إيطاليا تقرر تعيين سفير لها لدى اليمن دعما للحكومة الشرعية

روما - أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، الثلاثاء، أن بلاده قررت تعيين سفير لها لدى اليمن بهدف دعم الحكومة الشرعية.
وقال تاياني في تصريحات خلال اللقاء العام لجمعية اللوجستيات المستدامة متعددة الوسائط المنعقد في روما "من أجل دعم الحكومة الشرعية في اليمن، قررنا في اجتماع مجلس الوزراء الأخير تعيين سفير إيطالي لإرسال رسالة تقارب مع السلطات الشرعية في البلاد".
وكانت إيطاليا قد أغلقت في فبراير 2015 سفارتها في صنعاء وأجلت طاقمها الديبلوماسي وموظفيها نظرا لتدهور الأوضاع الأمنية في اليمن، بعد قرار مماثل اتخذته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والسعودية وألمانيا وغيرها.
وأعرب رئيس الدبلوماسية الإيطالية عن دعمه لمهمة الاتحاد الأوروبي العسكرية بالبحر الأحمر "أسبيدس".
وقال تاياني "تم تحقيق نتائج كبيرة من خلال مهمة (أسبيدس) الأوروبية في البحر الأحمر، تمثلت بحماية النقل البحري الإيطالي وغيره عبر قناة السويس وفي البحر نفسه".
وذكر تاياني، وهو نائب رئيس الوزراء أيضا، أنه "بفضل قواتنا البحرية، مرت عشرات من السفن دون أن تصاب بأذى بسبب هجمات الحوثيين، مما سمح للبضائع بالمرور دون أن تتعرض للضرب"، مبيناً أن "هذا كان خيارا سياسيا، حيث ضمنا مرة أخرى أن قواتنا المسلحة هي أداة لضمان السلام والتنمية".
وأشار تاياني إلى تداعيات خطوات طهران في المنطقة، مضيفا "عندما تدرك إيران أن الاستمرار في الهجوم لن يفيدها، سيتوقف الحوثيون أيضاً عن الهجوم".
وفي 19 فبراير الماضي، أعلن الاتحاد الأوروبي انطلاق عمليات مهمة بحرية أوروبية باسم "أسبيدس" لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر من هجمات جماعة الحوثي في اليمن.
وينفذ الحوثيون هجمات متكررة منذ نحو عام على سفن تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، ويقولون إنها تأتي تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث تشنّ إسرائيل حربا ضد حركة "حماس" التي شنت هجوما على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
ويثير التهديد الحوثي في البحر الأحمر قلقا دوليا، خاصة لدى الدول المطلة عليه مثل السعودية ومصر، التي تعتمد بشكل كبير على سلامة الممرات البحرية لتأمين وارداتها وصادراتها. بالإضافة إلى ذلك، تخشى الدول الغربية من تأثير أي تصعيد هناك على التجارة الدولية وأسعار النفط.
وبخصوص وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين حزب الله وإسرائيل في لبنان، قال تاياني "إن وقف إطلاق النار في لبنان مستمر ويجب أن يستمر".
وأردف "من الصعب الحفاظ على وقف إطلاق النار، ولكن يجب القيام بكل شيء لضمان استمراره، وهذا أيضا هدف مهم لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة".
وذكر أنه "في الوقت نفسه، نحن بحاجة إلى العمل الجاد من أجل سوريا، لأن الوضع معقد للغاية".
وتخشى إيطاليا ودول الاتحاد الأوروبي من انهيار آلية الهجرة، على غرار ما حدث عند الحرب الأهلية السورية الأولى، إذ هرب الناس إلى لبنان وألمانيا، حين استقبلتهم المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل.
وكان تاياني قد أكد في تصريحات لصحيفة أفنيير الإيطالية، الثلاثاء، أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها" بعد 7 أكتوبر 2023، وأضاف "إلا أن الحرب لا يمكن أن تستمر إلى الأبد".
واستطرد "يجب على إسرائيل أن تقبل أنها حققت أهدافها العسكرية والآن (بعد وقف إطلاق النار في لبنان) ينبغي أن يكون من الممكن لهم وقف عملياتهم. لقد طالبناهم برد عسكري متناسب، لكن هذا لم يكن الحال دائما، وقد بيّنا ذلك بوضوح".
منذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة في قطاع غزة خلفت نحو 150 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.