إيرباص تقبل شروط تسوية نزاع قديم مع بوينغ

إيرباص تعرض تنازلا نهائيا في نزاع بشأن دعم للطائرات بمليارات الدولارات.
السبت 2020/07/25
الإقلاع نحو آفاق جديدة

اعتبر محللون إعلان المجموعة الأوروبية العملاقة إيرباص القبول بشروط تسوية نزاع قديم مع منافستها الأميركية بوينغ خطوة ستساعد على نزع فتيل الأزمة التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، خاصة في ظل ما تعانيه صناعة الطائرات العالمية من ركود بسبب الوباء.

 تولوز (فرنسا) - أقدمت إيرباص الأوروبية لصناعة الطائرات، الجمعة، على الإعلان عما وصفتها بأنها “خطوة نهائية” تهدف لوقف حرب تجارية عبر الأطلسي بشأن دعم للطائرات بمليارات الدولارات.

وقالت المجموعة الأوروبية العملاقة في بيان إنها وافقت على دفع أسعار فائدة أعلى لقروض حكومية تلقتها من فرنسا وإسبانيا لتطوير طائرتها أي 350، التي دخلت الخدمة في عام 2015.

ولم تفصح الشركة عن تكلفة المدفوعات الإضافية، التي ستصبح مستحقة الدفع حين يتم تسليم الطائرة في الخارج.

ولكن المجموعة أوضحت أن معدلات الفوائد باتت “تطابق ما تعتبره منظمة التجارة العالمية معدلات فائدة ومعايير تقييم للمخاطر المرتبطة” بالمشروع.

وأضافت “بعد 16 عاما من الخلاف، يتعلق الأمر بالمرحلة الأخيرة لإنهاء هذا الخلاف الطويل وإزالة كل مبرر للرسوم الجمركية الأميركية”.

غيوم فوري: لبّينا كل مطالب منظمة التجارة العالمية وقدمنا تعديلات إضافية
غيوم فوري: لبّينا كل مطالب منظمة التجارة العالمية وقدمنا تعديلات إضافية

ونقل البيان عن الرئيس التنفيذي لإيرباص غيوم فوري “لبّينا كل مطالب منظمة التجارة العالمية وهذه التعديلات الإضافية لنظام السلف الخاصة بطائرة أي 350 تدل على أن إيرباص لم تهمل أي تفصيل للتوصل إلى حل”.

وتابع “إنها إشارة واضحة لدعم الذين يعانون من التأثير القاسي للتعريفات الجمركية” التي فرضها الممثل الأميركي للتجارة “خصوصا في وقت تتضرر فيه كل الصناعات بسبب انعكاسات أزمة كوفيد – 19”.

والقروض الحكومية من بين تدابير أوروبية اعتبرتها منظمة التجارة العالمية دعما غير قانوني ضمن دعوتين تستهدفان أيضا الدعم الأميركي لبوينغ.

وتسبب إخفاق الاتحاد الأوروبي في سحب الدعم لإيرباص بالكامل في موافقة منظمة التجارة العالمية على فرض عقوبات أميركية بدأت من أواخر العام الماضي على سلع أوروبية تصل قيمتها إلى 7.5 مليار دولار.

وتعد الحزمة الأميركية من العقوبات على السلع الأوروبية هي الأكبر، التي فرضتها منظمة التجارة العالمية على الإطلاق.

وتتأهب مجموعات تجارية لتصاعد النزاع في الخريف، حيث من المتوقع أن يفوز الاتحاد الأوروبي بموافقة منظمة التجارة العالمية على فرض رسومه الخاصة على سلع أميركية ردا على دعم بوينغ، والذي خلُصت المنظمة إلى أنه غير قانوني.

وفي نزاع قياسي يعود إلى عام 2004، أصدرت منظمة التجارة العالمية حكما بأن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منحا دعما إلى شركتي صناعة الطائرات لديهما.

وفي السنوات الثماني الماضية، كان الجدل يدور بشكل أساسي حول ما إذا كان كل طرف قد انصاع لتلك الأحكام.

وقالت إيرباص إنه “بهذه الخطوة النهائية، تعتبر إيرباص نفسها ملتزمة تماما بأحكام منظمة التجارة العالمية”.

وفي مايو الماضي، أعلنت الولايات المتحدة نفسها ممتثلة بالكامل لأحكام منظمة التجارة العالمية بعد أن ألغت ولاية واشنطن إعفاءات ضريبية على صناعة الفضاء استفادت منها بوينغ بشكل كبير.

وقال مصدر أوروبي لوكالة رويترز إنه “على الرغم من أن إيرباص ليست طرفا رسميا في القضية، التي تقف فيها الولايات المتحدة في مواجهة الاتحاد الأوروبي وكذلك فرنسا وألمانيا وإسبانيا، فإن بيان الجمعة يفتح الباب أمام مفاوضات لإنهاء النزاع”.

ويحث الطرفان بشكل متكرر على إجراء مفاوضات بينما يتهم كل طرف الآخر بالإخفاق في الرد بجدية على الدعوة.

وأكد الاتحاد الأوربي أن خطوة إيرباص يُفترض أن تدفع الولايات المتحدة إلى رفع “فوري” للإجراءات الانتقامية التجارية التي تقررت على أساسه.

وقال المفوض الأوروبي للتجارة فيل هوغان إن “الرسوم الجمركية غير المبررة على المنتجات الأوروبية غير مقبولة”، داعيا الولايات المتحدة إلى رفعها “فورا” بعد إعلان إيرباص.

وحذر من أنه “في غياب تسوية، سيكون الاتحاد الأوروبي مستعدا لاستخدام الحقوق الخاصة به بفرض عقوبات”.

وقال وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير إنه “إذا واصلت الولايات المتحدة رفض التفاوض الودي، فلن يكون أمام الاتحاد الأوروبي خيار آخر سوى تبني عقوبات تقضي بفرض رسوم جمركية على منتجات أميركية.. نحن مصممون على فرض احترام حقوقنا”.

10