إيرباص تقلص خطط إنتاج الطائرات

تولوز (فرنسا) - أعلنت شركة إيرباص الأوروبية لصناعة الطائرات عن تأجيل خطط إنشاء خط تجميع جديد لطائرتها أي 321 في مدينة تولوز الفرنسية بسبب الأزمة الخانقة التي يواجهها قطاع الطيران نتيجة إجراءات مكافحة فايروس كورونا.

وكانت إيرباص قد كشفت خطط التوسع تلك في يناير حين كانت مشكلتها تتمثل في كيفية تلبية الطلب القياسي على الطائرات، حيث واجهت صعوبات في استيعاب الساعات الإضافية والتعقيد الذي ينطوي عليه تصنيع أكثر طائرات إيرباص ذات الممر الواحد طموحا.

وقالت مصادر بالقطاع إنه رغم أن خطة تحويل مصنع إنتاج الطائرة العملاقة أي 380 في تولوز لإنتاج أي 321، ما زالت مطروحة، فإن الحاجة الملحة للمضي قدما فيه اختفت مع الضغوط المالية الناجمة عن أزمة فايروس كورونا.

وأكد ذلك متحدث باسم إيرباص قائلا “خططنا لخط إنتاج أي 321 في تولوز متوقفة، معلقة… حين نرى المعدلات ترتفع مجددا” سنعيد الانخراط في الخطط.

وكان الرئيس التنفيذي للشركة جيوم فوري قال للصحافيين هذا الأسبوع إن إيرباص “ستجمد” الاستثمارات الجديدة للحفاظ على السيولة.

لكنه أعرب عن أمله بأن يساعد الطلب على جيل طائرات أي 320 الذي يزيد على 6000 طائرة في “امتصاص الصدمة” لحماية الشركة من تداعيات تراجع الطلب على الطائرات بسبب كورونا.

وقال “ما يهمنا هو طبيعة وسرعة التعافي المنتظر وبخاصة في قطاع الطائرات ذات الممر الواحد في عام 2021 وما بعده، وهل سيكون التعافي سريعا أم بطيئا”.

ورجحت وكالة بلومبرغ أن يكون تعافي الطلب على رحلات الطيران القصيرة المدى وبالتالي الطلب على الطائرات الصغيرة ذات الممر الواحد أسرع من تعافي الطلب على الطائرات الكبيرة ذات الممرين. وكانت ايرباص قد نجحت خلال الشهر الماضي في تسليم 30 طائرة من طراز أي 320 والتي تستخدم في الرحلات القصيرة وبخاصة داخل أوروبا وآسيا والولايات المتحدة.

ويقول محللون إن إيرباص تتطلع إلى تحسين موقفها في سوق الطائرات ذات الجسم الضيق في مواجهة منافستها الأميركية بوينغ، التي تعاني من استمرار توقف تشغيل طائرتها في هذه الفئة 737 ماكس منذ أكثر من عام، بعد سقوط طائرتين من ذلك الطراز.

وكانت إيرباص قد أعلنت الأربعاء تقليص الطاقة الإنتاجية لمصانعها بمقدار الثلث، مع اضطرار شركات الطيران العالمية إلى إيقاف تشغيل أغلب طائراتها بسبب القيود المفروضة على الحركة في أغلب دول العالم.

وقالت إنها “تقوم الآن بمراجعة معدلات إنتاجها وخفضها للتكيف مع بيئة سوق فايروس كورونا المستجد”.

وأضافت أنها ستقوم الآن بتصنيع 40 طائرة من طراز أي 320 وطائرتين طراز أي 330 وست طائرات طراز أي 350. وأكدت أن “هذا يمثل خفضا لمعدلات ما قبل فايروس كورونا بنحو الثلث”.

وذكرت أنه “مع هذه المعدلات الجديدة تحافظ إيرباص على قدرتها في تلبية طلب الزبائن والإبقاء في نفس الوقت على قدرتها في التكيف أكثر مع تطورات السوق العالمي”.

وعلى مستوى العالم أعلن اتحاد النقل الجوي (إياتا) أن القطاع قد يحتاج لما يصل إلى 200 مليار دولار لإنقاذ شركات طيران.

وأعلنت الألمانية لوفتهانزا الثلاثاء عن إغلاق وحدة “جيرمان وينغز” المنخفضة التكلفة والتخلص من العشرات من الطائرات لمواجهة تداعيات الوباء على أنشطتها التجارية.