إيران تهدد بضرب منشآت إسرائيل النووية ردا على أي هجوم محتمل

طهران/واشنطن - حذر قيادي في الحرس الثوري الخميس إسرائيل من استهداف المنشآت النووية الإيرانية ردا على الهجوم الذي شنّته طهران على الدولة العبرية، ملمّحا إلى أن الجمهورية الإسلامية قد تعيد النظر في "عقيدتها" النووية بحال حصول ذلك.
وقال العميد أحمد حق طلب، قائد وحدة حماية وأمن المراكز النووية في الحرس الثوري، إنه "في حال أراد الكيان الصهيوني اتخاذ إجراء ضد مراكزنا ومنشآتنا النووية، فإنه سيواجه حتما وبالتأكيد بردة فعلنا. وللرد بالمثل فإن المراكز النووية للكيان ستتعرض للهجوم والعمليات بالأسلحة المتطورة"، وفق ما نقلت وكالة "إرنا" الرسمية.
وشنّت إيران ليل السبت الأحد هجوما على إسرائيل بمئات الطائرات المسيّرة والصواريخ ردّاً على ضربة دمّرت مبنى قنصليتها في دمشق وأودت بسبعة أفراد من الحرس الثوري بينهم ضابطان كبيران في الأول من أبريل.
واتهمت طهران إسرائيل بشنّ الضربة. وأكدت الدولة العبرية أنها تحتفظ بالحق "في حماية نفسها" ردّا على الهجوم الإيراني، على رغم تأكيدها أنها تمكنت وحلفاء تتقدمهم الولايات المتحدة، من إسقاط غالبية الصواريخ والمسيّرات التي أطلقتها طهران.
وفي ظل التهديد الإسرائيلي بالردّ على رغم الدعوات الدولية للتهدئة، شدد حق طالب على أنه "تم تحديد المراكز النووية للعدو الصهيوني"، مؤكدا أن "يدنا على الزناد لإطلاق الصواريخ القوية لإبادة الأهداف المحددة" في حال استهدفت إسرائيل منشآت إيرانية.
ويرجح خبراء امتلاك إسرائيل أسلحة ذرية، بينما لم تنف هي أو تؤكد هذا الأمر. في المقابل، تتهم إسرائيل ودول غربية إيران بالسعي إلى تطوير سلاح ذري، وهو ما تنفيه طهران على الدوام وتؤكد سلمية برنامجها النووي.
وشدد حق طالب على أنه "إن أراد الكيان الصهيوني المصطنع استخدام التهديد بمهاجمة المراكز النووية الإيرانية كأداة للضغط على إيران، فإن من المرجح مراجعة العقيدة والسياسات النووية للجمهورية الإسلامية الإيرانية والعدول عن الاعتبارات المعلنة في السابق، وهذا أمر قابل للتصور". ولم يقدم حق طالب إضافة بهذا الشأن.

وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي أعرب عن "قلقه" من احتمال استهداف إسرائيل المنشآت الإيرانية، مؤكدا أن طهران أغلقت مراكزها النووية يوم الأحد بعد هجومها على إسرائيل "لأسباب أمنية".
وسبق لإسرائيل استهداف منشآت نووية في منطقة الشرق الأوسط. وأعلنت تدمير مفاعل تموز في العراق عام 1981، وأقرت في 2018 بأنها شنّت قبل 11 عاما من ذلك، ضربة جوية استهدفت مفاعلا قيد الإنشاء في أقصى شرق سوريا.
واتهمت طهران إسرائيل بالوقوف خلف عمليات تخريب لمنشآتها النووية، إضافة إلى اغتيال عدد من علمائها على مدى الأعوام الماضية.
على صعيد آخر، أكد مسؤول عسكري بارز في طهران الخميس أن بلاده استخدمت فقط "أسلحة قديمة والحد الأدنى من القوة" في هجومها على إسرائيل. وقال العميد أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجو-فضائية في الحرس الثوري "لقد تغلبنا على القدرة القصوى للمعسكر العبري والغربي بأقل قدر من القوة في هذه المرحلة"، مضيفا "في هذه المرحلة، لم نستخدم صواريخ خرمشهر وسجيل والحاج قاسم وخيبر شكان وغيرها"، فيما لم تحدد إيران رسميا عدد المسيرات والصواريخ التي أطلقتها أو طرازها.
وعلى مسار مواز لتلك التطورات تحشد دول غربية في مقدمتها الولايات المتحدة لتضييق الخناق على إيران عبر حزمة عقوبات تستهدف تحجيم قدراتها العسكرية، فيما تسعى القوى الغربية لمنع انزلاق الشرق الأوسط إلى حرب وخروج الوضع عن السيطرة بعد تهديدات إسرائيلية بالرد على الهجوم الإيراني الأخير.
وفي محاولة لتهدئة تل أبيب وتوجيه رسالة لإيران، فرضت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عقوبات على طهران الخميس استهدفت "برنامج المسيرات الإيراني وصناعة الصلب ومصنعي السيارات" بعد الهجوم الذي شنته نهاية الأسبوع الماضي على إسرائيل، حسبما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية.
وتستهدف عقوبات واشنطن "16 شخصا وكيانين يعملون على إنتاج طائرات إيرانية بدون طيار" منها طائرات شاهد التي "تم استخدامها خلال هجوم 13 أبريل". وتستهدف عقوبات لندن "العديد من المنظمات العسكرية الإيرانية والأفراد والكيانات المنخرطة في صناعة المسيرات والصواريخ البالستية الإيرانية".
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنّ بلاده ستواصل "محاسبة" إيران من خلال فرض عقوبات جديدة تستهدف الجمهورية الإسلامية، ردا على الهجوم غير المسبوق ضد إسرائيل.
وأكد في بيان بعد إعلان الولايات المتحدة والمملكة المتحدة فرض عقوبات استهدفت برنامج المسيّرات الإيراني أن العقوبات تهدف إلى "الحد من برامج إيران العسكرية المزعزعة للاستقرار".