إيران لن تغامر بالرد على مقتل فخري زاده خشية عدم رفع العقوبات عنها

واشنطن - استبعد المبعوث الأميركي الخاص لواشنطن بشأن إيران وفنزويلا أن ترد إيران على اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده قبل تولي جو بايدن الرئاسة خشية أن يعرقل ذلك أي إمكانية لتخفيف العقوبات عنها في المستقبل.
وقال إليوت آبرامز إن إيران "في أمس الحاجة" إلى تخفيف العقوبات من الولايات المتحدة، وأي عمل من جانبها قبل تنصيب بايدن، سيعرض للخطر أي رفع محتمل للعقوبات عنها في المستقبل.
وأضاف آبرامز "إذا كانوا يريدون تخفيف العقوبات، فإنهم يعرفون أنهم سيحتاجون إلى الدخول في نوع من المفاوضات بعد 20 يناير، وينبغي أن يضعوا في الحسبان عدم القيام بأي أنشطة من الآن وحتى 20 يناير تجعل تخفيف العقوبات أكثر صعوبة".
وألقى مسؤولون إيرانيون باللوم على إسرائيل في مقتل فخري زاده، الذي زاد من مخاوف حدوث مواجهة جديدة بين طهران وعدوها القديم.
وقتل فخري زاده، الذي تتهمه إسرائيل بأنه وراء سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية، الجمعة الماضي عندما نصب له كمين على طريق سريعة بالقرب من طهران وأطلق وابل من الرصاص على سيارته.
وتصاعدت حدة التوتر بين واشنطن وطهران منذ عام 2018، عندما انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الذي أبرمه سلفه باراك أوباما مع إيران عام 2015، وأعاد فرض العقوبات الاقتصادية على طهران بهدف التفاوض لفرض قيود أشد صرامة على برنامجها النووي والصاروخي وعلى دعم القوات التي تعمل لحسابها في المنطقة.
وفي رد على ذلك، انتهكت طهران تدريجيا القيود المفروضة على برنامجها النووي، ولكن بايدن صرح بأنه سيعيد الولايات المتحدة إلى الاتفاق إذا استمرت إيران في الالتزام ببنوده.
وفرضت الولايات المتحدة الخميس عقوبات جديدة تتعلق بإيران، حيث أدرجت كيانا وأحد الأفراد على قائمتها السوداء بينما تواصل واشنطن زيادة الضغط على طهران خلال الشهور الأخيرة للرئيس دونالد ترامب في السلطة.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية على موقعها الإلكتروني إن العقوبات استهدفت مجموعة شهيد ميسامي ورئيسها، متهمة هذا الكيان بالمشاركة في أبحاث الأسلحة الكيميائية الإيرانية والارتباط بالمنظمة الإيرانية للابتكار والبحث الدفاعي، وهي منظمة مدرجة على القائمة الأميركية السوداء.
وتعهد الزعيم الإيراني السبت بالانتقام لمقتل فخري زاده مما يزيد من خطورة حدوث مواجهة جديدة مع الغرب وإسرائيل خلال الأسابيع المتبقية من رئاسة ترامب.
وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين في البيان إن "تطوير إيران لأسلحة الدمار الشامل يمثل تهديدا لأمن جاراتها وأمن العالم".
وأضاف "ستستمر الولايات المتحدة في مجابهة أي جهود يقوم بها النظام الإيراني لتطوير أسلحة كيماوية يمكن أن يستخدمها النظام أو مجموعات تابعة له تخوض حربا بالوكالة لتنفيذ أجندته الخبيثة".
وتتضمن الخطوات التي أعلنت الخميس تجميد أي أصول أميركية للمدرجين على القائمة السوداء، وتحظر على الأميركيين بشكل عام التعامل معهم.
وكان آبرامز قد أشار في وقت سابق إلى أن إدارة ترامب تخطط لتشديد العقوبات على إيران خلال أسابيعها الأخيرة في البيت الأبيض، لكنه حث بايدن أيضا على الضغط للتوصل إلى اتفاق يقلل من التهديدات الإقليمية والنووية التي تمثلها الجمهورية الإسلامية.