إيران تهاجم مقترح الوكالة الذرية لعقد اتفاق نووي جديد

طهران تستمر في تحدي المجتمع الدولي بمواصلة أشغال البناء في منشأة فوردو.
الجمعة 2020/12/18
تمسك بخرق القانون الدولي

طهران – رفضت إيران الجمعة اقتراح مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع المجموعة الدولية، مواصلة خرقها للتفاهمات القائمة من خلال استمرارها في أشغال البناء في منشأة فوردو النووية، بحسب صور التقطت من الأقمار الصناعية.

وصرح رافائيل جروسي، الذي يرأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تراقب امتثال إيران للاتفاق النووي المبرم عام 2015، في وقت سابق بأنه ستكون من الصعوبة بمكان العودة إلى الاتفاق القديم بمجرد تولي الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن منصبه الشهر المقبل، في ظل الانتهاكات الكثيرة من جانب طهران.

وكتب كاظم غريب آبادي سفير إيران لدى الوكالة الدولية على تويتر قائلا إن "طرح أي تقييم لكيفية تنفيذ الالتزامات يتجاوز تماما تفويض الوكالة وينبغي تجنبه".

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، مهندس الاتفاق النووي المبرم مع القوى الست الكبرى، مرارا إن الخطوات التي اتخذتها طهران يمكن التراجع عنها إذا رفعت الولايات المتحدة العقوبات واحترمت الاتفاق بالكامل.

وتنامى التوتر بين واشنطن وطهران منذ أن انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل أحادي في 2018 من الاتفاق وردت إيران بخرق العديد من قيود الاتفاق، وفرض ترامب سلسلة طويلة من العقوبات التي كان جرى تخفيفها بموجب الاتفاق، وتستهدف العقوبات كل شيء بدءا من مبيعات النفط إلى أنشطة الشحن والأنشطة المالية.

وأوضح المدير العام للوكالة الدولية أن إحياء الاتفاق النووي في عهد الرئيس بايدن، سيتطلب إبرام اتفاق جديد يحدد كيفية تراجع طهران عما قامت به من انتهاكات لبنوده.

وتابع "لا أستطيع التخيل أنهم سيقولون ببساطة 'لقد عدنا إلى المربع الأول'، لأن المربع الأول لم يعد موجودا. هناك المزيد من المواد، ولقد أبلغت عن هذا، وهناك نشاطات أكبر، وهناك المزيد من أجهزة الطرد المركزي ويتم الإعلان عن المزيد".موقع فوردو

والجمعة، أظهرت صور أقمار صناعية، لوكالة "أسوشيتد برس"، قيام إيران بالبناء في موقعها النووي تحت الأرض في فوردو، في خطوة تصعيدية قبل تسلم الرئيس الأميركي الجديد مهامه.

ولم تعترف إيران علانية بأي أبنية جديدة في منشأة فوردو، التي جاء اكتشافها من قبل الغرب في عام 2009 قبل أن تبرم القوى العالمية الاتفاق النووي.

ويحظر الاتفاق المبرم بين إيران والقوى العالمية الموقع قبل خمس سنوات، تخصيب اليورانيوم في موقع فوردو الذي بنته إيران سرا في بطن جبل وكشفته أجهزة المخابرات الغربية في العام 2009. ويسمح بأجهزة الطرد المركزي في هذا الموقع لأغراض أخرى مثل إنتاج النظائر المستقرة. ولإيران الآن 1044 جهازا من نوع آي.آر-1 للتخصيب في فوردو.

ولا يزال الغرض من البناء غير واضح، إلا أنه من المحتمل أن يثير توترات مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أيامها الأخيرة، خاصة وأن إيران تواصل أشغال البناء في منشأتها النووية في "نطنز" بعد الانفجار الغامض الذي ضربها في يوليو ووصفته طهران بأنه هجوم تخريبي.

ويرى متابعون أن أي تغييرات في موقع فوردو ستتم مراقبتها بعناية باعتبارها علامة على توجه البرنامج النووي الإيراني.

وبدأت طهران البناء في موقع فوردو منذ أواخر سبتمبر. وقالت وكالة "أسوشيتد برس" وفقا لصور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها من شركة "ماكسار تكنولوجيز"، إن البناء يجري في الركن الشمالي الغربي من الموقع، بالقرب من مدينة قم الشيعية المقدسة على بعد حوالي 90 كيلومترا (55 ميلا) جنوب غرب طهران.

واتخذت طهران مؤخرا قرارا برفع مستويات تخصيب اليورانيوم، وإنتاج ما لا يقل عن 120 كيلوغراما من اليورانيوم بمستوى تخصيب 20 في المئة سنويا في منشأة فوردو وتخزينه خلال شهرين من بدء اعتماد هذا القانون.

وجاء القرار كردّ على اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده، الذي تتهم طهران كلا من الولايات المتحدة وإسرائيل بالمسؤولية عن مقتله.

وبدأت إيران في العام الماضي خرق القيود التي ينص عليها الاتفاق خطوة خطوة ردا على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق في مايو 2018 وإعادة فرض العقوبات الأميركية على طهران.

وأدى ذلك إلى تقليل الفترة اللازمة لإنتاج المواد الكافية لصنع سلاح نووي، غير أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تشرف على تنفيذ الاتفاق تشير إلى أن إيران تمضي قدما في عملها النووي بأسرع ما يمكن.