عاشت معها مدينة الرياح على إيقاع مزيج متفرد وممتع لفن الجاز وموسيقى العالم. وشهدت هذه الدورة التي استمرت حتى التاسع والعشرين من ديسمبر الجاري، حوالي عشر حفلات موسيقية وثلاث جلسات للارتجال الموسيقي بعد منتصف الليل ومنتديين في كل صبيحة.

واستقبل المهرجان العديد من النجوم، من بينهم الشيخ تيديان سيك، أحد كبار نجوم الموسيقى المالية، الذي يعتبر من أبرز الأسماء التي تعاونت مع هانك جونز، ساليف كيتا، وواين شورتر، إلى جانب انعقاد حفل “ثلاثي سايوكي”، الذي تناغم فيه فنانون من ثقافات مختلفة، وكذلك حفل جوليان بلبشير، عازف الطبول الأسترالي – المغربي، الذي اختار الاستقرار في الصويرة.

كما تضمنت الدورة عروضًا موسيقية متنوعة، من بينها لوحات قدمها “ثلاثي الجاز-إين” مع عبدالوهاب على البيانو، ولويس شيكو سالتو على الكونترباس، و”روبن دي بوا” على الطبول، والتي تمزج بين الجاز الكلاسيكي والمعاصر. وشارك أيضًا علي كيتا، عازف الإكسيليفون الأفريقي (البالافون)، الذي يجسد موسيقى الأفرو-جاز.

◙ المهرجان استقبل العديد من نجوم موسيقى الجاز من بينهم الشيخ تيديان سيك أحد كبار نجوم الموسيقى المالية

وفي لوحة فنية أخرى، قدم عازف العود علاء زويتن، الذي يقيم في برلين، مع نوفر منتصر على الغيتار وأنطونيو مورينو على الكاخون، مزيجًا من الموسيقى المغربية الأندلسية والفلامنكو. واختتمت الدورة بتكريم عازف البيانو الأميركي من أصل أفريقي، راندي ويستون، وهو التكريم الذي وقعه رمز الموسيقى المالية، الشيخ تيديان سيك، رفقة أفضل أصدقائه الموسيقيين للاحتفال بهذه الأيقونة.

وكان حفل افتتاح هذه التظاهرة المنظمة من قبل جمعية الصويرة موكادور، والتي أضحت موعدا بارزا ضمن البرمجة الثقافية بالمدينة، قد استقطب جمهورا واسعا من عشاق هذا الفن قدموا لاكتشاف إيقاعات الجاز يقدمها ثلة من الفنانين العالميين المرموقين ومواهب صاعدة.

وداخل الفضاء السوسيو ثقافي “دار الصويري” استهل الحفل بعرض ماتع لعازف طقم الطبول الفنان الأسترالي – المغربي، جوليان بلبشير امتزج فيه فن الجاز مع الإيقاعات الأصيلة لموسيقى كناوة في تقليد صويري خالص. إثر ذلك، اعتلى المنصة علي كيتا، أحد أكبر عازفي “البالافون” في أفريقيا، وسفير موسيقى الأفرو-جاز، والذي أمتع الجمهور الحاضر بأدائه الساحر لقطع موسيقية مميزة من ريبيرتواره الغني.

وتألق كيتا بشكل لافت أثناء أدائه لكل مقطع موسيقي إلى جانب عازف الطبل الهولندي مارسيل فان كليف وعازف القيثار الإيطالي روبيرتو بادوغليو، تحت التصفيقات الحارة للجمهور الحاضر.

واختتمت هذه الأمسية بعرض مبهر مخصص للارتجال والمزج الموسيقي، حيث التقت مواهب من الصويرة ومن الخارج لتخلق لحظات مشوقة وتقدم للجمهور سلسلة من العروض المرتجلة، التي تمزج بين موسيقى الجاز والموسيقى المغربية والتأثيرات الحديثة.

وأبرز المدير الفني للمهرجان، مجيد بقاس، أن الأمسية الافتتاحية للمهرجان شكلت نجاحا فنيا ولحظة حقيقية للتقاسم والتواصل الموسيقي، مشيرا إلى أن النسخة الثامنة كانت استثنائية مع مشاركة وجوه مرموقة في موسيقى الجاز من جميع أنحاء العالم. وقال “نحن سعداء للغاية برؤية المهرجان يواصل جذب جمهور مخلص ومتحمس، وكل سنة يزداد الإقبال عليه.”

روح أخرى

15