إيران توافق على إطلاق مفاوضات غير مباشرة مع واشنطن بعد رسالة ترامب

مستشار لخامنئي يؤكد أن طهران لم تغلق كل الأبواب وأنها مستعدة لمفاوضات غير مباشرة مع واشنطن لتقييم الطرف الآخر وعرض شروطها.
الجمعة 2025/03/28
ايران لا تزال تناور الولايات المتحدة في الملف النووي

طهران - أفاد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الإيرانية، بأن طهران قد أرسلت ردًا عبر سلطنة عمان على رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي دعا فيها إيران إلى التوصل لاتفاق نووي جديد. يأتي هذا في وقت تكثف فيه واشنطن سياستها القائمة على "الضغوط القصوى" لدفع طهران إلى الوفاء بتعهداتها المتعلقة بالبرنامج النووي.
وذكرت الوكالة أن عراقجي قال "سياستنا لا تزال تتمثل في عدم الدخول في مفاوضات مباشرة في ظل أقصى الضغوط والتهديدات العسكرية، ومع ذلك، كما كان الحال في الماضي، يمكن مواصلة المفاوضات غير المباشرة".
وفي وقت سابق قال كمال خرازي مستشار الزعيم الأعلى الإيراني إن طهران لم تغلق كل الأبواب أمام حل خلافاتها مع الولايات المتحدة ومستعدة لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع واشنطن.
وترفض طهران حتى الآن تحذير ترامب لها بالتوصل إلى اتفاق وإلا مواجهة عواقب عسكرية. ووصف الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي هذه الرسالة بأنها مخادعة، وقال عراقجي إن من المستحيل إجراء محادثات ما لم تغير واشنطن سياسة "أقصى الضغوط" التي تمارسها على إيران.
ونقلت وكالة إعلام رسمية عن خرازي قوله "الجمهورية الإسلامية لم تغلق كل الأبواب. وهي مستعدة لمفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة لتقييم الطرف الآخر وعرض شروطها واتخاذ القرار المناسب".
وقال عراقجي الخميس "يتضمن ردنا رسالة فصلنا فيها وجهات نظرنا حول الوضع الحالي ورسالة السيد ترامب".
وكشفت عدد من التقارير الصحفية الأميركية عن تفاصيل جديدة حول الرسالة التي بعثها ترامب إلى خامنئي، مطالبًا إيران بتوقيع اتفاق نووي جديد خلال مهلة لا تتجاوز الشهرين.
وأوضح موقع "أكسيوس" الأميركي وفق مصادر وصفها بالمطلعة أن ترامب حذر في رسالته من أن رفض طهران للتفاوض قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، بما في ذلك التحرك العسكري الأميركي. 
ووفقًا لتلك المصادر، فإن البيت الأبيض قد أبلغ دولًا كإسرائيل والسعودية والإمارات بتفاصيل الرسالة قبل إرسالها، ما يعكس التنسيق الواسع بين الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
وتحدثت تقارير على أن المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أنور قرقاش، سلم المرشد الإيراني رسالة من الرئيس الأميركي.
وانسحب ترامب خلال ولايته الأولى فيما بين عامي 2017 و2021 من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وقوى عالمية والذي فرض قيودا صارمة على أنشطة طهران النووية مقابل تخفيف العقوبات عليها.
وبعد انسحابه من الاتفاق في عام 2018 وإعادة فرض عقوبات أميركية شاملة على إيران، انتهكت الجمهورية الإسلامية الاتفاق وتجاوزت الحدود المفروضة على برنامجها لتخصيب اليورانيوم وطورته.
وتتهم القوى الغربية إيران بتنفيذ قائمة أولويات لتطوير قدرتها على إنتاج أسلحة نووية من خلال تخصيب اليورانيوم إلى مستوى عال من النقاء الانشطاري يفوق المطلوب في برنامج مدني للطاقة الذرية. وتقول طهران إن برنامجها النووي مخصص بالكامل لأغراض الطاقة المدنية.